خاص

قاعات بـ«الأساسية» مكدسة بكثافة طلابية تفوق طاقتها الاستيعابية

• الأساتذة لـ الجريدة•: الشعبة الواحدة تضم 120 طالباً
• الأمراض وقلة المقاعد واستحالة تقديم الاختبارات من أهم السلبيات

نشر في 09-10-2016
آخر تحديث 09-10-2016 | 00:00
أكدت مجموعة من الأساتذة في كلية التربية الأساسية بـ «التطبيقي» أن القاعات الدراسية تحمل كثافة من الطلبة تفوق طاقتها الاستيعابية، لدرجة أن أعداد الطلبة في الشعبة الواحدة بلغت نحو 120 طالباً.
لا تستغرب عند دخولك إلى ممرات قاعات كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وجود كراسي الطلبة أمام باب القاعة، منتبهين إلى شرح الدكتور لمحاضراته، ولا تستغرب عند طرد طالب تأخر عن موعد محاضرته بـ5 دقائق من قبل دكتور المقرر الدراسي، لأنه في حال دخوله إلى القاعة فإن سينشغل في البحث عن كرسي ليجلس عليه، ولا تستغرب عندما تجد الكثافة الطلابية في القاعة الدراسية تفوق حجمها، فكل هذه معاناة سطرها طلبة كلية التربية الأساسية نتيجة الشعب الدراسية المغلقة التي كدست الطلبة في محاضرة واحدة، وقد بلغت أعداد الطلبة في بعض المحاضرات أكثر من 120 طالبا، بكثافة طلابية تفوق طاقة القاعة الاستيعابية.

واستغرب مجموعة من الأساتذة في كلية التربية الأساسية لـ "الجريدة" - طلبوا عدم ذكر أسمائهم - زيادة أعداد الطلبة الكبيرة التي تجاوزت العدد المطلوب في نظام التسجيل للشعب الدراسية، مشيرين الى أن الأعداد بلغت في الشعب الدراسية للطالبات فوق 120 طالبة، وهذا العدد ليس بسيطا على مباني كلية التربية الأساسية التي تمتلك قاعات دراسية كثيرة، فلماذا "التطبيقي" لم تضع افتراضيتها لحل مثل هذه المشكلات تفاديا في الوقوع بها مستقبلا؟!، فهي الآن تحتاج إلى توسعة قاعاتها الدراسية.

وأشار الأساتذة لـ "الجريدة"، إلى أن الكثافة الطلابية في القاعة الدراسية لها توابع سلبية كثيرة، منها العدوى بالأمراض التي تؤثر على صحتهم، وقلة الوعي والانتباه في الشرح، ومشاكل تقع على أستاذ المقرر قبل الطلبة، فضلاً عن استحالة إجراء الاختبارات لهذا العدد الكبير في القاعة.

أعداد كبيرة

"الجريدة" التقت مجموعة من طلبة الكلية، وأخذت آراءهم حول ازدحام الطلبة في القاعات الدراسية التي تفوق طاقتها الاستيعابية، وكانت كالتالي:

بداية، قال الطالب محمد الجنفاوي، "إن طالب كلية التربية الأساسية في كل فصل دراسي يمر بمعاناة تزعجه منذ البحث على شعب دراسية ليستكمل به جدوله الدراسي، والتي أغلبها تكون مغلقة بسبب قلة الشعب الدراسية المطروحة مقابل عدد طلبتها، الى حين بداية الدوام الدراسي، وبمجرد تأخرك قليلا عن المحاضرة فإنك تنشغل في البحث عن كرسي لتجلس عليه داخل المحاضرة، لتضطر إلى التنقل بين القاعات لتستعيره نتيجة الأعداد المهولة بالنسبة إلى الطلبة.

وتابع الجنفاوي، إن أزمة الكثافة الطلابية في البنين موجودة، ولكن عند الطالبات تفوق بكثير عن الطلاب، بسبب أعدادهم الفائقة، مما يتضايق أستاذ المقرر الدراسي في تحضير الطلبة لكشف الغياب، لأنه يأخذ وقتا كبيرا من المحاضرة في نداء الأسماء، متسائلا: "لماذا لا يتم طرح شعب دراسية أكثر لتخفف الضغط الطلابي على القاعات؟!"، مشيرا الى "أننا نقلنا مشكلتنا الى الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة، الذي تابع الموضوع مع المسؤولين، واستطاع أن يساهم في تسجيل الطلبة في شعب دراسية مغلقة".

