حرب شوارع بكركوك والقوات العراقية تقترب من عمق الموصل

«داعش» يحاول تخفيف الضغط عن مقاتليه... ويتخذ 550 عائلة دروعاً بشرية للدفاع عن معقله

نشر في 22-10-2016
آخر تحديث 22-10-2016 | 00:03
حشد للقوات العراقية في قرية ترغلا غرب الموصل أمس	 (رويترز)
حشد للقوات العراقية في قرية ترغلا غرب الموصل أمس (رويترز)
مع دخول عمليات تحرير مدينة الموصل من سيطرة «داعش» يومها الخامس وإحراز قوات الجيش العراقي تقدماً ملحوظاً جنوب الموصل وشمال شرقها بالسيطرة على العديد من القرى والأقضية بالمنطقة، شن التنظيم هجمات عدة على محافظة كركوك للتخفيف من الضغط عليه في الموصل.
تزامناً مع تنفيذ القوات العراقية العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم «داعش»، شن التنظيم هجمات عنيفة فجر أمس، على عدة مقرات في مدينة كركوك، لتخفيف الضغط على الموصل، ما دفع الأجهزة الأمنية لفرض حظر على التجوال في كركوك حتى إشعار آخر.

وقال مدير شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك العميد سرحد قادر، أمس، إن قوات الشرطة تمكنت من قتل انتحاري في حين فجر ثلاثة أنفسهم بعد محاصرتهم في موقع مبنى مديرية شرطة كركوك السابق وسط المحافظة، واصفا في الوقت نفسه الأوضاع الأمنية في المبنى بأنها «تحت السيطرة».

وأضاف قادر أن ثلاثة انتحاريين آخرين تسللوا الى محطة للكهرباء الغازية يتم تأهيلها من شركة إيرانية، مشيرا الى أن اثنين منهم أقدما على تفجير نفسيهما في حين تمكنت القوات الأمنية من قتل الثالث.

وأوضح أن الهجوم أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل كانوا يعملون في المحطة، بالإضافة الى أربعة عمال إيرانيين.

الجبهات الأمامية

وتزامناً مع الهجمات الانتحارية داخل كركوك شن مسلحو «داعش» هجمات على الجبهات الأمامية لقوات البيشمركة غرب كركوك.

وأكد محافظ كركوك نجم الدين كريم، أن الوضع الأمني بالمدينة «تحت السيطرة» وأن الاجهزة الأمنية «عالجت الأمور وسيطرت على الأوضاع في المدينة»، مبيناً أن «خلايا نائمة لداعش هي التي هاجمت بعض المقار والمواقع الأمنية فجرا.

ودعا كريم في الوقت نفسه السكان الى «التزام بيوتهم لحين استقرار الأوضاع بشكل عام».

من جهتها، أعلنت اللجنة الأمنية في كركوك صباح أمس، فرض حظر تجوال على حركة سير المدنيين والمركبات «حتى اشعار آخر» من أجل «ضمان قيام الأجهزة الأمنية بمهامها البطولية والشجاعة وضمان سلامة وأمن مواطني كركوك».

بدورها، قالت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة في العراق في بيان أمس، إن عددا من الانتحاريين من «داعش» هاجموا فجرا مواقع متفرقة من مدينة كركوك بينها مديرية شرطة كركوك ومركز شرطة العدالة ومركز شرطة دوميز ومقر حزب الاتحاد الوطني ومحطة كهرباء الدبس، موضحة، أن القوات الأمنية تصدت للمهاجمين وقتلت أغلبهم.

إغلاق المساجد

وقال رئيس بلدية دبس عبدالله الصالحي أمس: «قتل 16 شخصا هم 12 عراقيا وأربعة فنيين إيرانيين بالرصاص على يد ثلاثة انتحاريين»، مضيفا، أن «الهجوم وقع حوالي الساعة الثالثة فجرا، واستهدف العاملين في محطة كهرباء تتولى شركة إيرانية تنفيذها في ناحية الدبس»، مؤكدا أن المحطة توقفت تماما عن العمل.

