10 عوامل لاكتساب حب الذات

نشر في 08-10-2016
آخر تحديث 08-10-2016 | 00:02
No Image Caption
يطرح غياب حب الذات المبني على الذكاء والتوازن أبرز مشكلة نفسية في عصرنا الراهن. يصعب أن نغيّر النظرة التي نحملها عن أنفسنا، فقد تستفحل عقدنا العميقة ويترسّخ نفورنا الداخلي. لاستعادة الثقة، يجب أن نلجأ إلى مساعدة خارجية.

1-الأهل

بما أن ثقتنا بأنفسنا تُبنى في طفولتنا، من الطبيعي أن نلجأ أولاً إلى أهلنا للتعويض عن النقص. لكن يصعب أن نتناقش مع الأهل عن الأحداث التي خلّفت آثاراً عميقة في داخلنا من دون أن يأخذوا موقفاً شخصياً من انتقاداتنا. عدا بعض الحالات الاستثنائية، لا يسبب الأهالي تلك الجروح الداخلية بشكل واعٍ، بل تتعلق المشكلة عموماً بإسقاطٍ نقوم به على شخصياتهم وطريقة عيشهم. وبما أننا لا ندرك تداعيات سلوكياتهم في الوقت المناسب، لا مفر من أن يضطربوا حين نخبرهم لاحقاً بالانزعاج الذي نعيشه. لن يجيدوا التصرف ولن يعالجوا الوضع. يتوقف كل شيء على عمرهم ومستوى تعاطفهم مع أولادهم. يكون الحوار ممكناً أحياناً لكنه يبقى مؤلماً في جميع الظروف. لذا يجب التفكير ملياً قبل خوض هذا الحوار.

2-الاختصاصيون

يمكن اللجوء إلى اختصاصي لأنه يكون خارج أوساط الأشخاص المقربين منا. سيقدم مساعدة خارجية ويقيّم الوضع عن بُعد. يكون رأي شخص مجهول موثوقاً به بسبب غياب العوامل العاطفية. حين نستشير الاختصاصي لمعالجة انعدام حب الذات، يجب أن نتحدث عن أنفسنا وماضينا والمصاعب المرتبطة بتراجع تقدير الذات في الحياة اليومية أو في العمل والمنزل. تكون هذه العملية حساسة بالنسبة إلى البعض. يجب أن تستهدف هذه المقاربة بشكل أساسي الأشخاص الذين يحتاجون إلى «علاج» عاجل ولا يريدون أن يتدخّل المحيطون بهم. يمكن أن تعطي هذه الطريقة نتائج ممتازة شرط حضور مختلف الجلسات اللازمة لتحسين الصورة الشخصية.

3-الشريك أو الحبيب

بسبب تراجع تقدير الذات، قد يكون اختيار الشريك شائباً أحياناً. وبسبب الحاجة إلى المواساة والطمأنينة وضعف الثقة بالنفس، يسهل أن نعتبر أي شخص يكنّ لنا المشاعر منقذاً لنا. قد يعزز الحبيب تراجع تقدير الذات أو يبدي اهتماماً صادقاً بنا فيساعدنا على استعادة الثقة المفقودة. حين تدوم الشراكة العاطفية ويصبح الحوار جزءاً أساسياً منها، يمكن التناقش بهذا الموضوع لتجنب سوء التفاهم وتحديد النقاط التي تطرح مشكلة حتى الآن.

يكون الشعور بحب الآخرين إيجابياً كونه يجدد الثقة بالنفس ويطور مشاعر الحب تجاه الناس. إذا لم ينجح حب الوالدين في ترسيخ تلك الطمأنينة، يمكن أن يعوّض حب لاحق عن ذلك النقص القديم شرط أن يكون عميقاً.

4-الدين

في بعض الحالات، يمكن أن تتحسن الصورة التي نحملها عن نفسنا بفضل الدين لأن القيم التي ينشرها تحمل أفكاراً يمكن أن نتعمّق بها ونرسّخها في داخلنا. يسمح الإيمان وقيم الاحترام والكرامة والتميّز ببناء حياة إيجابية وتقدير قيمتنا الحقيقية وتحسين تعاملنا مع الغير.

