باسل الدوسري: «الكلام البطني» فنٌّ قائم بذاته ويحتاج إلى مهارة خاصة

• يزعجه الجمهور الذي يعتقد أن الدمية تتكلم

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:00
باسل الدوسري موهبة كويتية كوميدية شابة نادرة. يبرع الفنان بـ«الكلام البطني»، أي الكلام الذي يصدر من البطن وليس من الحنجرة. بدأ العالم الخليجي، والعربي عموماً، يتعرّف إلى موهبته عندما ظهر عام 2011 في برنامج اكتشاف المواهب «آراب غوت تالنت» عبر محطة «إم بي سي»، ثم انطلق في موهبته من خلال برامج فنية ومنوّعات وعروض عدة يقدمها سواء داخل الكويت أو خارجها. التقيناه في حوار حول أهم الصعوبات التي يواجهها في ممارسته هذا النوع النادر من الفن، وكتابته المواقف الكوميدية التي يقدمها، كذلك نتعرف إلى أهم شخصيات الدمى التي يقدمها في عروضه الفنية... وغيرها من تفاصيل كثيرة وممتعة.

ما أهم برامج المنوعات التي شاركت فيها بعد «آراب غوت تالنت»؟

قبل أي شيء، لا بد من القول إن برنامج «آراب غوت تالنت» كان له الدور الكبير في إطلاق موهبتي على نطاق واسع على مستوى الخليج والوطن العربي عموماً، خصوصاً أنه يبثّ عبر محطة «إم بي سي» ذات الجماهيرية الكبيرة، وكان ذلك منذ خمسة أعوام. بعده، شاركت في برنامج آخر بعنوان «الفرصة» عبر قناة «سما دبي»، ثم انطلقت في تقديم عروضي الفنية الخاصة.

عروض السعودية

أين تقيم عروضك الفنية؟

في الكويت وعلى مستوى الخليج. أما أكثر دولة أقدّم فيها عروضي فهي المملكة العربية السعودية، وأحبّ أن أوضح نقطة هنا وهي أنني كويتي الجنسية من أم سعودية لأن كثيرين يعتقدون أنني سعودي.

يستغرب كثيرون «الكلام البطني». ماذا يعني الكلام من البطن؟

هو فن قائم بحد ذاته. ربما يستغرب الجمهور هذا النوع من الفن لأنه نادر في الوطن العربي، ولكنه من ناحية آخرى موجود في الغرب، وهو ببساطة يعني أن يمسك الفنان بدمية في يديه ويحاورها. فيما يكون حواره بصوته الطبيعي، نجده هو نفسه يؤدي حوار الدمية بكلام يصدر من بطنه من دون أن يحرك شفتيه، فيعتقد الجمهور أن الدمية تتحدّث، وهو أمر غير حقيقي لأن الحوارين يصدران من الشخص نفسه.

هل تجد صعوبة في إتقان مثل هذه الحوارات؟

طبعاً. يحتاج الأمر إلى مهارة خاصة ومقدرة لافتة من الفنان على ضبط نفسه والفصل بين إحساسه وبين إحساس الدمية، ما يتعبه جداً. فبينما يتكلّم من بطنه على لسان الدمية، يجب أن تكون تعابير وجهه خاصة بانفعالات الفنان وليس الدمية. يتطلب مثل هذا الأمر تدريباً مكثفاً ومستمراً كي يصل الفنان إلى درجة عالية من الاحترافية.

أمر مزعج

ما هي أكثر مشكلة تقابلها في عملك؟

للأسف، حتى الآن يعتقد قطاع كبير من الجمهور أن الدمية هي من يتكلّم، ويسألونني كيف يحدث ذلك، وفي كل مرة أشرح لهم. أما الأكثر إزعاجاً فهو أن بعض الجمهور نتيجة لعدم استيعابه أن الكلام يصدر من بطن الفنان لا يركز على المواقف الكوميدية و«النكات» أثناء العرض.

