Hacksaw Ridge لميل غيبسون... قصّة حب عاصف

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:00
أندرو غارفيلد في الفيلم
أندرو غارفيلد في الفيلم
نرى في عدد كبير من أفلام ميل غيبسون لحظة حاسمة يُضطر فيها رجل مسالم إلى حمل السلاح. في Braveheart، كان سيفاً اسكتلندياً من القرن الثالث عشر. في Apocalypto، كان رمحاً قبلياً. وفي عمل غيبسون الأخير Hacksaw Ridge، الذي تدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية، تفترض أن السلاح سيكون بندقية تابعة للجيش. لكن تلك اللحظة الحاسمة تغيب عن الفيلم.
يؤدي أندرو غارفيلد في Hacksaw Ridge دور الجندي المسالم الحقيقي ديزموند دوس. خدم الشاب النحيل من فرجينيا في الجيش، إلا أنه رفض حمل السلاح، متمسكاً بمعتقدات الكنيسة السبتية التي انتمى إليها. ورغم تعرضه للاستهزاء من الجنود الآخرين وتهديد رؤسائه بمحاكمته عسكرياً، خدم دوس كمسعف على الجبهة في أوكيناوا وتعرض للإصابة وهو ينقذ حياة 75 رجلاً يُقال إنهم تُركوا ليموتوا فوق جرف يفوق ارتفاعه المئة متر ويُعرف بـ«هوكسو ريدج» (Hacksaw Ridge). نتيجة لذلك، مُنح دوس وساماً «لشجاعته المذهلة وتصميمه الراسخ في وجه ظروف بالغة الخطورة».

Hacksaw Ridge ليس أول فيلم يصوّره غيبسون عن شخص مسالم (لا ننسى The Passion of the Christ عام 2004)، إلا أنه يسم على ما يبدو تبدلاً واضحاً في وتيرة أعمال هذا الممثل والمخرج الذي يميل عادةً إلى الحركة، والعنف، وإراقة الدماء. ففي أفلام مثل Mad Max، وThe Patriot، وPayback، انجذب غيبسون إلى أبطال عانوا وجاء رد فعلهم عنيفاً. يشكّل Hacksaw Ridge أول عمل له كمخرج، إلا أنه لا يعتبره تبدلاً جذرياً. يجيب المخرج الذي فاجأه السؤال على ما يبدو: «كلا على الإطلاق، يشكّل هذا الأمر تطوراً لفكرةٍ أعمل عليها. تُعتبر هذه قصة البطل الفعلي، وهي أكثر بطولية لأنه لا يشارك في الصراع المسلح. أعتقد أنه يتعالى على جهنم الحرب».

يُصنَّف Hacksaw Ridge للبالغين بسبب قوة مشاهد الحرب التي يتضمنها وتبدو واقعية جداً، إلا أن غيبسون يؤكد أن الفيلم لا يدور حول الحرب. «إنه قصة حب»، على حد قوله.

مخرج بارع

صحيح أن أعمال دوس البطولية تبدو مصممة لهوليوود، لكن التقارير كافة تشير إلى أنه كان رجلاً متحفظاً لم يشأ استغلال قصته، ولم يوافق على إنتاج فيلم وثائقي عن أعماله هذه إلا نحو نهاية حياته. أعدّ الفيلم تيري بينيديكت وعُرض عام 2004 بعنوان The Conscientious Objector.

توفي دوس عام 2006 عن عمر يناهز السابعة والثمانين قبيل أشهر من الطلب من كاتب السيناريو ريتشارد شنكان بدء العمل على نص فيلم غيبسون. يوضح شنكان، أحد كاتبَي الفيلم: «لا أعرف صراحة قصة ديزموند دوس». ويؤكد أن من البحوث المباشرة لم يتوافر له سوى الفيلم الوثائقي، ومقال في صحيفة، وكتاب قصص مصورة أعدته جمعية الأوسمة الفخرية التابعة للكونغرس. رغم ذلك، يقول شنكان إنه «قبلَ بالمشروع». وعندما سأله منتج الفيلم بيل ميكانيك، وهو من المخضرمين في هذا المجال ويدير شركته الخاصة Pandemonium Films، عمن يبرع في إخراج عمل مماثل، يخبر شنكان أنه رشّح غيبسون في الحال.

يضيف: «عندما يفكّر الناس في ميل، يكون ردّ فعلهم: إنه مخرج أفلام حركة ناجح يبرع في التعاطي مع عالم الرجال والعنف. لكنه في رأيي بارع أيضاً في التعاطي مع الممثلين ويعرف جيداً السبيل إلى حملهم على التعبير عن المشاعر البشرية المعقدة. وأعتقد أن هذا ما نجح في تحقيقه في هذا العمل».

أما غارفيلد، فيعتبر أداء دور رجل لطيف «لم يشأ أن نعدّ فيلماً عنه» تحدياً. يقول: «يمكننا وصفه بالانطوائي، إلا أنني لا أظنّ أننا نوفيه حقه بهذا الوصف، فقد جسّد الشعار «عش ودع الآخرين يعيشون». لم يحاول مطلقاً فرض أفكاره على أحد. أدرك أنه لا يستطيع تبديل إيمان الغير، إلا أنه كان واثقاً من أن لا أحد يستطيع أيضاً تغيير إيمانه».

يقرّ غيبسون وغارفيلد في مقابلة معهما عبر الهاتف من غرفة في أحد فنادق لوس أنجليس، أنهما شعرا أحياناً بالاستياء من بطلهما الذي رفض العنف بعناد. على سبيل المثال، يشير غيبسون إلى مشهد قوي يحاول فيه جندي صديق يُدعى سميتي (لوك براسي) استفزاز دوس والإساءة إليه بغية الحصول منه على رد فعل ما، إلا أنه يخفق.

يوضح غيبسون: «واجه كلانا صعوبة كبيرة في هذا المشهد لأن ذلك مخالف لطبيعتنا. لو كان أندرو مكانه للكم ذلك الجندي في وجهه. وما كنت أنا أيضاً لأتردد في ذلك». ثم يضيف، مخاطباً الممثل: «أتذكر ذلك؟ شعرتُ بأن ثمة خطباً ما». يوافقه الرأي، مضيفاً: «أحسست بأنني مبتدئ».

يتابع غيبسون موضحاً: «ظللت أتساءل: هل هذا المشهد جيد؟ هل ينجح؟ رغم ذلك، عندما صار سميتي يحترم دوس، يذكر غيبسون: «تشعر بأن ديزموند فاز في نهاية المطاف».

الفيلم يُصنَّف للبالغين بسبب قوة مشاهد الحرب التي يتضمّنها وتبدو واقعية جداً
back to top