خاص

إيران: تهديدات لعائلات ضحايا «قارئ خامنئي»

والد أحد المعتدى عليهم لـ الجريدة.: معرضون للاعتقال

نشر في 31-10-2016
آخر تحديث 31-10-2016 | 00:12
No Image Caption
كشف والد أحد التلاميذ المعتدى عليهم جنسياً من قبل قارئ القرآن الإيراني المعروف سعيد طوسي، المقرب من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أن قاضي المحكمة هدد عائلات المعتدى عليهم بالسجن إذا أصرت على الاستمرار في شكواها، واستغلال وسائل الإعلام.

وقال الوالد لـ«الجريدة»، طالباً عدم كشف اسمه بسبب خطر إمكان اعتقاله، إن ابنه كان أحد أفضل تلاميذ طوسي، لكنه منذ نحو سنة بدأ يعارض الذهاب إلى صف قراءة القرآن، مضيفاً: «عندما ضغطنا عليه للذهاب كشف عن تحرش معلمه به جنسياً».

وأضاف: «أخبرني ابني أن طوسي أقام علاقة جنسية مع بعض التلاميذ عندما كانوا في رحلة دينية إلى مدينة مشهد، وأنه أخبر من لا تزيد أعمارهم على 12 أو 13 سنة أن هذا الأمر طبيعي بين الأساتذة الرجال وطلابهم من الصبيان».

وتابع: «عندئذ اتصلت بعائلات التلاميذ منذ نحو ستة أشهر، وأخبرتهم بالموضوع، ولدى مساءلة التلاميذ تأكد للجميع صحة كلام ولدي، فقررنا تقديم شكوى قضائية ضد طوسي».

وأشار إلى أن بعض العائلات رفضت المشاركة في تقديم الشكوى، لأنها عائلات عريقة ومحافظة ومتدينة، والبعض يخاف على سمعته سياسياً واجتماعياً، موضحاً أن خمس عائلات قررت تقديم شكوى «التعدي الجنسي على الصبية» ضد طوسي، مطالبة المحكمة بعدم نشر الأسماء والمعلومات عن هذا الموضوع، لئلا يؤثر ذلك على سمعتها.

وتابع أن رئيس المحكمة أمر بعد تقديم الشكوى باعتقال طوسي فوراً، لكن بعد خمسة أيام، تم إخلاء سبيله بكفالة، ورفضت المحكمة الدعوى لعدم وجود أدلة، معتبرة أن شهادة الأولاد، الذين هم دون السن القانونية، غير مقبولة.

وأرجع الوالد أحد أسباب رفض الدعوى إلى أن الشكوى مقدمة من العائلات التي تحرش طوسي بأولادها، دون أن يتمكن من إقامة علاقة جنسية معهم. وبما أن الدعوى على أساس «التعدي الجنسي» قد رفضت، فإن العائلات قدمت شكوى جديدة على أساس «التحرش الجنسي وإثارة الفساد» منذ نحو شهرين، في حين عزفت اثنتان منها عن الاستمرار في الشكوى، وخضعتا للضغوطات.

وذكر أنه، للحيلولة دون استخدام طوسي، الذي يعتبر القارئ المفضل لخامنئي، لنفوذه، بادرت عائلات الأولاد بالاتصال بوسائل الإعلام لفضحه وكشف ما فعل، لكن رئيس المحكمة استدعى تلك العائلات قبل أيام وهددها بالاعتقال إذا ما استمرت في شكواها أو إثارة الموضوع في الإعلام، لأنه تحول من شكوى قضائية إلى «أمر يمس سمعة قائد الثورة وحاشيته، وأن تصرفهم هذا يعكر الأجواء السياسية في البلاد، باعتبار أن معارضي خامنئي بدأوا استغلال هذه الورقة ضد القائد وحاشيته».

وفي إثر ذلك، يقول الوالد: «قررنا كتابة رسالة إلى رئيس السلطة القضائية أعدنا فيها تأكيد الاستمرار في شكوانا، لكننا نتبرأ من كل حملات الإعلام المعادي للنظام في إيران، إذ إن الموضوع غير مرتبط بالنظام».

وكان ثلاثة رجال قد اتهموا المقرئ طوسي بالاعتداء الجنسي على أبنائهم عندما كانوا في سن 12 و13 عاماً. وظهرت الفضيحة للعلن للمرة الأولى عبر مواقع التواصل، التي لها حضور كبير بإيران في غياب حرية الصحافة.

وتحدث بعض أهالي الضحايا علانية لشبكة التلفزيون الفارسي التابعة لإذاعة «صوت أميركا»، بعدما لم تجد دعواتهم إلى العدالة أي صدى لدى النظام القضائي.

ويؤدي طوسي، الذي يبلغ من العمر حالياً 46 عاماً، تلاوة القرآن في وجود خامنئي بمناسبات عديدة، مما يعني أنه من الدائرة المقربة للزعيم الإيراني. وكان قد أصدر بياناً أنكر فيه هذه الاتهامات.

back to top