Copy and Paste

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب لكل إنسان وجهة نظر ورؤية لما يدور حوله من أحداث، وبناء عليها يتخذ قرارات يرى فيها العلاج والإصلاح للحال القائم، والممعن في تأمل شؤون البلد من قريب أو من بعيد يعلم علم اليقين أن هناك معضلة هي لب الأحداث والتطورات والتغيرات التي تعصف به، ودورانها المستمر والمتسارع يعصف بكل مقوماته وأركانه، مستهلكا كل مدخراته وبشتى الطرق، ومن الطبيعي أن يسعى الجميع، إما لمواكبة ذلك الدوران حتى يعيش في دهاليزه، فلا يرى شيئا إلا ذلك اللب ومحاولة الوصول إليه، أو محاولة العبث وتعطيل الدوران.

وبين هذين الأمرين هناك نسبة كبيرة من أبناء الشعب هم ضحايا لذلك كله، وعلى الرغم من أنهم هم المعنيون بتلك التطورات والتغيرات والأحداث، إلا أنهم لا يملكون اتخاذ القرار الحر النابع من أنفسهم وقناعاتهم الشخصية، فهناك مؤثرات على اتخاذ ذلك القرار.

والمؤثرات تنحصر ما بين معتقد وفئة وقبيلة وحزب ومجموعة وتيار وخدمة، فكل هذه المؤثرات لها تدخل كبير في اتخاذ أي قرار، فلا بد لصاحب القرار أن ينظر إلى كل هذه المؤثرات عندما يريد أن يصدر قراره.

وهذه هي حال اختيار ممثلي الشعب والأمة، فلا يكون الاختيار لما فيه مصلحة البلد من رقابة وتشريع، بل إن الأمر يكون خلاف ذلك، والمصلحة الشخصية مقدمة على مصلحة الوطن والشعب.

فمنذ أن مارس الشعب حقه في الحياة البرلمانية وهو يسير بالأسلوب نفسه تاركا تلك المؤثرات لتكون سيدة الموقف في اتخاذ قراره لاختيار نائب الأمة.

فلذلك سارت حياتنا البرلمانية المشوهة بطريقة أشبه ما تكون بنظام (copy and paste)، وهذه الطريقة لها نتائج مخيبة للآمال، حيث أنتجت لنا مجالس عديمة الفائدة، أو مجالس عنيدة صلبة وضعت البلد على فوهة بركان، أو مجالس مسالمة تشرع وفق القرارات التي تملى عليها.

وبعد كل ذلك هل سيستمر الوضع في اختيار نواب الأمة بالطريقة والأسلوب نفسه، وتكون الكلمة المسيطرة هي المؤثرات، أم أننا سنشاهد ونعيش اختيارات وفق القناعات، ويكون المؤثر الوحيد في ذلك "الأمانة والكفاءة"؟

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top