«داعش» يضيف «صوفية سيناء» إلى قوائم الاستهداف

نشر في 05-10-2016
آخر تحديث 05-10-2016 | 00:00
No Image Caption
بدا أن الأوضاع الميدانية في شبه جزيرة سيناء ستأخذ منحى أكثر تطرفا وعنفا، خلال الأيام المقبلة، خاصة بعدما وضع تنظيم ما يعرف باسم «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم داعش، المنتمين للطرق الصوفية الموجودة في شمال سيناء على قائمة الاغتيالات، حال عدم تنفيذها شروطا يعتبرها التنظيم «شرعية».

وحذر التنظيم الإرهابي، الذي تبنى خطف 7 من قيادات الصوفية ينتمون لقرية «شبانة»، السبت الماضي، قيادات التيار الصوفي في سيناء، من مغبة عدم الالتزام بشروط التنظيم، التي تمثلت في عدم ممارسة شعائر الصوفية المتمثلة في إقامة «الموالد» وحلقات «الذكر»، ورفع أسماء الطرق الصوفية من على أبواب المساجد، مثل أسماء الطرق «العلوية» أو «الجريرية»، قبل أن يطلق التنظيم المخطوفين الصوفيين السبعة، الذين كان من بينهم إمام زاوية «شبانة الصوفية» الشيخ سويلم أبوعليان، بعد جهود وساطة قادتها رموز قبلية.

وبحسب المرتكزات الفكرية للسلفية الجهادية، فإن الطرق الصوفية أصحاب «بدع عقائدية» يعزرون بجهلهم، وبعدم إعلامهم بصحيح الدين تقام الحجة على المخالف منهم، ويطبق عليه الحد الشرعي، الذي يصل عند بعضهم إلى القتل.

وقالت مصادر محلية لـ»الجريدة»، أمس، إن التنظيم الإرهابي سلم الرموز القبلية وثيقة بشروطه من الطرق الصوفية، تضمنت عقد «مراجعات فكرية» لهم، مشيرة إلى أن مشايخ الطرق الصوفية خصوصا الطريقة «العلوية»، اجتمعوا الأحد الماضي، في منطقة «الجورة» لدراسة الموقف، وأن القرار النهائي لهم كان هو الإذعان لشروط التنظيم.

وقال خبير الحركات الأصولية سامح عيد إن «السلفية الجهادية تكفر الصوفية، وترى أنهم أهل بدع لابد من التصدي لهم»، لافتا إلى أن صراع الصوفية والمدارس السلفية المختلفة سواء العلمية، مثل سلفية الإسكندرية، والسلفية الجهادية، طويل إلا أن الضربات الأمنية التي يلقاها التنظيم الإرهابي من قبل قوات الجيش والشرطة لا تتناسب مع التحرك الأخير لهم من استهداف قيادات صوفية بالخطف.

ورجح عيد أن يكون التحرك الأخير لـ«داعش سيناء» «دعائي»، يستهدف رفع معنويات عناصره، مستبعدا ان يتفرغ التنظيم للطرق الصوفية وينشغل عن معركته الأهم مع قوات الأمن.

وقال الأمين العام لاتحاد الطرق الصوفية عبدالله ناصر إن الصوفية أهل سلام ومحبة، لكن الدستور كفل حق الدفاع عن النفس، موضحا لـ»الجريدة» أن حماية الأضرحة والشعائر الدينية مسؤولية قوات الأمن، وطالب قوات الجيش والشرطة بالقيام بمهامها في حماية الصوفية خاصة في سيناء.

وأضاف ناصر: «لا نريد استنساخ تجربة صوفية سورية، حيث شكلوا الصوفية الجهادية لحماية أنفسهم وأضرحتهم من داعش»، متابعا: «للأسف نحو 100 ضريح هدموا في مصر، خلال الانفلات الأمني الذي أعقب ثورة 25 يناير 2011».

بدوره، أوضح خبير الحركات الأصولية مصطفى أمين أن الطرق الصوفية في مصر دشنت خلال الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011 لجان دفاع عن الأضرحة وعن طقوسهم، ومن الممكن حال استمرت أحداث الاستهداف في سيناء أن تتم إعادة تشكيل تلك اللجان مجددا، الأمر الذي قد ينذر باقتتال مذهبي، وطالب قوات الأمن بتوفير الحماية لتلك الجماعات للحيلولة دون تفاقم الأوضاع أكثر من ذلك.

يشار إلى أن أبرز الطرق الصوفية في سيناء هي الطريقة «العلوية»، ونطاق تمركزها في مدن «الجورة» و«الظهير» و«شبانة»، وطريقة «الجرايرية» في الشيخ زويد ورفح، وتاريخ الخلاف بين الجماعات المتشددة والصوفية بدأ عام 2012، بتفجير ضريح الشيخ زويد/ أحد القادمين مع الفتح الإسلامي لمصر، 3 مرات، كما تم تفجير 3 أضرحة في منطقة «مزار» غرب العريش عام 2013.

back to top