شارون ستون: «الموت» غيّر حياتي
بحث جديد يدعم رؤيتها
بعد تجربة النجمة الأميركية شارون ستون التي اقتربت من الموت عام 2001، يدعم بحث جديد رؤيتها عن وجود سلام تام بعد الوفاة. كيف تصف رحلتها التي نقلتها إلى عوالم أخرى، وما هي الدروس التي استخلصتها منها؟
حين كانت شارون ستون ممدّدة على سرير المستشفى، شعرت بألم مريع في رأسها. حاول الأطباء سريعاً معرفة سبب الصداع وكانت الممثلة الشهيرة تخشى الموت.تتذكر ستون تلك التجربة المرعبة قائلة: {شعرتُ بأنني تعرّضتُ لطلق ناري في رأسي}. ثم اجتاحها فجأةً شعور غامر بالراحة والسلام. لم تعد في المستشفى بل راحت تتّجه نحو ضوء ساطع: {شعرتُ بأنني متُّ فعلاً وغمرتني دوامة عملاقة من الضوء الأبيض، ثم ركبتُ ذلك الضوء المجيد اللامع. بدأتُ أشاهد عدداً من أصدقائي المتوفّين الذين كانوا أعزاء جداً على قلبي. قمتُ برحلة حقيقية نقلتني إلى أماكن في هذا العالم وفي العالم الآخر. لكن كانت التجربة سريعة جداً. فجأةً عدتُ إلى جسمي}.فتحت تلك التجربة عينَي شارون على الحقيقة وزادتها شجاعة: {انعكست تلك التجربة على حياتي لدرجة أنها تغيّرت جذرياً. لم أعد أخاف من الموت ويمكن أن أخبر الناس بأنه نعمة. سيكون الموت عظيماً وجميلاً حين يأتي لأخذنا. شعرتُ براحة مطلقة واقتنعتُ بأن الموت وشيك. إنه قريب وآمن جداً وليس بعيداً أو مخيفاً!}.عاشت ستون هذه التجربة حين كانت تتلقى علاجاً لنزف دماغي أصابها عام 2001. اليوم، بعد مرور 15 سنة، تثبت أكبر دراسة عن تجارب الاقتراب من الموت أنّ ما حصل مع شارون (58 عاماً) ليس غريباً بل يشير إلى وجود حياة هادئة بعد الموت.
يُجمِع الأشخاص الذين عاشوا تجارب مماثلة على وجود عالم هادئ بعد هذه الحياة ولا مفر من أن تتغير حياتهم حين يشاهدون الموت بعيونهم ويتـأكدون من وجود عالم سعيد بعده، فيزيد تقديرهم قيمة الحياة ويحاولون الاستفادة منها قدر الإمكان.
لحظات مصيرية
بعدما أصبحت شارون ستون من نجمات الصف الأول في هوليوود، ابتعدت عن الأضواء وتزوجت بالصحافي فيل برونستاين، وتبنّت ابناً اسمه رون قبل ذهابها إلى المستشفى في 29 سبتمبر 2001 بسبب شعورها بصداع مريع: {كنت أخشى دوماً أن أتعرّض لجلطة دماغية، لكني لم أتعامل مع الوضع بجدية حين أصبتُ بجلطة حقيقية. ذهبتُ إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام. فقدتُ الوعي بعد دخولي، ثم مرّت تسعة أيام من دون أن يتحسن وضعي}.بعد تصوير الأوعية الدموية في دماغها، أدرك الأطباء أنها مصابة بتمزّق الشريان الفقري. ظنّت ستون أنها ستموت. لكن لم يفقد الأطباء الأمل. خلال جراحة دقيقة، استعملوا 22 سلكاً معدنياً لإغلاق التمزق في رأسها.تذكر شارون: {أشعر بأن الله أبقاني على قيد الحياة لسبب معيّن. شاهدتُ أشخاصاً أعرفهم وكانوا قريبين وحقيقيين مثل جميع البشر. شعرتُ بأنني أستطيع الانضمام إليهم عبر قطع خط رفيع جداً. لكن لم يَحِن وقتي بعد}. يقول الطبيب الذي أنقذ حياتها إنها كانت محظوظة ويوصي كل من يشعر بصداع مفاجئ وقوي جداً بالتوجه إلى قسم الطوارئ فوراً.لكل يوم أهميته
لم ينتهِ صراع شارون حين استيقظت في المستشفى. أدت الصدمة التي تعرّضت لها في الدماغ إلى أعراض مثل التلعثم في الكلام وصعوبة في المشي والعجز عن القراءة.مرّت أشهر عدة قبل أن تستعيد الإحساس بقدمها اليسرى واحتاجت إلى سنوات قبل أن يعود نظرها إلى وضعه الطبيعي. أوضحت في هذا السياق: {شعرتُ بأن حمضي النووي كله تغيّر ولم يعد دماغي في مكانه القديم. حتى أنّ شكل جسمي تغيّر واختلفت مشاكل الحساسية التي كنت أعانيها تجاه الأغذية}.تغيرت حياتها الشخصية أيضاً بشكل جذري. انفصلت شارون عن زوجها في عام 2003، وخاضت معركة قاسية على حضانة ابنها الذي يبلغ اليوم 16 عاماً. تعترف: {تزوّجتُ للأسباب الخاطئة. لم أعش التجربة التي خاضها والداي، أي تحوّل الصداقة إلى حب وتواصل روحي}.درس قيّم
اليوم لا تزال شارون ستون عازبة وتبنّت ابنَين آخرين وتعتبر أولادها الثلاثة نور حياتها. ساعدتها تجربة الاقتراب من الموت أيضاً على التحلي بالشجاعة: {شعرتُ بتحرر كبير. أحاول الآن أن أعيش الحاضر وأحقق أهدافي وأقيم علاقات صادقة}.تظن النجمة أن تلك التجربة تقدّم للجميع درساً قيّماً: {الموت جزء هادئ وطبيعي من الحياة!}.
تزوّجتُ للأسباب الخاطئة ولم أعش تحوّل الصداقة إلى حب
سيكون الموت عظيماً وجميلاً حين يأتي لأخذنا
أحاول أن أعيش الحاضر وأحقق أهدافي وأقيم علاقات صادقة
سيكون الموت عظيماً وجميلاً حين يأتي لأخذنا
أحاول أن أعيش الحاضر وأحقق أهدافي وأقيم علاقات صادقة