Jack Reacher يكشف نقاط قوة توم كروز

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:00
توم كروز في مشهد من الفيلم
توم كروز في مشهد من الفيلم
يرفع جاك ريتشر (توم كروز) السلاح عند الحاجة لكنه يفضّل استعمال قبضتَيه! لا تبدو لكماته في فيلم Jack Reacher: Never Go Back (جاك ريتشر: لا تعد أبداً) قوية بقدر طلقات المدفعيات التي تفجّر نوافذ السيارات وجدران الأسمنت ووجوه أعدائه: إنهم جنود تحوّلوا إلى مرتزقة ويتّسمون بقصّات شعر قصيرة جداً. كان ريتشر بدوره رائداً {سابقاً} في فيلق الشرطة العسكرية.
يتجوّل الرائد السابق في الشرطة الآن سعياً لحلّ الجرائم وتحقيق العدالة، ويتواصل مع الضابطة القيادية سوزان تيرنر (كوبي سمولدرز) لمناقشة مسائل العمل. حين تُعتقَل بتهمة التجسس، يُشغّل جاك ريتشر كامل قدراته (إنها نسخة عنيفة جداً ومريضة نفسياً من شخصية ماكغيفر) لإنقاذ سوزان من المأزق والكشف عن صفقة أسلحة عسكرية مشبوهة.

شكّل فيلم Jack Reacher في عام 2012 أول اقتباس على الشاشة الكبيرة لروايات لي تشايلد التي حققت أعلى المبيعات وقدّمت هذه الشخصية الرئيسة. لكن حين يؤدي كروز دور البطولة، تصبح الشخصية بكل بساطة أداة لاستعراض نقاط قوته، أي شكله الجذاب وسحره الفوري والمضطرب وسعيه الدائم إلى الحق.

ريتشر معارض للحكم والسلطة ويكره أن يلاحقه أحد، ويجعله كرهه أنظمة السلطة الهرمية من أشرس أعداء الجيش فيقول لسوزان: {لم يعد الزي العسكري الموحّد بمقاسي}.

في هذا الجزء، سنشكك بحياة الوحدة التي يعيشها ريتشر حين يواجه دعوى أبوّة تطالبه بإعالة ابنته المزعومة. تكون الابنة سامنتا (دانيا ياروش) مراهِقة فظة وساخرة ومتمردة وبغض النظر عن نتيجة فحص الحمض النووي، يضطر ريتشر إلى حمايتها حين يستهدفها الأشرار للوصول إليه. هكذا يتشكّل فريق ثلاثي يبدأ بالهرب من مرتزقة مجرمين كانوا سابقاً في الجيش. كان ريتشر يعمل وحده وتشاركه سوزان خلفيّته لكن تحمل سام غرائز حماية الذات نفسها وتكره جميع أشكال الاستبداد.

لا داعي للقلق على صحة فريق ريتشر، إذ يعبر الثلاثة معظم المسافات بخطوات مستقيمة وسريعة كتلك التي اشتهر بها كروز. ترافقه سمولدرز في جميع خطواته وتحوّل حياة الأشرار إلى جحيم باستعمال العصي وخراطيم الحديقة وأي معدات متاحة أخرى. قد يتساءل ريتشر عن حقيقة أبوّته للمراهِقة، لكن من الواضح أن سوزان هي الوريثة الحقيقية لإرث ريتشر.

عبرة وحبكة

فيلم Never Go Back من إخراج إدوارد زويك ومن كتابته وريتشارد وينك ومارشال هيرسكوفيتز. إنه من نوع أفلام الحركة التي ترتكز فيها العبرة الأخلاقية البسيطة على حبكة واسعة وغريبة لكن غير أساسية. نشاهد في الفيلم مدمنين ومتعاقدين أمنيين ومهرّبي مخدرات في {نيو أورليانز} وسنشكك دوماً بمستوى المنطق في القصة وبقوانين الفيزياء، لكن لا أهمية لأي من هذه العوامل. يتعلّق أهم عامل بفتح قلب ريتشر وتليينه.

يبدو أسلوب زويك الإخراجي دقيقاً وواضحاً ومتقناً في مشاهد الحركة لكن يبقى كروز محرك القصة الرئيس، إذ تشكّل شخصيته أداة مثالية لاستعراض مواهبه كنجمٍ سينمائي. فيأخذ شخصية ريتشر ويحوّلها إلى واحدة من شخصياته الأسطورية، حتى لو لم يكن شكله الخارجي يشبه الشكل الذي تصوّره تشايلد حين كتب القصة.

يُعتبر كروز واحداً من أكثر النجوم ثباتاً في هذا العصر (يبدو أنه لا يتقدم في السن!) ويثبت في فيلم Jack Reacher: Never Go Back أنه لن يتغيّر مهما تبدّلت الظروف في مهنته.

أسلوب إدوارد زويك الإخراجي يبدو دقيقاً ومتقناً في مشاهد الحركة لكن يبقى كروز محرك القصة الرئيس
back to top