ولكن أعرف سبب مثل هذا اللبس لدى كثير من الجمهور، وهو أنني متمكّن من هذا الفن لدرجة لا أحرك فيها فمي أثناء الكلام، فيتساءل كثيرون عن مصدر هذا الصوت، وهو أمر جيد بالنسبة إلي. أتمنى في المستقبل أن ينتشر هذا النوع من الفن على نطاق واسع ويصبح معروفاً لكثيرين.

ما أكثر شخصيات الدمى التي تلعب بها أثناء العروض؟

لدي شخصيات كثيرة ولكنني لم أستخدمها كلها حتى الآن بسبب عدم تبلور شخصيتها الفنية بعد وعدم ظهورها في عروض فنية جديدة. أما أشهر الشخصيات التي أصطحبها معي راهناً فهي «مزيون»، و«حمادين»، و«الحج نوفل».

ارتجال مدروس

كيف تجوِّد مستوى عروضك الفنية؟

في الفن الكوميدي تحديداً على الفنان أن يكثر من التمارين الأساسية لعروضه كي يصل إلى أكبر درجة من الإضحاك والعفوية. شخصياً، لا أعتمد عموماً على كتابة عروضي، بل على الارتجال المدروس. أسجّل العرض ثم أراجعه، ومع الوقت أضيف وأحذف وأعدّل حتى أصل إلى المستوى الفني المطلوب الذي أظهر به أمام الجمهور. أشير هنا إلى أن في الغرب عروضاً فنية كثيرة تعتمد على فن «الكلام البطني»، أو عروض الـ«ستاند أب كوميدي» التي تستمر لأكثر من عشرة أعوام ولكن مع مراعاة التجويد والتغيير المستمر في المواقف الكوميدية بما يتلاءم مع المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي يمرّ بها مجتمع الفنان.

في الأحوال كافة، أدعو كل من لديه الرغبة في تقديم هذا النوع من الفن إلى أن يتواصل معي لأساعده، كذلك أطلب ممن هو بارع في الكتابات الكوميدية أن يقدّم لي المزيد من هذه النصوص لإدراجها ضمن عروضي المقبلة.

ما هي أكثر هواياتك التي تمارسها بعيداً عن الكلام البطني؟

أجد نفسي كل عام أمارس هواية جديدة، ولكن القاسم المشترك بينها أنها كلها مكلفة مادياً. في النهاية، وصلت إلى أن هوايتي الأساسية أن أجد هواية أنفق فيها أموالي.

رسالة إلى وزارة الإعلام

وجّه الفنان الشاب باسل الدوسري أثناء اللقاء رسالة إلى وزارة الإعلام الكويتية قال فيها: «أطلب منها ضرورة الالتفات إلى مواهب الشباب الكويتي واحتضانها وتقديم الدعم الكافي لها كي تظهر للجمهور بالمستوى الفني الراقي، فالشباب الكويتي يملك طاقات إبداعية كبيرة ويحتاج إلى من يتبناها ويرعاها».

وتابع: «أعتقد أن الدور الحقيقي لوزارة الإعلام أن تأخذ بيد الشباب الكويتي في المجالات كافة سواء الفنية أو الثقافية أو الاجتماعية، وثمة مجالات عدة يمكن التعاون من خلالها مع وزارة الإعلام مثل تقديم برنامج فكاهي يعتمد على مسرح الدمى سواء للأطفال أو للكبار، خصوصاً إذا عرفنا أن العروض التي أقدمها تعتمد على طرح قضايا اجتماعية وسياسية مهمة عدة، ويحضر في المجال نفسه الـ «ستاند أب كوميدي» الذي أجيد تقديمه أيضاً».

أعتمد على الارتجال المدروس في تجويد عروضي الفنية ومواقفي الكوميدية

الشخصيات التي ألعب بها كثيرة أشهرها «مزيون» و«حمادين» و«الحج نوفل»
back to top