مصّ الإصبع أم المصاصة؟

نشر في 16-09-2016
آخر تحديث 16-09-2016 | 00:00
No Image Caption
لا يعرف الكثيرون أن بعض الأطفال يولدون مع سماكة جلدية فائضة على مستوى إبهام اليد. يشير هذا الوضع بكل بساطة إلى أن الطفل كان يمصّ أصابعه منذ وجوده في رحم أمه. تبدأ المشكلة إذاً في بطن الأم من دون أن يدرك أحد ما يحصل!

مصّ الإصبع

يميل معظم الأطفال إلى مصّ أصابعهم وقد تصبح الحركة هوسية في بعض الحالات. قد تنشأ “علاقة حب” كبيرة مع إصبع الإبهام تحديداً. إلى جانب مصادر الدعم الخارجية، تتوقف قدرة الطفل على التحكم بضغطه النفسي على نشاطات يسيطر عليها بنفسه مثل حركة المصّ. يقلق الراشدون من هذه المشكلة أكثر من الأطفال. يعطي الأهالي تفسيرات متفاوتة لهذا السلوك وكأن مصّ الإصبع مؤشر على انزعاج الطفل. لكنه تفسير خاطئ لأن أطفالاً كثيرين يحافظون على هدوئهم ويرتاحون في محيطهم رغم مصّ أصابعهم. قد يقلق الأهل أيضاً من مشاكل الأسنان التي يمكن أن تنجم عن المبالغة في مصّ الإصبع. يدفعهم هذا الخوف إلى اتخاذ تدابير رادعة مثل دهن مواد مُرّة على أصابع الطفل أو إلباسه قفازات أو منعه من وضع يده في فمه بأي طريقة. لكن نادراً ما تكون تلك الخطوات فاعلة. حتى عمر السنتين، لا تؤثر هذه العادة على نمو الأسنان. لكن بعد هذه المرحلة قد تنعكس حركة مصّ الأصابع على نمو القواطع العليا أو إمالتها نحو الأمام.

تتعدد الطرق التي تسمح بخداع الطفل للتخلص من هذه العادة. يمكن إلهاؤه مثلاً على مر اليوم وإعطاؤه الألعاب كي لا تفرغ يداه. لكن إذا ركزنا على سوء هذه العادة العابرة، قد تترسخ لديه بطريقة غير مباشرة. في ما يخص مصّ الإصبع ليلاً، يمكن استبدال إصبعه بلعبة قماشية أو غطاء أو أي غرض يُشعِره بالأمان. أثناء النوم، يقال إننا نعود إلى نشاطاتنا البدائية منذ وجودنا في رحم أمهاتنا. لذا يصبح الطفل الذي كان يمصّ إصبعه في بطن أمه أكثر ميلاً إلى تكرار هذه العادة بعد ولادته. على صعيد آخر، تثبت دراسات عدة أن الطفل الذي يرضع من أمه بسهولة أو يكتفي بالحليب قبل عمر معيّن يكون أقل ميلاً إلى مصّ إصبعه.

الذاكرةاستعمال المصاصة

كل ما قيل عن مصّ الإصبع ينطبق على المصاصة أيضاً! يعتاد بعض الأطفال سريعاً على المصاصة منذ الولادة. يجهّز بعض الأهالي المصاصة قبل ولادة الطفل ظناً منهم أن هذه العادة ضرورية منذ مرحلة مبكرة لتجنب بكاء الطفل ليلاً أو لمواساته نهاراً. في هذه الحالة، تكون المصاصة أداة بديلة عن الإصبع. لكن يجب أن تعرف كل أم أن استعمال المصاصة بعد اعتياد الطفل على الرضاعة الطبيعية قد يسبّب له الاضطراب ويغيّر مسار تلك العادة التي بدأ يكتسبها. لا يحتاج الطفل الذي يستعمل المصاصة إلى فتح فمه بقدر ما يفعل أثناء الرضاعة. وإذا طبّق المقاربة نفسها لاحقاً حين يرضع، قد يمتص كمية قليلة جداً من الحليب ولا يشبع، فيزداد توتره وتوتر والدته. كذلك، قد يرتبك الطفل من رائحة المصاصة وتركيبتها المطاطية فيما يحاول الاعتياد على الرضاعة من والدته. لهذه الأسباب كلها، يوصي الخبراء بتجنب المصاصة قدر الإمكان أو خلال مرحلة الرضاعة على الأقل.

يُفترض أن تُستعمل المصاصة لمصلحة الطفل بدل أن تصبح أداة عمليّة لإراحة الوالدين. من المبرر أن يدفعنا العالم المعاصر العصيب إلى تبني جميع الاستراتيجيات الممكنة لتخفيف الأعباء وتسهيل الحياة. لكن يجب ألا ننسى أن بكاء الطفل يشير عموماً إلى حاجته للعاطفة أو الغذاء أو الدفء ولا يمكن حل المشكلة عبر إعطائه المصاصة بكل بساطة. بل إن المشكلة قد تتفاقم إذا زاد توتر الطفل.

يجب أن تُستعمل المصاصة لمنع الطفل من مصّ أصابعه بدل اعتبارها أداة لإسكاته حين يبكي أو يصرخ. ويجب ألا ننسب إليها وظائف غير مرتبطة باستعمالها الأصلي. لا بد من التمييز بين المواقف التي تستدعي استعمالها: لا بأس بوضع المصاصة في فم الطفل أثناء حضور مناسبات اجتماعية تتطلب الحفاظ على الهدوء لكن لا يمكن استعمالها بطريقة منهجية حين يشعر الطفل بالحزن والخوف والقلق ويحتاج إلى الحنان. في هذه الحالات، قد تكون المصاصة حلاً عابراً لكنها تؤدي على المدى الطويل إلى عزل الطفل وفقدان ثقته بمحيطه.

معايير المصاصة المناسبة
• اختاري مصاصة مصنوعة من قطعة واحدة كي لا ينفصل جزء منها ويبتلعه الطفل.

• تأكدي من إمكانية غسل المصاصة في الآلة أو تنظيفها بسهولة.

• تأكدي من وجود فتحات عليها لتهوئتها.

• يجب ألا يكون الجزء الدائري من المصاصة كبيراً جداً لأنه قد يسدّ فتحات أنف الطفل حين يمضغها بقوة.

• إذا كان الطفل يرضع من أمه خلال فترة معينة، حاولي إيجاد مصاصة شبيهة بشكل حلمة الصدر قدر الإمكان.

• تنبّهي من الأشرطة التي تتصل بها المصاصة لأنها قد تلتفّ حول عنق الطفل وتؤذيه.

• لا تفكري بصنع مصاصة بنفسك عبر استعمال مصاصة زجاجة الحليب وإضافة قطع قطنية إليها لأن القطن قد يخنق الطفل.

• لا تضيفي السكاكر أو العسل أو السكر أو أي مادة أخرى إلى المصاصة لأن هذه الخطوة قد تُرسّخ عادات سيئة لدى الطفل وقد تطيل فترة استعمال المصاصة وتسبّب له التسوس على مستوى القواطع.

back to top