جاسم النبهان: مشكلات النقابة تؤثر سلباً في الحركة الفنيّة

• يرى أن سعد الفرج الأجدر بمنصب نقيب الفنانين بعد اعتذار بوعدنان

نشر في 11-09-2016
آخر تحديث 11-09-2016 | 00:05
يقرأ الفنان الكبير جاسم النبهان نصوصاً درامية عدة معروضة عليه لاختيار أفضلها والبدء في تصويره أوائل شهر المقبل، مع بداية موسم تصوير الأعمال الدرامية التلفزيونية. في الحوار معه نتعرف إلى آرائه في قضايا فنية داخل الكويت، خصوصاً ما أثير حول مشكلات تحيط بآلية عمل نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين، وذلك لما يملكه من نظرة ثاقبة ومسيرة فنية طويلة حافلة بالعطاء مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً وإذاعياً... التفاصيل نعرضها في السطور التالية.
بماذا تنشغل راهناً؟

أقرأ نصوصاً درامية عدة لاختيار أفضلها والبدء بتصويره خلال الفترة المقبلة مع انطلاق موسم تصوير الأعمال التلفزيونية، سواء للعرض قبل الخريطة البرامجية لشهر رمضان المقبل أو خلالها. عموماً، يبدأ معظم شركات الإنتاج بتصوير الأعمال مع بداية شهر أكتوبر المقبل، وتتنوع هذه النصوص بين عروض من داخل الكويت وعروض من دولة الإمارات العربية المتحدة.

اهتمامات الجمهور

ما أهم ما تحرص عليه عند موافقتك على النصوص الدرامية التي تعرض عليك؟

يجب أن تلامس الأدوار التي أجسدها اهتمامات الجمهور وقضاياه سواء داخل الكويت أو على مستوى الخليج والوطن العربي، بالإضافة إلى ضرورة أن يتميز العمل ككل بالفرجة البصرية، ومثل هذا الأمر أبحث فيه من خلال اسم المخرج والإمكانات المرصودة للإنتاج وأماكن التصوير. كذلك أحرص على أن تتضمّن أدواري أو الأعمال الفنية التي أقدمها جوانب كوميدية تدخل البسمة إلى قلب الجمهور، خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية الصعبة التي تعيشها شعوبنا العربية راهناً. والأهم أن ترضيني هذه الأدوار كفنان.

ما وجهة نظرك تجاه اعتذار الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا عن منصب رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين؟

كلنا نعتذر وليس الفنان عبدالحسين عبدالرضا «بوعدنان» بمفرده، فهو يمثلنا جميعاً ونحن نشكّل لحمة واحدة. كان من الأولى على مجلس الأمة قبل عرض قانون تنظيم العمل بالمهن الفنية والإعلامية مناقشة رجال الفن والمسرح، لأن القانون بالصورة التي قدم بها لا يخدم المشتغلين في الحركة الفنية سواء كانوا ممثلين، أو مخرجين، أو كتاباً، أو خبراء ديكور وإضاءة وغيرهم. أتساءل هنا: أليس الدور الحقيقي للنقابة حماية المنتسبين إليها ودعمهم، وليس الوقوف ضدهم؟

برأيك من الأجدر بتولي هذا المنصب بعد اعتذار الفنان عبدالحسين عبدالرضا؟

لا بد من أن يكون فناناً كبيراً بحجم «بوعدنان». أرى أن الفنان الكبير سعد الفرج هو الأجدر بهذا المنصب. يجب أن يتقلده أحد الفنانين من الذين يمثلون الرعيل الأول في الحركة الفنية والمسرحية.

هل تعتقد أن هذه المشكلات التي تثار من وقت إلى آخر حول عمل النقابة تؤثر سلباً في عمل الفنانين؟

من دون شك تؤثر سلباً بدرجة كبيرة في وضع الفنان عموماً سواء كان منتجاً أو ممثلاً. ما يحدث الآن يضرّ بالحركة الفنية داخل الكويت، ولا ينفع بأي حال من الأحوال.