مثل كرة الثلج

ومن جانبه، قال الطالب عبدالرحمن الجباري، "إن معاناة الطلبة في كلية التربية الأساسية تتدحرج مثل كرة الثلج، فالطالب عندما يخرج من بيته قلق جدا من المواقف التي قد يصادفها أمامه، فأصبحت الكثافة الطلابية في القاعة تفوق بكثير من طاقتها، وهذا الأمر مخالف لنظام الجودة في التعليم، فكيف يستطيع أستاذ المقرر متابعة جميع الطلبة وتوصيل المعلومة لهم أثناء الشرح؟، فهناك قاعات في كلية التربية الأساسية "بنات" وصلت إلى أكثر من مئة طالبة، فمن الصعوبة أيضا تنقل أستاذ المقرر بين الطلبة، نتيجة العدد الكبير في القاعة، فلن يقدم الإنتاجية المطلوبة منه، فالعلمية ليس تكديس الطلبة من أجل حل أزمة الشعب المغلقة!"

فيما قال الطالب حسين الخباز: "على الرغم من تأخري البسيط عن موعد المحاضرة الدراسية، فإن دكتور المقرر لم يسمح لي بدخولها، وأنا أعذر الدكتور على الرغم من أنه متعاون مع الطلبة، لأن أثناء دخولي سأشغل المحاضرة في البحث عن مقعد أجلس عليه، وهذا يأخذ وقتا، ويقطع جزءا المحاضرة".

ازدحام «الأساسية»

واستغرب الخباز من المباني الجديد، متسائلا: لماذ لم تتم توسعة القاعات من الأساس، حتى لا تقع الكلية في وضع حرج مع الطلبة، مناشدا المسؤولين لكي يتمعرفوا على المعاناة بشكل أوضح خلال زيارتهم لقاعات الطلبة خلال يومي الاثنين والأربعاء التي تكون بها كثافة طلابية بشكل لافت.

ومن جهته، أشار الطالب عبدالله الحسيني الى أن الازدحام عنوان طلبة "الأساسية" خلال الفصل الدراسي الحالي، فهناك ازدحام في الطرق المؤدية الى الكلية، وازدحام في القاعات الدراسية، فلماذ كل هذا؟، لماذا يتم قبول أعداد كبيرة من الطلبة في شعبة دراسية؟! لماذا لا تتم تجزئة الأعداد الى شعبتين أو ثلاث؟!، فكل الإمكانات متوافرة من خلال توفير أساتذة يغطون احتياجات الطلبة، أو الاستعانة بمنتدبين!

وذكر الطالب جراج الرديني أن "البحث عن مقعد للجلوس به في قاعة كثافة طلابية تفوق طاقتها الاستيعابية ليست مشكلة رئيسة، ولكن هل أستاذ المقرر الدراسي قادر على تغطية احتياجات الطلبة في شرح مضمون المقرر بالشكل المطلوب لعدد هائل من الطلبة؟!"

تكدس الطلبة في القاعات أصبح ظاهرة

أكد عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية، د. أحمد الرشيدي، أن تكدس الطلبة في القاعات الدراسية والشعب المغلقة أصبح ظاهرة تتكرر في كل فصل دراسي، مشيرا الى أن المعدل الأكاديمي لعدد الطلبة بالقاعة من المفترض أن يتراوح بين 20 و30 طالبا، علما بأن هناك قاعات دراسية تجاوزت أعداد طلبتها فوق الـ120 طالبا، وهي من المفترض على هذا العدد أن تصبح 4 شعب دراسية.

وأشار الرشيدي لـ «الجريدة» الى أنه «ينبغي أن يخصص وقت كاف لكل أستاذ للمشاركات العلمية وتقديم الأبحاث والمشاركة في المؤتمرات، لكن في الوقت الحالي يستنزف في إعطاء الطلبة ما يستحقونه من رعاية ومادة علمية من المقررات التي يسجلون بها».

وتابع أن القاعات الدراسية صممت لتغطي احتياجات ما يقارب 40 طالبا، لكنها فاقت العدد المطلوب، مبينا أن الزيادة في الأعداد تؤثر سلبا في أداء الأستاذ وقدرة الإدراك واستفادة الطالب، متخوفا من زيادة هذه الظاهرة التي تتفاقم كل فصل دراسي، ومتسائلا: «هل المعنيون بمشكلة تكدس الطلبة في القاعات الدراسية على دراية تامة بالمشكلة؟»، مضيفا «أن عدد القاعات الدراسية في المبنى الجديد مقارب لعددها في المبنى القديم، وكان من المفترض زيادتها».

back to top