«ثورة الغلابة»... صرخة اجتماعية أم مؤامرة إخوانية؟
في ظل أجواء ارتفاع أسعار كثير من السلع الأساسية، ووسط الحديث المتزايد عن خفض الدعم المقدم من الدولة لمحدودي الدخل، استجابة لشروط "صندوق النقد الدولي"، للموافقة على تقديم دعم للحكومة المصرية، بقيمة 12 مليار دولار، خلال السنوات الثلاث المقبلة، زاد التوتر في الشارع المصري أخيراً، بعد توسع نشطاء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في الدعوة إلى التظاهر، يوم 11 نوفمبر المقبل، تحت عنوان عريض هو "ثورة الغلابة".وبعد نحو 5 أعوام من ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبعد ثلاثة أعوام من ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت الرئيس الأسبق محمد مرسي، بدا أن المصريين لا ينتوون الخروج على النظام الحاكم في مصر الآن، على الرغم من موجات الغلاء المتوالية، فقد بدأت دعوات التظاهر تلك، بحملة للكتابة على "النقود"، ثم انتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، حيث حملت شعار (11-11) أو "ثورة الغلابة".
وعلى الرغم من وجود أكثر من 20 "دعوة للتجمع" تحت نفس المسمى، ونحو 30 صفحة على "فيسبوك" بعنوان "ثورة الغلابة"، فإن متوسط عدد الإعجاب ببعض هذه الصفحات وصل إلى 2000 متابع، فيما تصدرت هاشتاغات "ثورة الغلابة"، و"الغلابة هتكسر العصابة"، و"نازل ولا متنازل"، واجهة الصفحات الإلكترونية، انتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الداعمين للرئيس عبدالفتاح السيسي، الحملة، مؤكدين أن "البلد في أمان"، متهمين جماعة "الإخوان" المصنفة إرهابية في مصر، بالسعي لتفجير الأوضاع السياسية في مصر.وأعلنت الأحزاب السياسية المصرية، والنشطاء الذين كانوا وقود الأحداث في الثورتين المصريتين الأخيرتين، رفضها الصريح لدعوات التظاهر، حيث توالت البيانات الرسمية من الأحزاب لتأكيد أنهم لن يستجيبوا لهذه الدعوة، خصوصا مع عدم معرفة الداعي إلى تلك التظاهرات.وتبرأ القيادي في التيار الديمقراطي مدحت الزاهد من تلك الدعوات، مشيراً إلى وجود جهات مشبوهة وراء تلك الدعوة، وأكد أن التيار لن يشارك في تلك التظاهرات، فيما أعلنت "حركة 6 أبريل"، عدم مشاركتها أيضاً، مؤكدة أنه لا علاقة لها بتلك الدعوات، في حين اعتبر المتحدث الرسمي باسم حزب "المصريين الأحرار" شهاب وجيه دعوات التظاهر محاولة لـ"نشر الفوضى تقف وراءها جماعة "الإخوان" بدعم خارجي".وبينما استبعد القيادي في "حزب التجمع" اليساري حسين عبدالرازق، حصول الداعين إلى التظاهر على تصريح من وزارة الداخلية، مرجحاً الاصطدام بالأمن حال خروجها، توقع خبير الحركات الإسلامية صبرة القاسمي، فشل تلك الدعوات.