طفلك يتكّلم مبكراً... إنّه عبقرّي

نشر في 10-09-2016
آخر تحديث 10-09-2016 | 00:05
No Image Caption
هل تكلّم طفلك قبل أوانه؟ يكتسب معظم الأطفال الكلمات الأولى في عمر يتراوح بين 12 و15 شهراً، ما يعني أنّهم يتكلمون من 5 إلى 10 كلمات وما فوق. لكن ماذا إن صدرت من طفلك جمل كاملة قبل الأوان؟
في عمر السنة ونصف السنة، نرى بعض الأطفال غالباً يعمدون إلى التقليد إذا ما طلب منهم لفظ كلمة ما، فيما يلجأ البعض الآخر إلى دمج كلمتين مع بعضهما. يعتبر هذا النمو طبيعياً، إلا أنّ ثمة أطفالاً يتكلمّون مبكراً بجمل مركبّة وكاملة وتتراوح أعمارهم بين السنة ونصف السنة والسنتين.

أعتقد أنّ الطفل الذي يتكلّم في سنّ مبكرة نعمة ونقمة في الوقت عينه كما يتردّد على مسامعنا دائماً. أدركت صحّة هذا الأمر لدى تربية طفلي: ما إن بلغ أشهره العشرين، حتى أصبح ابني البكر متحدّثاً بارعاً وبدأ يعطينا الأوامر قبل أن يبلغ السنتين.

تتكرّر هذه المعضلة في كنف كثير من العائلات: في حين يراود بعض الأهالي شعور بالقلق لعدم إمكان طفلهم البالغ سنتين من العمر من تركيب ثلاث إلى أربع كلمات في جملة مفيدة، يعاني آخرون من الثرثرة. أيّها الأهل... مشاكلنا لا تنتهي!

على سبيل المثال، عندما أتجوّل في قاعة امتحانات تضمّ أطفالاً في عمر السنتين، يحدّق إليّ الطفل المتحدّث قبل أوانه ويخاطبني قائلاً: «مرحباً دكتورة سو! طال غيابك عنّا»، أو قد يقول هذا الطفل لوالديه: «أنا بغنى عن المساعدة} في حال طلبت منه الجلوس إلى طاولة الامتحان. كذلك، عندما طلبت أخيراً من طفل صغير أن يخلغ حذاءه، نظر إلى والدته قائلاً: «سأتولّى الأمر».

في يوم آخر، كانت فتاة صغيرة تريد مغادرة المكان الموجودة فيه وقد نفد صبرها، فراحت تسأل والدتها، من دون توّقف، إذا ما كانت ستصطحبها إلى المنتزه بعد مغادرة مكتبي. في حين ظلّت الوالدة تقول: «ربّما». استاءت الطفلة من إجابة الوالدة المتردّدة ونهرتها قائلة: «سنذهب إلى المنتزه، نعم أم لا؟».

إزاء الطفل المتكلّم مبكراً قد نسقط أرضاً من شدّة الضحك أو من فرط البكاء، فكيف يمكن لابن السنتين أن يسبّب الإحراج لأهله جرّاء الكلمات التي يتفوّه بها. هل الأمر وراثي؟ قد يكون ذلك صحيحاً إذا ما رزقتم بمولود جديد، فيأخذ طفلكم البالغ سنتين من العمر يملي عليكم كيفية تربية «طفله».

في حال تكلّم طفلكم باكراً، دوّنوا الكلمات والعبارات الفائقة الذكاء والجمل العبقريّة التي تفوّه بها، فقد تعودون إليها يوماً ما وتبكون من شدّة الضحك. غالباً ما أرى نفسي في طفلي البالغ سنتين من العمر عندما يخاطب الغرباء قائلاً: «أمّي تقول إنّ أخي الصغير لا ينفك يبكي ويشعر بالمغص طوال الوقت». ما زلت أذكر هذه التفاصيل المضحكة ولن أنساها أبداً.

back to top