مسؤولية كبيرة

تعليقاً على ما حدث، ما رأيك في الدراما الكويتية، والخليجية عموماً التي شهدها موسم شهر رمضان الماضي؟

لرمضان قدسية خاصة، ومن المفترض أن ندرك كفنانين وصانعي دراما عموماً ما علينا أن نقدمه خلال هذا الشهر الفضيل سواء على مستوى الأعمال الكوميدية أو التراجيدية. في النوع الأول يجب أن نقدم ما يمتع المشاهد ولكن في إطار من الاحترام والابتعاد عن الابتذال أو أي شيء من شأنه إيذاء سمع المشاهدين وبصرهم، كذلك الحال في النوع الثاني من الفن. وعلى مستوى الدراما التراثية يجب أن يعي القيمون عليها أهمية المفردة التراثية التي تعبّر عن هوية البلد، والاهتمام بالفترة الزمنية التي تتناولها الأحداث، خصوصاً على مستوى الديكور والأكسسوارات والأزياء، وهي أمور تعكس وعي القيمين على هذا النوع من الدراما بأهمية مادتهم التي يعرضونها للمشاهدين، خصوصاً من فئة الشباب الذين لم يعاصروا الفترات الزمنية التي تتناولها الأحداث. بالتالي، ثمة مسؤولية كبيرة على الصانعين في إصال المعلومة الصحيحة إلى هذا الجيل الجديد.

عموماً، يجب أن نقدم خلال رمضان أعمالاً جادة ملتزمة وتلك التي تدخل البسمة لدى الجمهور، كما في السابق، خصوصاً في الفترة التي سبقت الغزو العراقي، إذ كنا نصنع أعمالاً فنية تدخل البيت الكويتي ويتابعها جميع أفراد العائلة، ونظراً إلى قوة تأثيرها لا تزال تعرض على شاشة التلفزيون الكويتي وغيره من محطات تلفزيونية خليجية. وأهم ما تميّزت به هذه الأعمال أنها لم تكن تتناول التراث فحسب، إنما تضمنت إسقاطات سياسية تثري عقل الجمهور ووجدانه. أما المسلسلات التي قدمت خلال رمضان الماضي، فللأسف نجدها تركز على مناقشة قضايا اجتماعية مكررة كالحب والزواج والطلاق، فيما نحن مللنا من كثرة تداولها.

الفرق بين «ساق البامبو» و«خيانة وطن»

تحدث النبهان عن التكرار في معالجة القضايا الاجتماعية، قائلاً : «للأسف، كان من المفترض أن تتنوع الدراما الخليجية أكثر مما هو حاصل الآن، ولكن حدث تأثر وتقليد بالدراما التركية، وهو أمر غير مقبول، لأن للأتراك بيئتهم وواقعهم الخاص بهم والذي يختلف عن واقعنا كلياً. إذا سلمنا جدلاً بتكرار القضايا، فلماذا لا تُعالج وفق رؤية وطرح جديدين؟ أتذكر الأعوام الماضية عندما قدمنا مع الكاتب الشاب فهد العليوة مسلسل «ساهر الليل» بأجزائه المختلفة فحقق نسبة متابعة كبيرة لأنه لامس واقعنا الذي نعيشه، وعكس وعي كاتبه وثقافته».

تابع: «كذلك من المسلسلات الجيدة التي كانت تعكس واقعنا «حال مناير». أشعر بالأسف لأن غالبية الأعمال الدرامية التي تعرض مكتوبة لواقع مختلف، من ثم يتم تكويتها فتبدو غريبة عن المشاهد لدى عرضها».

أضاف: «ساق البامبو» عمل إنساني يرقى إلى أن يكون مشروعاً فنياً عالمياً لو قُدم بطريقة صحيحة. أؤيد فكرة أن يُقدم كفيلم سينمائي مع الاستعانة بكاتب سينمائي جيد، وسنرى حينها عملاً فنياً يحقق صدى كبيراً على مستوى الوطن العربي كله.

وأشار النبهان إلى أن الجهة المنتجة لمسلسل «ساق البامبو»، كان لا بد منها أن تبذل مزيداً من الجهد لتوفير الأجواء المناسبة كافة للتصوير كي يصل إلى مستوى النجاح الذي حققته الرواية المقروءة، تماماً كما حدث مع عمل رمضاني آخر وهو المسلسل الإماراتي «خيانة وطن» المأخوذ عن رواية، كذلك عمل للكاتب حمد الحمادي بعنوان «ريتاج» حيث حافظ كاتب السيناريو والحوار وهو اسماعيل عبدالله على روح الرواية الأصلية، وهذا هو الفرق بين العملين.

دراما رمضان الماضي مكررة ومملة

كان من الأولى على مجلس الأمة مناقشة رجال الفن والمسرح في قانون تنظيم العمل
back to top