منزل «عبدالناصر» في الإسكندرية... مكتبة عامة

يضمّ مقتنيات شخصية ويشهد على حقبة ما زالت مثار جدال

نشر في 15-09-2016
آخر تحديث 15-09-2016 | 00:00
النمنم يفتتح المكتبة
النمنم يفتتح المكتبة
بعد قرابة 50 عاماً من الإهمال، شهدها منزل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، تحوّل أخيراً إلى مكتبة عامة تحمل اسمه افتتحها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم.
يقع منزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في رقم «8» حارة «قنواتي» بمنطقة «باكوس» الشعبية الشهيرة بمدينة الإسكندرية. شهدت إحدي غرفه المتواضعة في 15 يناير 1918 الصرخات الأولى لميلاد الطفل «جمال» ابن الموظف في مصلحة البريد، عبد الناصر حسين، الذي صار لاحقاً أحد الضباط الأحرار، ورئيساً لمصر، وأحد قادة العالم المؤثرين بشهادة أصدقائه وأعدائه، ولا تزال حقبة حكمه مثار جدال بين المؤرخين.

تحوّل المنزل أخيراً إلى مكتبة، وبحسب وزير الثقافة المصري حلمي النمنم: «تضم المكتبة قرابة 5 آلاف عنوان في شتى أنواع المعرفة والفنون، من بينها مجموعة ضخمة تجمع كل ما يخص الزعيم الراحل، سواء في مصر أو العالم العربي عموماً أو في الغرب، إضافة إلى مجموعات كاملة من تاريخ مصر على مر العصور، نهاية بثورتي 25 يناير و30 يونيو».

تكريم

يأتي افتتاح المكتبة بمثابة تكريم للزعيم الراحل، في المدينة التي شهدت ميلاده وسنوات طفولته الأولى، ذلك ضمن مخطط وزارة الثقافة المصرية، بالاحتفاء بالزعماء والمشاهير المصريين، عبر تحويل منازلهم إلى مراكز ثقافية، حسب قوله.

مرحلة ترميم وإصلاحات المنزل، استغرقت قرابة عامين، وقام بها صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية، بتكلفة قدرها مليون و350 ألف جنيه مصري.

تبلغ مساحة المنزل الفعلية 160 متراً على أرض مساحتها 380 متراً، أشبه بفيلا من طابق واحد، مكونة من خمس غرف، وفي الحديقة الخلفية أنشئ مسرح مكشوف للعروض الفنية. كذلك تضم المكتبة قاعة رئيسة للاطلاع، وأخرى للمواد الإعلامية تحتوي على كم هائل من تسجيلات وخطب وأفلام وثائقية تناولت سيرة الزعيم الراحل ومجموعة من الصور النادرة، إضافة إلى قاعة الحاسب الآلي والإنترنت.

و«المنزل» آلت ملكيته إلى الحكومة المصرية منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي، بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات آنذاك، لتحويله إلى متحف يضمّ مقتنيات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بعد شرائه من عائلة «الصاوي» التي ذهبت إليها ملكية المنزل من عبد الناصر حسين (والد جمال عبد الناصر) عقب انتقاله للعيش في القاهرة، نهاية خمسينيات القرن الماضي.

تظاهرة
بحسب موقع الزعيم الراحل في مكتبة الإسكندرية، ذكر في حوار له مع دافيد مورغان، محرر صحيفة الـ{صنداي تايمز» في 18 يونيو 1962، عن سنوات طفولته وشبابه وبداية انخراطه في العمل السياسي بالمدينة الساحلية وأول تظاهرة سياسية شارك فيها عام 1930 عقب إصدار حكومة إسماعيل صدقي، رئيس الوزراء آنذاك، مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور 1923، فثارت تظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.

يقول: {كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين تظاهرة لبعض التلامذة وبين قوات من الشرطة، ولم أتردد في تقرير موقفي، فقد انضممت فوراً إلى المتظاهرين، من دون أن أعرف أي أمر عن سبب تظاهرهم، وشعرت بأنني غير محتاج إلى سؤال. رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي من دون تردد في الجانب المعادي للسلطة}.

مرّت لحظات سيطرت فيها التظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت الإمدادات، حمولة {لوريين} من رجال الشرطة لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وأذكر أنني في محاولة يائسة ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكني حين التفت هوت على رأسي عصا تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.

ولما كنت في قسم الشرطة، وأخذوا يعالجون جراح رأسي، سألت عن سبب التظاهرة، فعرفت أن جماعة {مصر الفتاة} نظمتها احتجاجاً على سياسة الحكومة، ودخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب.

المكتبة تضم نحو 5 آلاف عنوان في شتى أنواع المعرفة والفنون
back to top