خطوات فاعلة للتصالح مع ذاتك!

نشر في 10-09-2016
آخر تحديث 10-09-2016 | 00:04
No Image Caption
يكرّس بعض الأشخاص حياتهم لإثبات قيمتهم الحقيقية في حين يكتفي آخرون بالتقليل من شأنهم. للتصالح مع الذات، لا بد من تطوير الثقة بالنفس والتعرّف إلى الذات وإثبات المهارات الشخصية بعد اكتشافها. تتطلب هذه العملية مسيرة داخلية طويلة تبدأ منذ الطفولة ولا تنتهي مطلقاً...
منذ ولادتنا، نبدأ بتلقي معلومات مشابهة لكنها قد تحمل معانٍ قيّمة بنظر البعض أو تترافق مع تداعيات سلبية بالنسبة إلى البعض الآخر، فتنمو في هذه الحالة مشاعر النفور والرفض واللامبالاة. تشكّل التربية أساس مستقبلنا ويظن بعض خبراء النمو النفسي والعاطفي أن معالم الشخصية تتحدد قبل عمر السابعة!

للطفولة أكبر تأثير!

حين يساعد الأهالي أولادهم ويكافئونهم على كل تقدّم يحرزونه ويشجعونهم في وجه المصاعب، سيساعدونهم على مواجهة التجارب الفاشلة وتحقيق النجاح في الحياة. إذا لم تطرأ أي مشكلة بارزة، سيتمكن الطفل من اكتساب الثقة بالنفس وتعزيز مستوى تقديره لذاته. سيشعر أيضاً بأنه قادر على مواجهة المشاكل. في المقابل، من الطبيعي أن يصبح الطفل هشاً ويفتقر إلى الثقة بالنفس إذا تعرّض للرفض وشعر بالعجز والفشل. لكن في بعض الحالات، تعطي هذه الظروف السلبية أثراً معاكساً. فيسعى الفرد إلى تحقيق النجاح كي يثبت للآخرين قيمته. إما أن يقتنع الطفل في داخله بأفكار والديه الانهزامية ويصبح فاشلاً أو يرفض بكل قوته تلك الهوية ويثبت أن والديه كانا مخطئين. لا نعرف بعد ما يجعل طبيعة الفرد العميقة تؤثر على شخصيته وكيانه. لكن من المعروف أنّ طريقة تعامله مع المعلومات التي يتلقاها منذ طفولته تؤثر عليه على المدى الطويل.

في سن الرشد

قد يضطر الشخص الراشد الذي يتمتع بشخصية قوية لتطوير نفسه كي يتمكن من التحكم بانفعالاته وغضبه وعدائيته. في المقابل، يجب أن يتعلم الشخص الانهزامي أن يتقبّل نفسه ويقدّر قيمته الحقيقية. يمكن تطوير الذات عبر تعلّم المسرح أو تقنيات التحليل التفاعلي وعلاج «جشطالت»...

التعرّف إلى الذات تمهيداً لتقبّلها

يستحيل أحياناً أن نتقبّل نفسنا أو نتحكم بالتجارب الفاشلة التي تنسف طموحاتنا الأولية. حين تشعر بأنك أقل مستوى من غيرك، قد تصيبك الكآبة وتشعر بعجزٍ يصعب تحمّله. لا بد من تجديد الثقة بالنفس لتقبّل الذات والبحث عن السعادة واستعادة الهدوء الداخلي.

• العمل على تطوير الذات

يجب أن يكون هذا العمل منتظماً ويومياً إذا أمكن. لن تكون المسيرة سهلة لكنها ممتعة. يجب أن تستمتع بوقتك وتجامل نفسك بدل التركيز على المشاكل دوماً. يمكن الاستفادة أيضاً من مراحل تطوير تقدير الذات. يطلب علماء النفس في هذه الحالة تحضير لائحة بالجوانب الإيجابية في الحياة اليومية. إنها وسيلة فاعلة كي يدرك الفرد أنه ليس “نكرة”.

