طائرات من دون طيار تنقل الدم وتنقذ الأرواح

نشر في 03-11-2016
آخر تحديث 03-11-2016 | 00:00
No Image Caption
في مخزن خارج كيغالي في رواندا، تنتظر 15 طائرة من دون طيار تلقي رسالة. عندما تصل الرسالة النصية، تُجهَّز إحدى هذه الطائرات بالحمولة الضرورية، ثم تطير في الفضاء منطلقةً نحو مهمة منقذة للحياة.
أعلنت الحكومة في رواندا إنشاءها خدمة تسليم طارئة تعتمد على طائرات من دون طيار. تقوم الأخيرة بنحو 150 رحلة يومياً، حاملةً الدم إلى عيادات تحتاج إليه.

بينما تتمتّع رواندا ببنية تحتية جيدة في بعض أجزائها، تقتقد إليها في مناطق أخرى، حسبما يؤكد موز صدّيقي من الاتحاد العالمي للتلقيح والتحصين، الذي يشارك في هذا المشروع إلى جانب شركتي UPS وZipline للطائرات من دون طيار. يضيف: {نعيش في أرض الألف تلة. لذلك يصعب علينا الوصول إلى بعض المناطق، خصوصاً في فصل المطر حين لا تعود الطرقات سالكة}.

لا شك في أن هذه معضلة كبيرة تعيق مهام عمّال الرعاية الصحية، لأنها تحول دون حصولهم على إمدادات يحتاجون إليها لمعالجة الحالات الطارئة، مثل النزف بعد الولادة الذي يشكّل أحد أسباب الوفاة الرئيسة بين النساء في أفريقيا.

يتابع صدّيقي موضحاً أن الطائرات من دون طيار تشكّل حلاً مناسباً. على سبيل المثال، عندما يحتاج اليوم عمال الرعاية الصحية في واحدة من عيادات رواندا الإحدى والعشرين إلى دم من فئة معينة، يستطيعون توجيه رسالة نصية إلى قاعدة الطائرات هذه، التي تُلقَّب بـ{العش}. وهناك، تُحمَّل الطائرة بنحو كيلوغرام ونصف الكيلوغرام من الإمدادات. عندما تبلغ وجهتها، تلقي الطائرة حمولتها المتصلة بمظلة صغيرة. يؤكد الفريق أن الرحلة التي كانت تستغرق ساعات بالسيارة باتت تُنجَز بأقل من نصف ساعة.

لا تُعتبر هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها الباحثون إلى الطائرات من دون طيار لنقل الإمدادات الطبية. وقّعت الحكومة الأميركية مشروعاً لنقل مواد طبية إلى المناطق الريفية من فرجينيا باستخدام طائرة من دون طيار مزوّدة بست مراوح. على نحو مماثل، تدير شركة Matternet في كاليفورنيا مشروعاً آخر ينقل الأدوية إلى عيادة في هايتي.

توسيع الحمولة

إذا لم يصطدم المشروع في رواندا بأي عقبات، يخطط الفريق لتوسيع حمولة الطائرات لتشمل لقاحات داء الكَلَب وربما أنواعاً أخرى من اللقاحات. يذكر صدّيقي: {عندما يتعرّض الولد لعضة حيوان مصاب بالكَلَب، يصبح موته محتماً. لذلك يحتاج إلى لقاح في الحال}.

يشير ديفيد ساليزبوري من المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن إلى أن هذه فكرة ممتازة لأنها لا تخضع لقيود كثيرة. يكفي أن يحرص الفريق على إيصال الرزمة إلى المكان المحدَّد وأن يؤكد العمال تسلمها، وفق ساليزبوري.

أما العقبة الإضافية التي يصطدم بها المشروع، فهي ضرورة إبقاء اللقاحات مبرّدة ضمن مدى حرارة ضيق. ولكن إذا كانت الرحلة قصيرة، يعتقد صدّيقي أن لا داعي للقلق حيال فساد اللقاح قبل بلوغه وجهته.

في الختام، يأمل صدّيقي توسيع هذا المشروع ليشمل دولاً أخرى. يقول: {نسعى إلى تطوير أي تدخل أو مشروع يتيح لنا إنقاذ حياة الناس وتقديم اللقاحات لهم أينما كانوا. ونعتقد أن هذا المشروع يندرج في هذه الخانة}.

back to top