الإصلاحيون الإيرانيون «يحرقون» ترشح سليماني للرئاسة

قائد «فيلق القدس»: سأبقى جندياً بسيطاً في جيش الولي الفقيه

نشر في 16-09-2016
آخر تحديث 16-09-2016 | 00:10
قاسم سليماني
قاسم سليماني
في بيان مقتضب، أكد قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني أنه سيبقى «جندياً بسيطاً ومخلصاً للولي الفقيه مدى العمر»، وذلك في رد على تقارير عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في طهران.

وقال سليماني، في بيانه أمس بعد تقديمه التحية للمرشد الأعلى علي خامنئي، إن «الجبهة المعادية تهدف دوماً لإثارة الفرقة والمواجهة بين صفوف أبناء الشعب الإيراني الثوري والموحد، ولذا ينبغي عدم إيلاء أي تصريحات تأتي من هذه الجهة اهتماماً».

وأضاف: «إنني أبسط جندي من جنود الولي الفقيه ونظام الجمهورية الإسلامية والشعب البطل الأغلى إلي من نفسي، وسأبقى مدى العمر في هذا الموقع».

وكانت وسائل إعلام إيرانية وغربية قد تداولت في الآونة الأخيرة أنباء عن أن سليماني ينوي ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة منافساً الرئيس الوسطي حسن روحاني، وعلى هذا الأساس سيقوم بالاستقالة من منصبه عسكرياً وقائداً لـ«فيلق القدس».

وبما أن القوانين الإيرانية لا تسمح لأي شخص بإعلان ترشحه قبل أن يؤيده مجلس صيانة الدستور، فإن الجهات السياسية تقوم عادة بجس النبض واستطلاع الآراء من خلال تقارير في وسائل الإعلام.

في السياق، تداول الإعلام الإيراني في الأسابيع الماضية أسماء شخصيات يعتقد أنها ستترشح إلى الرئاسة، وبينها سليماني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وعمدة طهران محمد باقر قاليباف والنائب السابق لرئيس مجلس الشورى محمد رضا باهنر.

وكان ظريف الوحيد الذي نفى نيته الترشح، في حين لم تبادر الشخصيات الأخرى، وفي مقدمتها سليماني، لنفي هذه الأنباء، مما أثار مخاوف الإصلاحيين من أن الأخير، وهو محبوب من قبل الإيرانيين، يمكن أن يكون مرشح المحافظين للدورة المقبلة.

وفي مقابلة له مع محطة فرارو الإخبارية (إصلاحية)، أعرب صادق زيبا كلام، أحد أشهر منظري الإصلاحيين، الأسبوع الماضي، عن خيبة أمله مما اعتبره تملص الولايات المتحدة والغرب من تنفيذ الاتفاق النووي، الأمر الذي أدى إلى فشل روحاني في تنفيذ وعوده الانتخابية والاقتصادية، وأضعف شعبيته، في حين أن شعبية سليماني تزداد يوماً بعد يوم، وعليه ستكون فرصته في الفوز كبيرة إذا ترشح للانتخابات.

وتولى الإصلاحيون مهاجمة سليماني مستهدفين موقعه العسكري، أشدها كانت عبر رسالة صوتية من قبل مهدي خزعلي أحد كبار منظري الإصلاحيين أيضاً، اتهم فيها سليماني بالتهور، معتبراً أن تصرفاته وسياساته هي السبب في إيجاد تنظيمات متطرفة كتنظيم «داعش»، وإحداث فوضى في المنطقة، وجر إيران إلى صراعات مع جيرانها، خصوصاً السعودية.

وأضاف خزعلي، في هذا التسجيل الذي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أن وصول ضباط من الحرس الثوري، وخصوصاً أشخاصاً مثل قاسم سليماني، إلى سدة رئاسة الجمهورية سيفشل جميع محاولات الحل السلمي بين إيران وجيرانها، وستكون سبباً في كوارث تُدخل إيران حروباً مدمرة مع جيرانها.

وتداولت وسائل الإعلام الغربية هذه الرسالة الصوتية، إضافة إلى انتقادات لتصرفات الحرس الثوري عامة وفيلق القدس خاصة، واعتبار ترشح سليماني لرئاسة الجمهورية حرباً داخلية بين العسكر والسياسيين، ما اضطر الأخير إلى إصدار بيانه مع أنه لم ينف فيه نيته الترشح.

back to top