خلافات بين السعودية وإيران بشأن كيفية إحصاء إنتاج النفط

طهران تريد بيانات «أوبك» والرياض تفضل تقييماً مستقلاً من المستشارين والمحللين

نشر في 25-09-2016
آخر تحديث 25-09-2016 | 00:00
No Image Caption
تريد إيران استغلال إحصاءات الإنتاج للدول الأعضاء في «أوبك»، بينما تفضل السعودية تقييماً مستقلاً من مصادر معلومات ثانوية مثل مستشارين ومحللين، ولا يوجد أي أساس لاتفاق محتمل لتجميد الإنتاج حتى الآن.
قال مصدر مطلع لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن خلافات نشبت بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين هذا الأسبوع حول سقف الإنتاج في ظل مناقشات لمحاولة التوصل إلى اتفاق يدعم الأسعار ويعيد الاستقرار للسوق قبيل الاجتماع المزمع انعقاده الأسبوع المقبل في الجزائر.

وتظهر هذه الخلافات مدى الفجوة بين الرياض وطهران، كما أن الدولتين لم تتفقا على الإحصاءات التي يمكن استخدامها لتحديد مستويات للإنتاج، تمهيدا لتثبيت محتمل.

وأضافت الصحيفة أن الخلافات وقعت أثناء اجتماع جمع وزراء الطاقة لكل من السعودية وإيران وقطر والجزائر في مقر منظمة "أوبك" بالعاصمة النمساوية "فيينا"، والذي عقد لبحث الترتيب لاجتماع الأسبوع القادم.

وتريد إيران استغلال إحصاءات الإنتاج للدول الأعضاء في المنظمة، بينما تفضل السعودية تقييما مستقلا من مصادر معلومات ثانوية مثل مستشارين ومحللين، وفق ما ذكر المصدر للصحيفة، ولا يوجد أي أساس لاتفاق محتمل لتجميد الإنتاج حتى الآن.

ونقلت "رويترز"، أمس الأول، عن مصادر مطلعة استعداد السعودية لخفض إنتاجها، شرط موافقة إيران على تثبيت مستوى الإنتاج العام الحالي.

وهبطت أسعار النفط 4 بالمئة الجمعة بفعل إشارات على أن المملكة العربية السعودية ومنافستها إيران تحرزان القليل من التقدم بشأن التوصل إلى اتفاق مبدئي قبيل مباحثات كبار مصدري الخام الأسبوع المقبل التي تهدف إلى تثبيت الإنتاج.

وتضررت المعنويات أيضا من بيانات أظهرت أن الولايات المتحدة تتجه إلى تسجيل أكبر زيادة فصلية في عدد منصات الحفر النفطية منذ أن بدأ انهيار أسعار الخام قبل نحو عامين.

هبوط الأسعار

وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.76 دولار، أو ما يعادل 3.7 بالمئة عند التسوية. وارتفع سعر الخام 0.3 بالمئة هذا الأسبوع بفضل المكاسب التي تحققت خلال الجلستين السابقتين.

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.84 دولار للبرميل، أو ما يعادل أربعة بالمئة ليغلق عند 44.48 دولار للبرميل عند التسوية. وزاد خام غرب تكساس الوسيط 3 بالمئة هذا الأسبوع.

وهبطت عقود النفط الآجلة، بعدما قالت مصادر إن المملكة العربية السعودية لا تتوقع اتخاذ قرار في الجزائر، حيث ستجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مع منتجين كبار من خارجها خلال الفترة من 26 إلى 28 الجاري لإجراء مباحثات.

وقال مصدر على دراية بالتوجهات السعودية بشأن النفط لـ "رويترز": "اجتماع الجزائر ليس اجتماعا لاتخاذ قرارات، بل هو للتشاور".

وفي وقت سابق، ارتفعت الأسواق بعد أن نشرت "رويترز" تقريرا يقول إن السعودية عرضت تقليص إنتاجها إذا أقدمت إيران على تثبت الإنتاج هذا العام.

السعي إلى التوافق

وينخفض الإنتاج السعودي من النفط عادة في الشتاء، ويرتفع في أشهر الصيف الحارة، وبالتالي فإن إيران قد ترفض الخفض المقترح باعتباره محاولة من الرياض لتقديم هبوط طبيعي على أنه خفض في الإنتاج.

وتعهدت إيران بتعزيز الإنتاج إلى 4 ملايين برميل يوميا، رغم أن إنتاجها تباطأ في الأشهر الثلاثة الأخيرة عند نحو 3.6 ملايين برميل يوميا، ما يشير إلى أن إضافة دفعة جديدة للإنتاج قد تكون أمرا صعبا دون استثمارات إضافية.