5-النشاطات

قد تساهم النشاطات في تجاوز مشكلة تقدير الذات إذا كانت خفيفة. يسمح المسرح مثلاً بإتقان التكلم في العلن ومواجهة الآخرين بلا تردد. يمكن استعمال القيم المكتسبة خلال هذا النشاط في البيئة المهنية تحديداً. أو يمكن اختيار نشاطات جماعية أخرى للشعور بارتياح متزايد وسط الناس. لا تفيد الرياضات الفردية إلا إذا كانت قلة الثقة بالنفس مرتبطة بالشكل الجسدي. في هذه الحالة، يمكن الاستفادة من تجاوز العيوب الحقيقية أو الوهمية. يمكن أن نبدأ وحدنا أيضاً لكن تزداد صعوبة هذه المقاربة إلا إذا كانت معالم المشكلة واضحة. حين لا يكون حب الذات كافياً، لا يمكن أن نطبّق مبدأ الشفاء الذاتي ولا بد من حصول تدخّل خارجي. يجب أن يجد كل فرد الحل الذي يناسبه.

6-التطوير الشخصي

لإثبات الذات، لا بد من المرور أحياناً بمراحل التطوير الشخصي. تكون بعض التقنيات فاعلة جداً لكن يتوقف جزء كبير من فاعليتها على طبيعة الجهة التي تساعدنا وقدرتها على التعاطف معنا. تعطي تقنية التخيّل الإيجابي ثمارها في معظم الأحيان. غالباً ما تُستعمل لتخيّل مواقف يمكن أن تصبح حقيقية في الحياة المهنية ونكون فيها رابحين دوماً. إنه تمرين مثير للاهتمام ويمكن تعديله كي يستهدف مستوى تقدير الذات. في هذه الحالة، تستعمل التقنية مواقف ملموسة مثل لحظات الفشل أو مشاعر العار لتخيل سيناريو مثالي وإعادة تمثيل المشهد بطريقة مختلفة. لا تستهدف هذه المقاربة عمق المشكلة لكنها تسمح بإيجاد حلول عملية لتجاوز نقاط الضعف المزمنة.

7-العلاج النفسي

يستهدف العلاج النفسي الأشخاص الذين يريدون إعادة النظر بالعامل الذي حرمهم من حب الذات في حياتهم والعودة إلى طفولتهم وإطلاق مسيرة داخلية عميقة على المدى الطويل. إنها مقاربة مثيرة للاهتمام وضرورية حين تشتد المصاعب في الحياة اليومية وتصل إلى حد الاكتئاب أو التفكير بالانتحار. يتطور العلاج مع مرور الوقت ويجب الالتزام به طوعاً لأن الجلسات تمتد على سنوات عدة. إنها طريقة فاعلة لاستكشاف آفاق جديدة بعد فهم أحداث الماضي.

8-جماعات الدعم

تتألف جماعة الدعم من أفراد تقاسموا الهموم نفسها في مرحلة معينة من حياتهم. يكون هدف هذه اللقاءات مزدوجاً كونها تسمح للحاضرين بتحسين وضعهم النفسي وبالتالي تحسين علاقاتهم مع الآخرين. تهدف هذه الجلسات إلى إيجاد مساحة للتعبير والإصغاء والتكلم عن المصاعب التي تطرحها مشكلة معينة بفضل التفاعلات المتبادلة وسط الجماعة. تتعدد جماعات الدعم التي تُعنى بموضوع تقدير الذات.

9-الجراحة

نادراً ما يقتصر غياب حب الذات على سبب جمالي لكنه احتمال ممكن. قبل اتخاذ أي قرار في هذا المجال، يجب أن يتأكد الطبيب أو المعالج النفسي بأن سبب المشكلة يتعلق بالشكل الخارجي حصراً. يمكن أن يكون الطب أو التجميل حلاً فاعلاً في هذه الحالة. قد تتغير حياة المرأة اليومية مثلاً حين تخضع لجراحة تجميل في المنطقة التي تزعجها أو تصلح أسنانها. يكون أثر هذه الخطوة عميقاً أيضاً!

10-الاعتناء بالذات

حين لا تكون المشكلة عميقة، يمكن أن نتخذ قراراً بتغيير شكلنا الخارجي أو فقدان بعض الكيلوغرامات الزائدة أو تغيير تسريحة شعرنا أو شراء ملابس جديدة كي نشعر بالتحسن ونتصالح مع شكلنا. أثبتت أساليب العناية بالجسم منذ فترة طويلة حجم المساعدة التي يمكن أن تقدّمها في هذا المجال. يعني حب الذات أيضاً الاهتمام بالنفس والشكل والحفاظ على الجمال الخارجي وتدليل الذات. لكن في معظم الحالات، يعكس الانزعاج من شكل الجسم غياب الأمان الداخلي وترتبط هذه المشكلة عموماً بجوانب أخرى من الشخصية. لذا يكون تحسين الشكل جزءاً من الحل لكنه ليس العلاج الوحيد في هذه الحالة.