إلى ذلك، أعلن مدير ديوان الوقف السني العراقي أحمد المدرس أمس، إغلاق جميع المساجد في محافظة كركوك إلى حين استقرار الأوضاع في المدينة.

وقال المدرس، إنه بأمر من رئيس ديوان الوقف السني في العراق عبداللطيف الهميم أغلقت جميع جوامع كركوك إلى حين استقرار المدينة، وبذلك تم إلغاء خطبة الجمعة أمس.

خطة «البغدادي»

أكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى أمس، أن هجوم «داعش» على محافظة كركوك وعلى مقرات أمنية وحكومية واستهداف أحياء سكنية فيها هو جزء من خطة أعدها زعيم التنظيم للتأثير على عمليات تحرير الموصل.

وقال رئيس اللجنة صادق الحسيني، إن «الهجوم على كركوك هدفه الرئيسي الإخلال بالأمن الداخلي وللتأكيد بوجود حواضن للتنظيم تدعمه بكل السبل»، لافتاً الى أن «الهجوم يمثل جزءا من خطة أعدها البغدادي شخصيا وفق المعلومات الاستخبارية، لتشمل محافظتي ديالى وصلاح الدين أيضاً بهدف التأثير على عمليات تحرير الموصل».

وأضاف الحسيني أن «محافظة ديالى ليست بمأمن عن هجمات داعش لأن حجم التحديات ما يزال كبيرا لكن اعتماد استراتيجية التمشيط المستمر والتعامل الفوري مع المعلومات قلل من فرص التنظيم في إمكانية شن هجمات كبيرة خاصة استهداف مراكز المدن الرئيسية»، لافتا الى أن «بقاء قضاء الحويجة بقبضة التنظيم يمثل خطراً يهدد محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين، لاسيما أن القضاء يعتبر أبرز عوامل الخطر في الوقت الراهن».

تقدم الموصل

في غضون ذلك، أحرزت القوات الحكومية العراقية والمقاتلون الأكراد الذين ينفذون العملية والمدعومون من التحالف الدولي بقيادة أميركية، تقدما منذ الاثنين الماضي في اتجاه الموصل.

وأعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي أمس الأول، أن قواته تبعد نحو 7 كيلومترات عن «عمق» مدينة الموصل، لافتا إلى أن «ناحية برطلة التي حررت تعتبر خط الصد الأول باتجاه الموصل، حيث تم إنهاء المعركة فيها خلال الساعات الأولى من النهار».

وأضاف الأسدي أن «داعش أنشأ الكثير من التحصينات والمواضع الاصطناعية في برطلة، لكنها لم تجد نفعا ودفع التنظيم ثمنا باهظا في هذه الناحية»، مشيرا إلى أن «الخسائر التي تلقاها داعش في الناحية بلغت أكثر من 80 قتيلا».

في حين دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي أمس، أهالي الموصل الى التعاون مع القوات الأمنية وتسهيل مهمتهم في القضاء على «داعش» وتخليصهم من سيطرته، كما حث المقاتلين على ضرورة الحذر في التعامل مع المدنيين العالقين في مناطق القتال وتوفير الحماية لهم، وطالب برعاية المعايير الإنسانية والإسلامية في التعامل مع المعتقلين والابتعاد عن «الثأر والانتقام» في مطلق الأحكام.

دروع بشرية

في السياق، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمدساني، أمس، إن متشددي «داعش» اقتادوا 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل واحتجزوها قرب مواقع للتنظيم في المدينة لاستخدامها كدروع بشرية على الأرجح.

وأشارت شمدساني إلى أن «معلومات موثقة» من المنطقة تؤكد ذلك، لافتة إلى أن المكتب يحقق أيضا في تقارير عن أن التنظيم المتشدد قتل 40 مدنيا في قرية واحدة.

الوقف السني أغلق مساجد كركوك لحين استقرار الأوضاع الأمنية
back to top