كن مدرّب نفسك!

10 خطوات عملية للانتقال إلى وضع مثالي

نشر في 06-09-2016
آخر تحديث 06-09-2016 | 00:03
No Image Caption
أنظر حولك تجد الكثيرين من معارفك الذين يمارسون وظائف، أو يحتلّون المراكز منذ سنين، وهم باقون ومستمرّون في الرتبة عينها، بدون أي تقدُّم يذكر! فهل أنت في مصاف هؤلاء؟ وما هو الأسلوب الذي ينبغي أن تتّبعه للانتقال إلى وضع افضل؟
لا احد يرغب في ممارسة وظيفة يمضي فيها قسطاً طويلاً من عمره، بدون أن يتقدّم فيها، لكن الرغبة أمر، والعزيمة أمر آخر، فإن لم نكن مستعدّين نفسياً، ولم تكن لدينا إرادة التغيير، فإننا سنقبع في مراكزنا، حتى تقاعدنا.

1 الهدف أولا

إن الخطوة الأُولى للانتقال إلى وضع أَفضل، هي معرفة ماذا نريد، وما هو الهدف الذي نسعى إليه في إطار عملنا، فعندما نحدّد الهدف الذي نقتنع به، به يسهل علينا إنجاز الأُمور الأُخرى، فإن عزمت، فتوكّل على الله (آل عمران: 159).

2 التخطيط

إذا تركنا الأمور تسير على طبيعتها، بدون أَن نتدخل في صلبها، فذلك يعني، أنّنا تركنا الغير أو القدر يتلاعب بمصيرنا، كما يشاء. أمّا إذا أردنا أن نكون أسياد مصيرنا، فعلينا دراسة وضعنا المهنيّ، من مختلف جوانبه، والبحث عن كيفية تطويره، من خلال تخطيط مدروس وقابل للتطبيق.

3 الاستثمار

يرتكز تطوير المهنة أو الوظيفة، على ثلاثة مبادئ أساسية وهي:

أ- إكمال خبرتنا المهنية بمتابعة تخصّصنا العلميّ فيها، بالانتساب مجدّداً إلى المعاهد والكُلّيات المتخصّصة في الأوقات التي تتناسب مع ظروف عملنا.

ب- الاستثمار المالي في المؤسَّسة التي نعمل فيها، كشراء بعض الأسهم أو الحصص، مهما كانت زهيدة، لنصبح شركاء ايضاً، لا مستخدمين. وعلينا تنمية هذا الاستثمار، كلّما أصبح الأمر متاحاً لدينا.

ج- إذا كنّا عاجزين عن تطبيق ما سبق، فما علينا سوى الاطلاع الشخصيّ المعمَّق بواسطة المجلات والكتب، وخصوصاً عن طريق الإنترنت، من خلال البحث عن المواقع التي تعالج موضوعنا، ومتابعتها بتؤدة، ووعي، ومثابرة.

4 الإتقان

لا يكفي أن تنجز عملك في الوقت المحدَّد، بل أن تُحسن صنعه. وثمة قول للفيلسوف أفلاطون، عليك اتباعه في هذا المجال: «لا تطلب سرعة العمل بل تجويده، لأن الناس لا يسألونك، في كم ساعة من الوقت أنجزته، فرغت منه بل ينظرون إلى إتقانه وجودة صنعته»، والله، كما ورد في أحد الأحاديث الشريفة «يحب المؤمن المحترف».

5 الثبات والمثابرة

في سعيك إلى التقدُّم والنجاح، لا تترك عملا بدأته، وتباشر بآخر، وإن اضطررت فلأقصر أجل ثمّ عُد إليه وانجزه.

