Miss Peregrine مألوف لكنه ممتع

نشر في 18-10-2016
آخر تحديث 18-10-2016 | 00:00
مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
تشمل أفضل أفلام تيم بورتن السينمائية أبطالاً جذابين وغريبي الأطوار في آن تتمحور حولهم القصة. لا يبدو هؤلاء أبرياء بإفراط (Edward Scissorhands أوPee-Wee Herman) أو مشغولين بحماية الأبرياء (Batman).
لنضف الآنسة ألما ليفاي بيريغرين (إيفا غرين) إلى مجموعة أبطال تيم بورتن الجذابين وغريبي الأطوار. تتولى هذه الآنسة في Miss Peregrine’s Home for Peculiar Children (منزل الآنسة بيريغرين للأولاد المميزين) إدارة منزل للأولاد المميزين يذكّر إلى حد ما بمدرسة كزافير للشباب الموهوبين ومدرسة هوغوارتس للسحر والشعوذة.

يتتبع الفيلم النموذج الذي رسمه ما سبقه من روايات وقصص مصوَّرة تتناول القصة عينها: ينضم أولاد غريبو الأطوار إلى آخرين لا يقلون عنهم اختلافاً ويتعلمون استخدام قواهم الفريدة كفريق بغية حماية أنفسهم ومن يحبونهم. لا تحمل القصة أي جديد، إلا أن هذه الرواية القديمة تبقى آسرة ومؤثرة عندما يقدمها شخص محترف.

يضفي بورتن على الفيلم حساً فكاهياً ساخراً جداً، ويلجأ في إعداده إلى وسائل إخافة مميزة وعصرية بالكامل رغم ما تحمله من وجه جمالي تقليدي ساحر. تُعتبر غرين بعينيها اللامعتين وتكشيرتها المهدِّدة أفضل ممثلة للدور الذي يطبعه بورتن بلمسته المميزة، فتبدو الآنسة بيريغرين أنيقة، وخطرة، وغامضة، إلا أنها تصبّ اهتمامها كله على حماية الأولاد الموضوعين في عهدتها.

نصل إلى المنزل نتيجة لفضول جايك (أسا باترفيلد)، مراهق من فلوريدا سمع خلال نشأته قصصاً كثيرة عن أولاد مميزين من جده آبي (تيرنس ستامب). صحيح أن جايك تخلى عن هذه الأفكار الخيالية منذ زمن، إلا أنه يُضطر إلى الغوص في ماضي جده بعد تعرض آبي لجريمة قتل عنيفة ومخيفة على يد قوى مظلمة.

تقوده أسئلته إلى جزيرة ويلش، ويتبعه إليها والده الساذج (كريس أودود). بفضل موهبته المميزة، يتمكن جايك من العثور على المنزل، الذي يقع داخل حلقة زمنية تكرِّر يوماً شبه مثالي من عام 1943. وهناك يجد أصدقاء جده القدماء الذين تحميهم حلقة الآنسة بيريغرين الزمنية من الطغاة الأشرار والمتعطشين للسلطة الذين استهدفوا آبي.

قوى خارقة

من الواضح أن بورتن وفريقه استمتعوا كثيراً بعالمMiss Peregrine’s Home for Peculiar Children، حيث يحوِّل الصغار مواهبهم المميزة إلى قوى خارقة. على سبيل المثال، تكبح إيما (إيلا بورنيل) قدرتها على الطفو بانتعالها حذاء من رصاص. وتتيح لها أيضاً قدرتها على التحكم في الهواء الطيران واستكشاف حطام السفن الغارقة قبالة الشاطئ. ويستطيع إينوك (فنلي ماكمالين) بث الحياة في أشياء بشعة جامدة شبيهة بفرانكنشتاين بيديه العاريتين. كذلك تتمتع أوليف (لورن ماكروستي) بالقدرة على إشعال النار بيديها. أما مواهب الأولاد الآخرين فتبقى مخبأة في البداية، وتزداد أعباء الاختلاف وضوحاً في هذا الإطار الهادئ والمحمي.

يلائم دور جايك انتقال باترفيلد إلى أعمال أكثر نضجاً على الشاشة. ينجح هذا الممثل في إضافة قليل من الرومانسية وجرعات متساوية من حماسة المراهقين والبطولة إلى هذا الدور. وهكذا يحوّل جايك إلى بطل فضولي، وحساس، ومستقيم، مبتعداً تماماً عن صورة البطل النموذجية.

بين النور والظلمة

نقلت جاين غولدمان رواية رانسوم ريغز هذه إلى الشاشة الفضية، وتتأرجح لهجة العمل بخفة بين النور والظلمة. لكن النصف الأول من الفيلم يتفوّق بأشواط على الفصل الأخير، الذي يتمحور حول الصدام بين الأشرار (بقيادة سامويل جاكسون) والمخلوقات الخيالية. ومع أن العمل يشكّل عودة ممتازة لبورتن إلى أعماله المعهودة، إلا أنك تشعر مع قصة تقليدية كهذه أن Miss Peregrine يعجز، رغم ما يحمله من سحر آسر، عن بلوغ مستوى أبطال سابقين أكثر تميزاً أحببناهم كثيراً.

تيم بورتن يضفي على الفيلم حساً فكاهياً ساخراً جداً
back to top