الدلافين تتحدّث مثلنا!

نشر في 19-09-2016
آخر تحديث 19-09-2016 | 00:03
No Image Caption
سجّل علماء طقطقات لدولفينَيْن في حوار للمرة الأولى بعدما طوروا ميكروفوناً يعمل تحت الماء ويستطيع تمييز «أصوات» الحيوانات المختلفة.
كشفت البحوث طوال عقود أن للثدييات شكلاً متقدماً من التواصل، مستخدمةً طقطقات وأنواع صفير مميزة تُظهر أنها متحمسة، أو سعيدة، أو مجهدة، أو منفصلة عن المجموعة.

لكن العلماء أظهروا أخيراً أن الدلافين تبدّل حجم الطقطقات النابضة ووتيرتها لتشكّل «كلمات» منفصلة ترددها الواحدة تلو الأخرى مكوّنةً جملاً بالطريقة عينها كما يتحدث البشر.

وسجّل باحثون في محمية كاراداغ الطبيعية في فيودوزيا بروسيا دولفينَيْن قاروريَي الأنف من البحر الأسود يُدعيان «ياشا» و«يانا» يتحاوران في حوض. ولاحظوا أن كلاً من الدلافين يصغي إلى أن تنتهي جملة النبضات من دون مقاطعة قبل أن يرد.

قاد الدكتور فياشسلاف ريابوف الدراسة، ويقول في هذا المجال: «يشبه هذا الحوار دردشة بين شخصين». ويضيف: «تختلف كل نبضة يطلقها الدولفين عن النبضات الأخرى بظهورها في حيز الوقت وبمجموعة من العناصر الطيفية في حيز الوتيرة. من هذا المنطلق، يمكننا أن نفترض أن كل نبضة تمثل صوتاً أو كلمة في لغة الدلافين المحكية».

يتابع الدكتور ريابوف موضحاً: «أظهر تحليل عدد من النبضات في تجاربنا أن دولفينين تواليا على إنتاج [الجمل] ولم يقاطع أحدهما الآخر، ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن كل دولفين يُصغي إلى نبضات الآخر قبل أن ينتج نبضاته الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، تحمل هذه اللغة كل خصائص التصميم التي تميز لغة الإنسان المحكية. ويشير هذا الأمر إلى مستوى عالٍ من الذكاء والوعي لدى الدلافين، لأن لغتها تُعتبر بالتأكيد لغة محكية بالغة التطور تشبه إلى حد ما لغة الإنسان».

اكتشف الباحثون أن ياشا ويانا يستطيعان إنتاج جمل بطول خمس «كلمات»، إلا أنهم ما زالوا يجهلون معناها. يقول الدكتور ريابوف إن الباحثين صاروا اليوم متأكدين من أن الدلافين تتحدث بلغتها الخاصة، وإن الوقت قد حان لدراسة كيفية التواصل معها مباشرة.

يشير الباحث إلى «أن على البشر القيام بالخطوة الأولى لبناء العلاقات مع قاطني كوكب الأرض الأذكياء الأوائل بابتكار أجهزة قادرة على تخطي الحواجز التي تعترض طريق استخدام اللغات والتواصل بين الدلافين والناس».

صفرات محددة

تمتعت الدلافين بدماغ أكبر وأكثر تعقيداً من دماغ الإنسان قبل أكثر من 25 مليون سنة. ويدرك العلماء أنها تستعمل أكثر من ألف نوع مختلف من الصفير بالاستناد إلى الإطار الاجتماعي، إلا أنهم كانوا يجهلون ما إذا كان باستطاعتها التواصل بعضها مع بعض مباشرةً.

في عام 2007، اكتشف علماء أستراليون صفرات محددة فسروها على أنها تعني «أنا هنا، أين الجميع»، «أسرع»، و«يوجد طعام هنا». كذلك يعتقد العلماء أن الدلافين طوّرت نوعاً من لغات الإشارات يمكنها استعماله للتواصل بواسطة زعانفها. وأظهرت مجموعة من العلماء في فلوريدا في مطلع هذه السنة أن التواصل بين الدلافين يزداد عندما تضطلع بمهمة صعبة (مثل رفع الغطاء عن علبة في إحدى الحالات)، كما لو أنها تناقش الحل.

back to top