وارتفع إنتاج الرياض منذ يونيو، بسبب الطلب في الصيف ليصل إلى مستوى قياسي في يوليو عند 10.67 ملايين برميل يوميا، قبل أن ينخفض إلى 10.63 ملايين في أغسطس. وفي الفترة من يناير حتى مايو أنتجت السعودية نحو 10.2 ملايين برميل يوميا، وفي السابق رفض السعوديون مناقشة خفض الإنتاج.

واجتمع مسؤولون في "أوبك" من السعودية وإيران هذا الأسبوع في فيينا. وقالت المصادر إنهم لم يناقشوا العرض السعودي.

وقالت المصادر إن الاجتماع لم يحقق انفراجة تذكر. وقال مصدر ذو دراية بالتفكير السعودي إنه على الرغم من ذلك ساعد في بناء توافق.

وقال مصدران إن من المتوقع أن يشارك الحلفاء الخليجيون للمملكة بمنظمة أوبك، وهم الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت في أي خفض للإنتاج إذا تم التوصل إلى اتفاق، وذكرت المصادر أن السعودية أكبر منتج في "أوبك" ستتحمل الخفض الأكبر.

تحول المواقف

ويمكن أن يعتبر هذا العرض تحولا في موقف الرياض التي قادت سياسة "أوبك" الحالية في عام 2014 من خلال رفض خفض الإنتاج منفردة لدعم الأسعار، وآثرت الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنافسين، خصوصا أصحاب التكلفة المرتفعة.

وأدى هبوط أسعار النفط إلى ما بين 30 و50 دولارا للبرميل من 115 دولارا في يونيو 2014 إلى تعزيز الطلب العالمي على النفط وانخفاض الإمدادات المرتفعة التكلفة كتلك القادمة من الولايات المتحدة.

لكن الاستراتيجية السعودية أحدثت صدعا في "أوبك" التي واجه أعضاؤها الأفقر أزمة في الموازنة واضطرابات. واضطرت الرياض وحلفاؤها الخليجيون إلى ترشيد نفقاتهم بعد 10 سنوات من الإنفاق العام السخي.

ومع اشتداد المعاناة من تدني أسعار النفط وتزايد الضغوط على المالية العامة السعودية، ألمحت الرياض وطهران إلى استعدادهما لإبداء المزيد من المرونة من أجل دعم الأسعار.

ومع ذلك انهارت المحاولة الأولي للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن الإنتاج في أبريل، عندما أصرت الرياض على مشاركة طهران. وقالت إيران إنها لن تنضم إلى أي اتفاق من هذا القبيل حتى تستعيد حصتها السوقية وتعزز الإنتاج إلى مستويات ما قبل العقوبات.

الجزائر: الاجتماع سينجح

من ناحيته، أعرب وزير الطاقة الجزائري، نورالدين بوطرفة، عن "تفاؤله" بنجاح اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المقرر في الجزائر الأربعاء المقبل، مؤكدا أن هذا الاجتماع يجب أن يصل الى "حل إيجابي" لاستقرار السوق.

وقال بوطرفة، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية: "سنعمل كل ما في وسعنا لإنجاح (هذا الاجتماع). نحن لا نتوقع سيناريو سلبيا. يجب علينا في كل الحالات الخروج بحل إيجابي".

وأضاف: "لن نخرج في الأخير لنقول إن اجتماع الجزائر كان فاشلا"، مشيرا الى أن مشاركة كل دول الأعضاء في منظمة أوبك في هذا الاجتماع هي بذاتها علامة إيجابية (..)، ولهذا يجب أن نكون متفائلين".

وبالنسبة إلى البلدان المنتجة للنفط غير المنضوية في منظمة أوبك، وفي مقدمها روسيا، أكد بوطرفة ان موسكو "موافقة" على المشاركة في اتفاق يضمن استقرار السوق، وأنها كشفت علنا عن إرادتها بخصوص الرغبة في استقرار السوق.

وأوضح الوزير الجزائري أن بلاده تأمل في الوصول الى اجماع على تجميد إنتاج الدول الاعضاء في "أوبك"، وكذا الدول غير الأعضاء كخطوة أولى لامتصاص فائض السوق من النفط والتحرك بشأن العرض من أجل استقرار الأسعار على مستوى الأسواق العالمية في مستوى يفوق 50 دولارا للبرميل.

هبوط أسعار النفط %4 الجمعة بفعل إشارات إحراز تقدم بسيط بشأن التوصل إلى اتفاق
back to top