كن ثابتاً في عملك، وثابر عليه، فنقطة الماء المستمرة، كما قال ابن حزم الأندلسي، تحفر عمق الصخرة، فإن ثابرتَ وصبرتَ فالنجاح محقّق لك، وكل من سعى، لا بدّ أن يرتقي، حسب قول ابن هانئ:

ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه/ فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا/ وبالهمّة العلياء يرقى إلى العلا/ فمن كان أرقى هِمّة، كان أظهرا/ ولم يتأخّر من يريد تقدُّما/ ولم يتقدّم من يريد تأخُّرا/

6 تجنّب ردات الفعل

تجنّب الغضب والانفعال، وابتعد عن المشاكل التي قد تثار بين الزملاء، واحرص على أن تكون عضواً فعالاً في المؤسّسة، وأن يكون رأيك موضوعياً وصائباً، ولا تتدخّل في ما لا يعنيك، فيعتبرونك فضولياً.

قال الفيلسوف سينيكا: «يجب التمالك عن كل غضب يوجّه للنيل من عديل أو رئيس أو مرؤوس، فالخصام مع عديل ريبة، ومع رئيس ضرب من الجنون، ومع مرؤوس ذل ومهانة».

7 المظهر الخارجي والنظافة

مهما كانت مهارتك عالية المستوى، فإن لم تكن تعتني بنظافتك ومظهرك الخارجي ستجعل رؤساءك ومرؤوسيك ينفرون منك، ويخفّ التواصل معهم.

إن للنظافة الشخصيّة والمظهر الحسن في اللباس، تأثير قوي على الآخرين، فلا تدعهم يأخذون عنك انطباعاً سيئاً. وفي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم «أصلحوا لباسكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس».

8 تنمية ثقافتك

تنمية ثقافتك لا تتعلّق بمجال عملك، وهذا أمر لا بدّ منه لتطوير مهنتك، بل تتناول جميع أمور الحياة. وعندما يلمس الآخرون أنّك ملمٌّ بمختلف الموضوعات، وتمتلك رؤية شاملة عما يجري في العالم، فإن نظرتهم إليك ستكون مميزة وسيزداد تقديرهم واحترامهم لك، وثمة مثل روسي يقول: «كما الريش يزيّن الطاووس، كذلك فإن الثقافة تزين الإنسان».

9 العلاقة بالمسؤولين

علاقتك بالمسؤولين ينبغي أن تتحلّى بالذكاء، لتصل إلى هدفك، أو لتصبح مقرَّباً منهم. فمن الضروري، ألا تنأى بنفسك عن الإدارة، وفي الوقت عينه ألا تكون ثقيلا متطفلا، يريد التدخّل وإبراز شخصه عند كل فرصة متاحة.

ومن الأهمية بمكان، تلبية طلبات المسؤولين بطريقة سريعة ومتقنة، وإذا وجدت مجالا للتدخل بهدف التحسين، فكن لائقاً ومتواضعاً في طرح رأيك.

أمّا على الصعيد الشخصيّ، فحاول معرفة تواريخ ولادة هؤلاء المسؤولين وما يدور في حياتهم الشخصيّة من مناسبات أفراح، أو عزاء، لتكون من المهنئين أو المؤاسين، فتصبح مقرباً منهم، ويرتاحون إلى وجودك.

10 راحة الجسم والعقل

إذا كنت فعلاً تقوم بواجبك المهنيّ خير قيام، وإن كنت تسعى إلى تطوير مهنتك وتنمية ثقافتك، فإن جسدك وعقلك سيحتاجان الراحة والاستجمام.

ولكي ترتاح وتكتسب الصحّة والعافية، ما عليك سوى ممارسة الرياضة وخصوصاً السباحة والمشي، وعقلك أيضاً، يجد راحته، إذا ما شرعت أمامه أبواب الأدب والفنون من خلال المطالعة وزيارة المتاحف والمعارض.

الطموح هو المحرّك

كل ما قيل، إن لم يكن مدفوعاً بالطموح والعزم على التنفيذ، لا نفع منه، ولن يصل بك إلى مركز أفضل. وما يفيد في هذا المجال، هو الاقتداء بقول أبو القاسم الشابي:

إذا ما طمحت إلى غاية/ لبست المنى ونسيت الحذر/ ومن لا يحب صعود الجبال/ يعش أبد الدهر بين الحُفَر.

back to top