يا «غريب» كن «أديب»!

نشر في 06-09-2016
آخر تحديث 06-09-2016 | 00:05
No Image Caption
كتاب غريب مذيل بتوقيع نائب رئيس اتحاد السباحة حميد الغريب، تم إرساله إلى الأعضاء الثلاثة المستقيلين أخيراً، احتوى على تناقضات غريبة للغاية، مثيرة للاشمئزاز تارة، والسخرية تارة أخرى.
"مهزلة"، هي العنوان الأنسب لكتاب وجهه اتحاد السباحة لأعضاء مجلس الإدارة السابقين؛ حمود الهاجري وفايز عبدالله التوحيد وسالم الحساوي، الذين تقدموا باستقالاتهم أخيراً من مناصبهم، مذيلاً بتوقيع نائب رئيس مجلس الإدارة حميد جاسم الغريب.

اتحاد السباحة نجح بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وبموهبة يُحسد عليها، في صياغة كتابه بشكل ساخر، والذي لو تولى صياغته أحد كبار الكُتاب الساخرين في العالم العربي لما تمكن من الوصول إلى فكر مَن صاغه.

ورغم أن اتحاد السباحة هو أحد المتسببين بقوة في تعليق النشاط الرياضي في 27 أكتوبر الماضي، ومساهمته بشكل لافت للنظر في استمرار النجاح عبر أمين سره العام حسين المسلم، الذي شهد ضد أندية الكويت والعربي والسالمية وكاظمة والفحيحيل في الدعوة التي رفعتها ضد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد تعليق نشاط الكرة، وشهادته ضد نادي الرماية في دعواه ضد اللجنة الأولمبية الدولية أمام المحكمة ذاتها بسبب تعليق النشاط الرياضي، فإن بعض أعضاء الاتحاد يبدو أنهم يمتلكون ذاكرة السمك، حيث نسي مَن صاغ الكتاب "المهزلة" أمر التعليق تماماً، وتحدث عن أمور غريبة للغاية!

الخنوع والذل للجلاد!

اتحاد السباحة، الذي لم يتحرك قيد أنملة لحماية الرياضيين ويقف بالمرصاد للجنة الأولمبية الدولية في تعليق النشاط، تحدث عن العديد من الأمور المثيرة للاشمئزاز من ناحية، والغريبة والمستفزة من ناحية أخرى!

ولا نعلم ما سبب الخنوع والذل في تعامل الاتحاد مع نظيره الدولي، والتحدث عنه بهذا الشكل، فالأمر ببساطة استقالة ثلاثة أعضاء من مجلس إدارته، فما علاقة ذلك بالاتحاد الدولي للعبة؟

فمن ربط الاستقالة بالنظام الأساسي للاتحاد الدولي، إلى مخالفة المادة 30 المختصة بحقوق وواجبات مجلس الإدارة بند 1 "العمل على تحقيق أهداف الاتحاد المنصوص عليها بالمادة الرابعة من هذا النظام"، بند 2 "إدارة شؤون الاتحاد وتصريف أموره الفنية والإدارية والمالية في حدود القانون والنظام الأساسي للاتحاد وقانون وقرارات الاتحاد الدولي للسباحة".

من يقرأ الكتاب المهزلة يشعر للحظات أن كل الأمور داخل اتحادنا المبجل على خير ما يرام، لكن مخالفة هذه المادة هي النقطة السوداء في تاريخ الأعضاء المستقيلين!

وما حديث الغريب، المغلوب على أمره، عن الاتحاد الدولي بهذا الشكل والتمسك بنظامه الأساسي والتخلي عن القوانين الوطنية، إلا تأكيد، بما لا يدع أي مجال للشك، أن قرار تعليق النشاط مسرحية هزلية ليس أكثر.

استقلالية الاتحاد!

