إيران تنقسم بشأن مباراة كرة دولية في ليلة عاشوراء

«حل وسط» يقضي بتحويل الملعب إلى ساحة عزاء

نشر في 07-10-2016
آخر تحديث 07-10-2016 | 00:10
No Image Caption
هاجم نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي مطهري، رئيس رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم عباس مدرسي يزدي، على خلفية مطالبة الأخير بإلغاء مباراة كرة قدم بين فريقي إيران وكوريا الجنوبية، لتزامنها مع إحياء ذكرى ليلة عاشوراء، وإقامة مجالس عزاء في إحدى أكثر المناسبات حرمة بالبلاد.

وقال مطهري، في كلمة له أمس الأول، إن تصرف يزدي وبعض رجال الدين في إيران «يذكر بالقرون الوسطى في أوروبا، وهو تصرف متخلف يبعد الشباب عن الإسلام والدين».

وانقسم السياسيون الإيرانيون في هذا الشأن، حيث اصطف عدد كبير من الإصلاحيين والمعتدلين وبعض الأصوليين خلف مطهري، بينما دافع آخرون عن يزدي.

وبدأ عدد من النواب المتشددين في مجلس الشورى تجميع تواقيع لاستجواب وزير الشباب والرياضة محمود غودرزي، مع التهديد بسحب الثقة منه، إذا أقيمت المباراة الثلاثاء المقبل، المصادف ليلة عاشوراء، حسب التقويم الهجري بإيران، رغم أنه أوضح في المجلس، الأسبوع الماضي، أن وزارته لم تحدد موعد المباراة، بل اتحاد كرة القدم الدولي، وقبل أن يصبح وزيراً للرياضة.

وأكد رئيس اتحاد كرة القدم الإيراني مهدي تاج لـ«الجريدة» أن موعد المباراة حُدد منذ 4 سنوات من الاتحاد الدولي للعبة «فيفا»، الذي وضع أجندة مسبقة للقاءات الدولية، بما فيها الودية، حتى عام 2024.

وأضاف تاج أن «المنظمة الدولية للعبة لا تعير اهتماماً لظروف ومناسبات البلدان المختلفة، ما عدا المناسبات العالمية، ولو قامت بذلك فلن تستطيع برمجة المباريات، لأن الدول لها مناسبات مختلفة في أيام مختلفة من السنة، خاصة أن المناسبات الإسلامية، التي تقام وفق التقويم الهجري، لا يمكن تثبيتها على التقويم الميلادي، وتتغير سنوياً».

وألقى بالمسؤولية على إدارة الاتحاد الإيراني السابقة، التي تقاعست عن مطالبة «فيفا» بتعديل الموعد، أسوة بالسعودية، التي تتفادى إقامة فعاليات رياضية دولية أثناء موسم الحج، لافتاً إلى أن مطالبة مندوب بلاده لـ»فيفا» بتعديل موعد المباراة حالياً سيتسبب في مشاكل كثيرة بجدول الاتحاد الدولي، لاسيما أن الأمر لا يتعلق بتأجيل المباراة ليوم بل لعدة أيام.

وبعدما اتضح أن المباراة ستقام بالتزامن مع ليلة عاشوراء شن عدد كبير من خطباء المساجد هجوماً على وزير الرياضة واتحاد كرة القدم الإيراني و»فيفا»، معتبرين أن الأخير خطط لإقامتها في هذا اليوم «لكسر هيبة الليلة في إيران».

وقال إمام جمعة مدينة نهاوند في خطبة الجمعة الماضية إن «الاستكبار العالمي خطط للمباراة بهدف ترك الشباب مجالس العزاء لمشاهدتها»، مضيفاً أن «إقامة المباراة تعتبر مصيبة مختلفة الأبعاد، حيث إنه إذا ربحت إيران وفرح الشباب يكون قد ارتكب خطيئة بالفرح يوم العزاء، وإذا خسرت وحزن الشباب يكون قد خسر مراسم العزاء، وبكى على المباراة بدل أن يبكي على استشهاد الإمام الحسين».

وكرر عدد آخر من أئمة الجمعة وآيات الله في مدينة قم المقدسة مضمون خطبة نهاوند حرفياً، فيما اعتبر هجوماً منسقاً منهم على المباراة.

ووصل الأمر إلى حد مطالبة يزدي، الذي شغل منصب رئيس مجلس خبراء القيادة، ورئيس القضاء مدة خمس سنوات، إبان تولي هاشمي رفسنجاني رئاسة الجمهورية، بتأجيل المباراة، حتى إن تسبب الأمر في تعرض بلاده لعقوبات من قبل الاتحاد الدولي، واعتبارها خاسرة وضياع فرصة التأهل لبطولة كأس العالم.

وتحت ضغط الهجوم المنسق، أجرى رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم زيارات مكثفة لمراكز القرار في «فيفا»، لتغيير موعد المباراة.

وأفادت مصادر بأن المسؤول الإيراني عرض على «فيفا» دفع تعويضات من أجل تأجيل المباراة، لكن الاتحاد الكوري و»فيفا» رفضا تغيير الموعد، وهدد الأخير طهران بأنها ستعتبر خاسرة للمباراة إذا لم تُجر في موعدها، مع إمكانية استبعادها من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم.

وأكد تاج أن بلاده مضطرة إلى إقامة المباراة في الموعد المقرر، لكنها ستحول ملعب آزادي الدولي إلى ساحة عزاء كي ترضي المتشددين.

back to top