• بدء العلاج النفسي

إنه خيار فاعل آخر. بمساعدة الاختصاصي، يمكنك العمل على تطوير نفسك وصولاً إلى مرحلة العلاج الجماعي. إذا لم يكن العلاج الجماعي ممكناً أو لم يكن مناسباً في حالتك، يمكن أن يستمر العلاج النفسي التقليدي لأنّ تطوير مستوى تقدير الذات جزء أساسي منه.

وسائل فاعلة لتقبّل الذات

• واجِهْ الحقيقة: يجب أن تكون واقعياً وشفافاً. ما الداعي كي تتشبّه بغيرك مثلاً؟ يمكنك أن تنجح في حياتك من دون أن تكون غنياً أو يصبح شكلك مثالياً!

• حلّل وضعك بدقة: يربط بعض الأشخاص المعقدين المشاكل التي يواجهونها في الحياة بعيوبهم الجسدية. فيظنون أنهم لم ينجحوا في مقابلة العمل بسبب شكلهم ووزنهم الزائد... في حالات مماثلة، يجب تحليل ظروف الحياة بشفافية.

• تحدّث مع شخص موثوق به: لهزم المشاكل، تقضي أفضل طريقة بالتحدث مع شخص مقرّب. إذا بدأت مشكلة تقبّل الذات تفسد حياتك، تحدّث مع صديق أو فرد من العائلة كي تعرف وجهة نظره في جميع المجالات. أو يمكنك أن تطلب مساعدة الطبيب النفسي.

• أحِطْ نفسك بالأشخاص المناسبين: يكون أكثر الناس المعقّدين محاطين بأشخاص غير مناسبين. لا تثق بأيٍّ كان بل أقِمْ صداقات مع أفراد يستحقون ثقتك. إذا تواجدت وسط أشخاص يحبونك بصدق في جميع الظروف، ستبدأ بتفهّم وضعك. يمكن أن يغيّر هذا الوضع نظرتك إلى نفسك مع مرور الوقت.

• طوّر مواهبك: لا تبحث عن التميّز بأي ثمن وفي جميع المجالات! ولا ترفع سقف طموحاتك بشكلٍ مبالغ فيه! كي تستعيد الثقة بنفسك، طوّر مواهبك الكامنة التي تخلو من العقد. يمكنك أن تتميّز في مجال محدد وسرعان ما يعتبرك الآخرون ناجحاً. ستستعيد الثقة بنفسك وبقدراتك تدريجاً.

• تخلّص من غرورك: تعكس العقد شكلاً من النرجسية! تريدك “الأنا” الداخلية أن تصبح شخصاً مثالياً. لا تسمح لها بتوجيه خياراتك بل تعاون مع طبيب نفسي أو معالج متخصص لتجاوز المشكلة. يصعب أن تتخلص من غرورك لكنها خطوة ضرورية!

• ركّز على الجوانب المثمرة: تحدّث دوماً عن إنجازاتك وأدائك الفاعل كي تعزز تقديرك لنفسك.

• تحكّم بنقاط ضعفك: من حقنا جميعاً أن نكون ضعفاء في ظروف معينة! حين تجيد التحكم بنقاط ضعفك، ستنجح في تحويلها إلى مصدر قوة. ستشعر بالتحسن حين تتساهل مع نفسك!

• طبّق مبدأ التفكير الإيجابي: لا شيء أفضل من التفكير الإيجابي لتقدير قيمة الذات وإيجاد دوافع جديدة لإحراز التقدم المنشود!

• ثق بنفسك: لا أحد سواك يعرف حجم قدراتك الفعلية. لذا يجب أن تثق بنفسك كي تكتشف قيمتك الذاتية.

باختصار، يساهم كل عمل في حياتنا في تطوير مسارنا الذاتي. لا نصبح حكماء حين لا نواجه المشاكل بل حين نتجاوزها!

back to top