وما زاد الطين بلة، كما يقولون، حديث "الغريب" حميد عن استقلالية الاتحاد، ولا نعلم ما علاقة الاستقالة بالاستقلالية، إلا في التشابه الكبير بين حروف الكلمتين فقط، ولا نعلم أسباب ربط الأعضاء المستقيلين بمبدأ الاستقلالية، علما بأن الاستقالة في النهاية حرية شخصية يرسخها مبدأ الديمقراطية التي يتشدق بها الاتحاد الدولي، وهذه الديمقراطية بكل تأكيد لن تجبر الأعضاء على التراجع عن قرار الاستقالة.

اللافت للأمر في الكتاب، هو تأكيد "الغريب" حميد أن الاتحاد الدولي لن يعترف إلا بمجلس الإدارة الحالي، بعد رفع تعليق النشاط، وهو كلام غريب مثل كاتبه تماماً... هذا إذا كان الغريب هو مَن تولى صياغة الكتاب "الغريب" بالفعل، وهو أمر مشكوك فيه بالطبع.

فلنفترض جدلاً أن مجلس الإدارة الحالي لم يستقل، لكنه تعرَّض لأمر ما أبعده عن الرياضة تماماً، فهل سيتم إيقاف الاتحاد الكويتي إلى حين حضور الورثة، لتسلم الإرث، وبالتالي اعتراف الاتحاد الدولي بهم، والعودة إلى ديمقراطية الاتحاد الدولي؟ وهل هذه الديمقراطية تجبر أشخاصاً على التواجد في مناصبهم؟!

ويواصل الغريب سرد نوادره "الغريبة"، بالتطرق إلى أن أعضاء المجلس الثلاثة تقدموا باستقالاتهم يوم العطلة، علما بأن مجالس الإدارات عملها تطوعي، ما يعني أنه ليست هناك عطلة بالنسبة لهم، والدليل أن جميع الاتحادات، بما فيها اتحاد السباحة، تمارس أنشطتها، المتمثلة في بطولاته، المحلية أو الخارجية، سواء في أيام العمل أو العطلات.

لا يفقه شيئاً في القوانين

ويؤكد الكتاب "الغريب" أن مَن صاغه لا يفقه شيئا في القوانين والنظام الأساسي على الإطلاق، فالكاتب يرى أن الأعضاء المستقيلين مارسوا عملهم بعد تقديم الاستقالة، وهو أمر ينمُّ عن تعمُّد بتحوير اللاوئح، فالاستقالة يتم تفعيلها فقط حين الموافقة عليها، وغير ذلك تعد كأن لم تكن!

والمضحك المبكي في الكتاب، هو تطرقه إلى خسارة الدعاوى أمام "كاس" والمحكمة السويسرية، وهو ما تم ترديده عبر أبواق الاتحادات واللجنة الأولمبية السابقة غير مرة وفي مناسبات غريبة، حتى جاء الدور على الغريب، ليسلك ذات المسلك في الحديث عن خسارة الدعاوى، والتي تسبب فيها المسلم بشكل مباشر في خسارتها.

الكتاب "المهزلة" يوضح، بما لا يدع مجالا للشك، أن المسلم والغريب يسعيان إلى الالتفاف على قرار الاستقالة بقوة عن طريق إكمال النصاب القانوني لعقد اجتماع يوم الخميس المقبل جدول أعماله لا يحتوي إلا على بندين، أحدهما مناقشة دعوة أندية الكويت والعربي وكاظمة واليرموك والبحري لعقد جمعية عمومية غير عادية، لمناقشة أسباب وتداعيات قرار الإيقاف، فإذا كان الثنائي يتمسك بالعمومية إلى هذه الدرجة، فمن المفترض أن هناك عمومية غير عادية أيضاً ستعقد خلال أيام لاختيار لجنة ثلاثية تدير الاتحاد لمدة 90 يوما، وهما بذلك يخططان لأمر ما يبدو غير مفهوم حتى الآن!

باختصار شديد، الكلام الغريب لحميد الغريب لن يجدي، ومحاولات المسلم في الإبقاء على مجلس إدارة الاتحاد ليس حباً في الاتحاد، إنما للحفاظ على منصبه وحظوظه، برفع اسمه كمرشح للاتحاد الدولي للسباحة في الانتخابات المقبلة غير المجدية أصلاً.

back to top