يعني الاعتناء بالذات أيضاً تعلّم تقنية التأمل التي تزيد التركيز على الذات الداخلية. من خلال تجديد النظرة التي نحملها عن ذاتنا وزيادة التعاطف معها وتطوير قيم الإصغاء والاحترام والتسامح تجاه نفسنا، يمكن أن نكتسب حب الذات بوتيرة تدريجية لأن أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف تقضي بحب الذات مثلما نحب الآخرين!

سلمى (37 عاماً): تعلمتُ أخيراً أن أقول لا

«أنتمي إلى بيئة محافظة. تزوّجتُ وأنجبتُ أربعة أولاد خلال ست سنوات وأصبحتُ ربة منزل مسؤولة عن هذا العالم الصغير. في البداية شعرتُ بالسعادة ولم أشكك بسلامة وضعي. لكن مع مرور السنين، تغيّر زوجي وأصبح مزعجاً وعنيفاً ولم يعد يقدّر أياً من الجهود التي أبذلها. شعرتُ بأنني أعيش في قفص ذهبي وبأنني أصبحتُ وحيدة ولم أكن أجرؤ على التعبير عن مشاعري أو وضع حدّ لزوجي. أثناء التسوق في أحد الأيام، قابلتُ أعضاءً في مجموعة دعم تُعنى بالنساء المعنّفات. اكتشفتُ أن زوجي رجل منحرف وانتهازي. تعلّمتُ أخيراً أن أقول «لا» وأن أبدأ بالاعتناء بنفسي. منذ ذلك الحين، تحسّن وضعي مع أن الطريق كان طويلاً وشاقاً. حصلتُ على الطلاق وفتحتُ عملاً صغيراً في مجال النشاطات الترفيهية».

جنى (29 عاماً): استرجعتُ ثقتي بالحياة

«لم أكن متصالحة مع نفسي يوماً فقد نشأتُ في عائلة بالتبني لم تحبّني بصدق وكانت تميّز بيني وبين أولادها الحقيقيين. في عمر السادسة عشرة، هربتُ من المنزل للمرة الأولى. وفي عمر التاسعة عشرة، حاولتُ الانتحار عبر ابتلاع حبوب منوّمة ومضادات اكتئاب وجدتُها في الصيدلية المنزلية. لكني نجوتُ بعد إنقاذي في الوقت المناسب. بعد تمضية فترة في المستشفى، وضعوني في مركز للأمراض النفسية طوال شهر. كانت الصدمة عنيفة جداً.

لا يمكن أن يتصور أحد ما يحصل في ذلك المكان. لكني قابلتُ طبيباً نفسياً استثنائياً فكشف لي عن الطريق الذي يمهد لاكتساب حب الذات. بدأتُ أخضع لتحليل نفسي وما زلت أتابعه حتى اليوم. يساعدني هذا العلاج على تجاوز لحظات الشك التي لا تزال مستمرة. أشعر اليوم بسلام داخلي. بعد إنهاء دراستي، وقعتُ في حب شاب مدهش ووجدتُ عملاً ممتعاً في مجال الاتصالات. حين استعدتُ ثقتي بنفسي، استرجعتُ ثقتي بالحياة».

غادة (50 عاماً): تحررتُ داخلياً عبر العلاجات الجسدية

«لطالما عجزتُ عن تقبّل شكلي الخارجي. منذ المراهقة، عانيتُ من فقدان الشهية والشره المرضي لكن لطالما أخفيتُ الموضوع عن محيطي وأقنعتُ الجميع بأنني امرأة منفتحة ومتصالحة مع نفسي.

لم أشعر يوماً بأنني محبوبة مع أن والديّ دلّلاني كثيراً في طفولتي. على مر حياتي، كنت أعوّض عن عقدي الجسدية بالمشاغل المهنية المفرطة، ما سمح لي بالنجاح مهنياً. منذ 10 سنوات، بدأتُ أتلقى علاجات جسدية وأتبع خططاً لتحقيق النحافة. بفضل الخبرة التي اكتسبتُها والتحليل النفسي والعلاجات الجسدية الفاعلة، خسرتُ كيلوغرامات كثيرة. بلغتُ هدفي وأصبح مقاسي صغيراً اليوم.

في الوقت نفسه، بدأتُ علاجاً مع طبيب نفسي بارع رافقني إلى أن تحررتُ داخلياً. من خلال التصالح مع جسمي وتجاوز اضطراباتي، تعلمتُ أخيراً أن أحب نفسي. بدأتُ أهتم بذاتي أكثر من أي وقت مضى. لقد قطعتُ شوطاً طويلاً»!.

من الممكن اعتبار استعماله للأبيض إشارة إلى الأمل
back to top