إيران: «الحفلات الوطنية» قد تطيح وزير «الإرشاد»

روحاني يتهمه بـ «ممالأة» المتشددين

نشر في 12-10-2016
آخر تحديث 12-10-2016 | 00:11
No Image Caption
أكد أحد مساعدي وزير الثقافة والإرشاد الإيراني علي جنتي، أن الأخير شاور مساعديه ومستشاريه، تمهيداً لتقديم استقالته من منصبه، بسبب تراكم الخلاف بينه وبين الرئيس حسن روحاني، بشأن كيفية التعاطي مع مضايقات المتشددين التي تعطل نشاط وزارته.

وبحسب مساعد الوزير، فقد امتنع جنتي عن ملازمة روحاني في سفره إلى بانكوك الأسبوع الماضي، مع أن اسمه كان ضمن لائحة المرافقين، وكان عليه توقيع بعض الاتفاقيات، وذلك بسبب امتعاضه من تصريحات سابقة لرئيس الجمهورية ضده.

وتعود خلفية التباين بين الرئيس والوزير إلى منع المتشددين بإيعاز من إمام صلاة جمعة مدينة مشهد، أحمد علم الهدى، إقامة حفلات موسيقية مخصصة للأغاني الوطنية، رخصتها وزارة الثقافة في مدينة مشهد قبل 6 أشهر.

وأكد روحاني، وقتئذ، أنه «لا يحق لأي كان منع إقامة حفلات موسيقية أو برامج أجازتها الجهات الحكومية المعنية، إذ إن هذا سيتسبب في فوضى لا يمكن ضبطها».

بعدئذ أعلن جنتي احترامه لـ «موقف صديقه إمام جمعة مشهد»، وأن وزارته لن تصدر تراخيص لإقامة حفلات موسيقية في المدينة المقدسة من بعدها، كي تحسم الخلافات.

وانتقد روحاني وزيره على هذا الموقف بشدة لم يسبق لها مثيل في حفل لتكريم الأطباء، منذ نحو شهر ونصف، واتهمه بأنه «ضعيف الشخصية» ويتراجع أمام الضغوط، مشدداً على أن حكومته لا تقبل هذا الضعف.

وطغى الخلاف بين روحاني وجنتي، بعد أن طالب عدد من أئمة الجمعة والمتشددين في مدن أخرى مثل: يزد، قم، شيراز، أصفهان، تبريز والأهواز، وغيرها، بمنع إصدار تراخيص إقامة حفلات موسيقية في مدنهم، أسوة بمدينة مشهد.

ووصل الأمر إلى استدعاء المدير العام لوزارة الثقافة والإرشاد في مدينة قم من جانب بعض آيات الله في المدينة المقدسة للاحتجاج، بسبب إصداره رخصة لإقامة حفلة موسيقية مذهبية خاصة بالقوات المسلحة، الأمر الذي اضطر المدير للاستقالة من منصبه بسبب إصداره هذه الرخصة، عازياً استقالته إلى امتناع الوزير عن دعم موافقته.

وواجه جنتي انتقادات شديدة، واتُّهمت وزارته بالتخاذل عن دعم الصحف والصحافيين، إذ إنها لم تستطع منع إيقاف جرائد منسوبة للإصلاحيين، في حين فشلت في لجم صحيفة «يا لثارات» التابعة للمحافظين، والتي أهانت رئيس الجمهورية والحكومة بشدة، واستخدمت ألفاظاً ركيكة وخارجة عن اللباقة ضد عدد من الممثلين والممثلات.

وبدأت انتقادات الإصلاحيين لجنتي عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهاجموا المؤسسات الإعلامية التابعة مباشرة لوزارته، مثل وكالة الأنباء الرسمية وصحفها، متهمين إياها بالإهمال والتقصير في الدفاع عن الحكومة وإنجازاتها، ومعتبرين أن ضعف هذه المجموعات له تأثير كبير على إضعاف موقف روحاني في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأتت الضربة القاصمة لجنتي الأسبوع الماضي بعدما تم الكشف عن مخالفات مالية وقانونية كبيرة في مؤسسات سينمائية تابعة لوزارة الثقافة والإرشاد.

يذكر أن الوزير جنتي المقرب من رئيس الجمهورية الأسبق هاشمي رفسنجاني، والمحسوب على المعتدلين، هو نجل علي جنتي رئيس مجلس خبراء الدستور المتشدد جداً.

back to top