علّمي ولدك حسن التصرّف كضيف

نشر في 10-09-2016
آخر تحديث 10-09-2016 | 00:00
No Image Caption
من المفرح تمضية بعض الوقت مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يعيشون بعيداً ولا نراهم باستمرار، فنستمتع برفقتهم خلال نهاية أحد الأسابيع أو لبضعة أسابيع. ولا شك في أن التخطيط السابق والاستعداد يشكلان مفتاحاً أساسياً لقضاء رحلة مميزة. لذلك، اعتمدي على أقوى حاسة لدى ولدك كي تساعديه في استباق أي مشاكل قد تنشأ، مما يتيح للأولاد والبالغين على حد سواء الاستمتاع بوقت جميل وهادئ.

اللمس

الولد الذي يتمتّع بحاسة لمس قوية كثير الحركة بطبيعته. لا يتردد في القفز على الأثاث، لمس كل ما تقع عليه يده، والركض وحضن كل مَن يعرفه من دون أن يأبه للأوساخ التي تغطي يديه. قد يعتبر بعض المضيفين أن ما يتحلى به هذا الولد من نشاط وحيوية نسمة هواء منعشة، خصوصاً إن كانوا هم أيضاً يتمتعون بحاسة لمس قوية. لكن هذا النشاط قد يثير استياء البعض الآخر، خصوصاً إن كانت حواسّهم أكثر تنظيماً وتحفظاً. لذلك احرصي على أن تتيحي لولدك الوقت الكافي ليركض ويلعب في الحديقة أو الملعب قبل وصوله إلى منزل مضيفكما، لأن ذلك يساعده في التخلص من جزء من طاقته وحماسته. عندما تبلغان منزل مضيفكما، أوضحي له القواعد بلطف إنما بحزم. وتذكري أن هذا الولد يفهم التوجيهات الواضحة، خصوصاً إن قُدّمت له بأسلوب يتوافق مع حاسته الأقوى. يمكنك، مثلاً، إجلاسه على ركبتيك أو الإمساك بيده. وبعد تحديد هذه الأسس، قد تحتاجين أحياناً إلى تذكيره بها، إلا أن ذلك سيكون أكثر سهولة لأنه سبق أن فهمها.

السمع

قد يُفاجأ الأهل أحياناً عندما يلاحظون الاختلاف الكبير في طريقة تصرف ولدهم، الذي يتمتع بحاسة سمع قوية، فيُطلق غالباً عاصفة من الكلام، طارحاً الأسئلة وواصفاً النشاطات الممتعة كافة التي سيقوم بها حين تبلغون منزل الأصدقاء أو الأقارب. ولكن عندما تصلون إلى وجهتكم، يتحول إلى ولد صامت ومتحفظ بالكاد يلقي التحية ويصبح مزاجه عكراً. يعني هذا الأمر أنه يتعرض لضغط كبير. فالكلام هو ما يجعل العالم يبدو منطقياً بالنسبة إلى ولد تكون حاسة السمع لديه الأقوى. لذلك يتحدث غالباً لينظّم أفكاره ومشاعره ويكتشفها، لا ليعرب عن الحماسة فحسب. بالنسبة إلى هذا النوع من الأولاد، يبدو عالمهم الفكري منطقياً أكثر من الواقع. لذلك يكف ولدك عن الكلام في محاولة منه لفهم بيئته الجديدة. ولكن لا تقلقي: ما إن يشعر بالراحة حتى ينطلق لسانه مجدداً.

البصر

يحب الولد الذي تكون حاسة البصر لديه الأقوى زيارة أماكن جديدة ومشاهدة أشياء غريبة، شرط أن يتمكن في النهاية من العودة إلى المنزل الذي يألفه. نتيجة لذلك، قد يشعر بالاستياء إن كنتم تخططون لإقامة في منزل شخص آخر. لكن هذا الوضع ليس مستحيلاً. بحملك بعض الأغراض المهمة من منزلك إلى المكان الذي تنزلون فيه، تمنحين ولدك الشعور بالأمان الذي يحتاج إليه من دون الحاجة إلى نقل كامل المنزل معك. تشمل هذه الأغراض شرشفه المفضل، حقيبته المحبوبة، سياراته التي لا يتخلى عنها، وغيرها. ولا شك في أن هذه الأغراض ستمنح ولدك الراحة والاستقرار اللذين يحتاج إليهما ليحظى بليلة نوم هادئة.

بالإضافة إلى ذلك، تلاحظ أم الولد، الذي يتمتع بحاسة بصر قوية، أحياناً أنه يولي ما يرتديه أهمية كبيرة. فقد يصرّ على ارتداء ملابس محددة من ثيابه أو ثياب ولد آخر. إلا أنك تستطيعين تفادي هذه المشكلة بملء حقيبتك بخيارات واسعة من الملابس التي يحبها. أما إن أصر على ارتداء ثياب ولد آخر، فاربطي بينهما بالإشارة إلى أنه في كليهما يرتدي سروالاً قصيراً أو قميصاً متشابه الألوان. قد يبدو لك هذا الأمر سخيفاً، غير أن هذا النوع من الأولاد يتواصل مع محيطه باعتماده على قواسم مشتركة مثل القميص عينه، قصة الشعر ذاتها، أو الحذاء نفسه.

الذوق والشم

يهوى الولد، الذي يتمتع بحاسة ذوق أو شم قوية، فكرة لقاء الأصدقاء القدماء وزيارة الأقارب. لكنه قد يشعر بالتوتر والقلق ما إن يحين موعد توضيب الحقائب والانطلاق. ويعود ذلك إلى صعوبة تعاطيه مع هذه المرحلة الانتقالية، خصوصاً عندما يكون خارج روتينه وبيئته المنزلية. لذلك، تعاطي مع حساسيته بواقعية وتوقعي بضع لحظات من الانهيار نتيجة هذا التغيير. لا يعني هذا الأمر بالتأكيد أن ولدك لا يريد الاستمتاع بهذه الرحلة، غير أن المجهول يخيفه. قد ينسى الأهل أحياناً أن الأولاد لا يتذكرون غالباً الزيارات السابقة أو مَن التقوهم، حتى لو حدث ذلك قبل سنة. إلا أن السنة بالنسبة إلى ولد في الثانية من عمره تشكّل نصف حياته. ويتذكر هذا الولد غالباً الفكرة التي كوّنها عن ذلك الشخص، ما يساعده في سد الثغرات. وسرعان ما يشعر بالراحة ويستمتع بلقاء عائلته الثانية بعد طول فراق.

back to top