ملوك – مطرودون!

نشر في 12-09-2016
آخر تحديث 12-09-2016 | 00:10
 د.نجم عبدالكريم أطلق عليهم التاريخ ملوك الطوائف!

"ألقاب مملكة في غير موضعها... كالهر يحكي انتفاضاً صولة الأسد"!

وياله من تاريخ بارد ويزعم الحياد، والله لو لم يكن كذلك لحميَ غضبه وأطلق عليهم ما يستحقونه من أسماء وصفات... وما يستحقون إلا أن نسميهم "قرح العار في ثوب العرب والإسلام الأبيض"!

* * *

• في أواخر القرن الهجري الأول وطئت أقدام أهل الدين الجديد أرض الأندلس، وسرعان ما تم التفاعل الحضاري والتمازج الإنساني الذي نتج عنه:

- اقتحام جريء لميادين العلم والطب والفلك والهندسة.

- نظام قضائي عادل لم تزل آثاره مستمرة في إسبانيا.

- أساليب مواصلات ميسرة وطرق آمنة.

- ابتكارات جديدة في نظام الإدارة الحكومية.

- تنظيم جيش وطرق وابتكار أسلحة جديدة.

- إنشاء قصور بفن معماري لم يزل الناس يشهدون روعته.

• كل هذا وغيره فعله أجدادهم.

ثم جاؤوا هم – لا سامحهم الله ولا غفر لهم – ليبددوا كل ذلك الصرح الحضاري حتى طردوا من الأندلس شر طردة!

• تُرى هل كُتب علينا أن نفقد في ستة قرون أجمل الأماكن وأحلاها؟!.. بالأمس كانت الأندلس، واليوم ها هي بلاد الشام بما فيها فلسطين ولبنان وسورية تتهشم؟!... والسبب هم ملوك طوائف الأمس ومن يحكمون اليوم!

• "ذو النون"، أحد ملوك الطوائف، وهو من أكثرهم رفاهية خليع، وعندما يمشي كأنه يقلد رقص جواريه في قصره! وهو أحد أسباب كارثة ضياع الأندلس.

كان ذو النون منكباً على الملذات ومهملاً لكل واجباته كأمير للمؤمنين، ويتآمر مع الإسبان على ملوك الطوائف من العرب والمسلمين! هذا الرجل لما سأله أحد زواره من المشرق العربي: لماذا هم متفرقون؟!.. أجابه وهو مخمور:

- لست وحدي، فالمعتمد بن عباد هو الأكثر طمعاً بمملكتي طليطلة، وهي أعظم مملكة في الأندلس، مملكة طليطلة المدينة وما حولها من رياض وبساتين يريدها المعتمد، فكيف أتركها له لقمة سائغة؟!

• بهذا المنطق الذي يذكرنا بمؤتمرات القمة المعاصرة، كان ملوك الطوائف يتعاملون مع إحدى جنان الله على الأرض أندلس الخيال والجمال واللبن والعسل، التي وصلت إلى ما وصلت إليه بعزم موسى بن نصير وطارق بن زياد وعبدالرحمن الداخل، فأقاموا ذلك الصرح العربي الإسلامي.

وكان صرحاً متماسكاً، حيث عاش فيه جميع أصحاب الأديان المختلفة بتسامح ومحبة، مما دفع بريطانيا في ذلك الوقت إلى أن طلبت الانضمام إلى دولة الأندلس، بل وإلى الدين الإسلامي!... لكن قادة الأندلس من المسلمين رفضوا هذا الطلب... وهذا ما كُتب على لسان الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا الحالي.

* * *

• يعني لولا صراعات ملوك الطوائف وطردهم من الأندلس كان من الممكن أن تمتد رقعة حضارة الإسلام إلى مناطق أخرى من العالم!

• وما يحدث الآن في بلادنا اليوم ليس ببعيد عما كان يجري في الأندلس بالأمس... والدليل: افتحوا أي فضائية!

back to top