أعدّي صغيرك ليصبح مواطناً صالحاً

نشر في 14-09-2016
آخر تحديث 14-09-2016 | 00:00
No Image Caption
كيف نربي صغارنا على المواطنة ونغرس في عقولهم احترام الأنظمة والقوانين والمساهمة في توفير الخدمات العامة التي تؤمنها الدولة لمختلف ابناء الوطن؟ في بضع خطوات عملية بسيطة نضع أولادنا على الطريق السوي ليصبحوا مواطنين صالحين.
تتصدر التربية المدنية مكاناً هاماً في حياة المواطن وفي تقدّم الوطن وتطوّره. ولا يقتصر تلقين التربية على المدارس والمؤسسات المدنية، بل ينبغي أن ينطلق في الأساس من ارجاء البيت العائلي حيث للوالدين الدور الأهم في توجيه أطفالهم، منذ نعومة أظفارهم وإن لم يلمس الولد لاحقاً أن أهله يطبقون ما يتعلمه في المدرسة، فإنه لن يأخذ هذه الأمور على محمل الجدية والاهتمام.

الجوّ العائلي

تتفتح عينا الطفل وسط عائلته وتطمئن نفسه عندما تكون الأجواء حوله هادئة ومريحة. وهو يرى في والديه وبيته عالمه الصغير، فإن كان التفاهم والسلام يعمان هذا العالم فإنه يربى بشكل طبيعي، يحبّ الحياة ويتفاءل بالمستقبل، وإن كان الاضطراب والصراخ يسودان محيطه فإنه سوف يتأثر لا محالة، وستظهر بوادر هذا الواقع على تصرّفاته لاحقاً.

وفي هذا العمر الطفولي على الأم واجبات جسيمة في التربية والتوجيه، وعليها ألا تترك تربية طفلها للحاضنة أو الخادمة، بل الاهتمام الجدي بكل ما يتعلق به إن على الصعيد الجسدي أو العاطفي، فالصغير يتمتع بحس خفيّ تجاه والدته، ويستطيع التمييز فوراً بينها وبين الآخرين. ولا يلبث هذا الصغير أن ينمو ويبدأ في القيام بأمور تخصّه، وفي هذا الوقت يبادر الأهل إلى مساعدته لمعرفة حقوقه وواجباته تجاه عائلته ووطنه. وفي ما يأتي بعض الخطوات التي يجب على الأهل الانتباه إليها ليغدو ولدهم مواطناً صالحاً:

1 النظافة

تبدا التربية على النظافة انطلاقاً من تصرّفات الصغير في طعامه ولباسه وغسله يديه، ثم في غرفته. وعليه ان يصبح مسؤولا عن المكان الذي يلعب فيه ويبيت، وأن يعيد كل غرض من أغراضه إلى مكانه الصحيح. ومن بيته يخرج إلى العالم الواسع الذي هو جزء منه وعليه ان يهتم ايضاً بنظافته وعدم رمي الأقذار على الطرقات او في الساحات.

2 استعمال المياه والكهرباء

ينبغي ان يعلم الصغير في البداية أن للمياه التي يستعملها وللكهرباء أيضاً ثمناً يدفعه الأهل، ومتى تجاوزنا الحد في استهلاكهما فإننا نحرم الغير من استعمالهما وتزيد نفقات العائلة.

وفي هذا المجال نعوّد الولد على إقفال حنفية المياه خلال غسل الأيدي أو الجسم ولا نترك المياه جارية طوال الوقت. وكذلك عند خروجنا من الغرفة يجب أن نطفئ الضوء، ولا نستعمله عندما يكفينا

نور الشمس في اثناء النهار.

3 احترام الحيوان والنبات

نعلّم الصغير أن الحيوان مفيد للإنسان، فالدجاج يعطينا البيض، والبقرة تعطينا اللحم والحليب، والجمل يمنحنا اللحم والحليب ونستعمله أداة نقل عند الحاجة، والكلب حارس مخلص...

كذلك فإن للأشجار والنباتات فوائد كثيرة فهي تهبنا ثمارها وخضارها وتلطّف المناخ وتزرع الجمال بألوانها الرائعة. وقد يطلب من الصغير الاهتمام بشتلات المنزل أو مزروعات الحديقة فيرويها وينظّف تربتها.

4 النّزهات في الطبيعة

لكي نتمتع بجمال الطبيعة في بلدنا علينا الاهتمام أيضاً بنظافة واحاتنا ورمال شواطئنا الذهبية وأنهارها والحفاظ عليها لأجيال لاحقة.

وفي هذا الإطار يجب لفت أنظار الأولاد أن ترك الأوراق المهملة والأكياس والكرتون في اماكن التنزه أو تحت الأشجار قد يسبب الحرائق وخصوصاً عندما يكون المناخ حاراً.

كذلك، فإن أكياس النايلون والبلاستيك والزجاجات الفارغة تشوّه المناظر الجميلة وتسبب أضراراً صحية على المدى البعيد. لذلك من الضروري جمع كل هذه القاذورات في أكياس خاصة ورميها في الأماكن المحددة لها.

5 احترام الأنظمة والقوانين

إن احترام الأنظمة والقوانين يسهم في تكوين شخصية الولد الوطنية ليصبح عضواً فعالا ومنضبطاً في الأمور المتعلقة بالنظام العام. ومن الأهمية بمكان تعليمه الوقوف بانتظار دوره عند شباك التذاكر في السينما أو في الملاعب أو في الأسواق.

ومن الواجب أيضاً تعليمه أن الالتزام بأضواء السير على الطرقات هو لمصلحته، وأن مخالفتها تسبب خطراً مميتاً له وللآخرين. وكذلك ينبغي ان يعرف أن افراد الجيش ورجال الأمن هم حماة الوطن والأملاك والمنازل، وهم يضحون براحتهم ووقتهم وحياتهم إذا اقتضى الأمر من أجل راحتنا.

6 مساعدة المحتاجين

كما أنعم الله علينا باللباس والمأكل والمشرب والرفاهية في الحياة، فإنه طلب منا أيضاً مساعدة المحتاجين والفقراء. وعلى الصغير أن يفهم أن الفرد هو جزء من مجموعة تعيش على أرض واحدة وفي بلد واحد. وكلما استطعنا التخفيف من عذابات الآخرين نكون قد أطعنا أوامر الله وساعدنا الغير على العيش بكرامة.

وفي هذا المجال نشرح للولد أن المساعدة قد تكون بالمال، كما قد تكون بالتبرع باللباس والطعام وغيرها.

حقوق وواجبات
من خلال هذه الخطوات البسيطة، نزرع في أفكار الصغير ما ينبغي معرفته والتقيّد به، فيعلم أن لديه واجبات كما أن له حقوقاً.

وكلما كبر الصغير بإمكاننا إرشاده عبر موضوعات حياتية أخرى، فينمو منذ طفولته مواطناً صالحاً.

back to top