Morgan... من ممتاز إلى مقزّز

نشر في 05-09-2016
آخر تحديث 05-09-2016 | 00:00
من المجحف المقارنة بين الأب وابنه. لكن ابن ريدلي سكوت، لوك سكوت، يتبنى عدداً من المحاور التي عمل عليها والده في أول فيلم يخرجه بعنوان Morgan (مورغان).
أُدرج سيناريو سيث و. أوين Morgan، الذي يروي قصة تتناول الحدود العاطفية والعواقب المترتبة على الذكاء الاصطناعي، على اللائحة السوداء لأفضل النصوص غير المنتجة لعام 2014. وتحت إشراف سكوت، يقدّم فيلم Morgan تزاوجاً ممتازاً بين المواد، صناعة الأفلام، والإرث العائلي بالتأكيد.

صحيح أن الدولة أرغمت ديكارد على مطاردة المستنسخين في فيلم Blade Runner لريدلي سكوت، لكن الذكاء الاصطناعي يتحوّل في Morgan إلى مسألة شخصية. تُرسل لي ويزرز (كايت مارا)، التي تعمل في مجال إصلاح البرامج الإلكترونية، إلى مختبر بعيد في الغابة لتتحقق من وضع أحد أصول شركتها: فتاة شابة تدعوها عائلتها من العلماء الذين يتولون رعايتها مورغان (أنيا تايلور-جوي).

في هذا العمل الذي يتناول مجدداً الذكاء الاصطناعي الاختباري، يشكّل تطوير المشاعر المحور الأهم. في المنشأة الشبيهة بالمخيم الصيفي، يسعى العلماء إلى التواصل مع الشابة التي تتمتّع بمقدرات مذهلة تكاد تكون خارقة، وباتت ناضجة بالكامل مع أنها لا تزال في الخامسة من عمرها. يشمل الروتين المتبع في التعاطي مع مورغان نزهات في الطبيعة وحفلات أعياد ميلاد. وتسير الأمور كافة على ما يُرام إلى أن تفقد مورغان السيطرة على نفسها أثناء تعاملها مع كاثي (جينيفر جايسون لاي) وتفقأ عينها. نتيجة لذلك، توكل إلى لي مهمة تقييمها وتحديد المسار الذي يجب اتباعه.

لكن مهمتها هذه تزداد تعقيداً بسبب العلاقات اللصيقة التي تجمع مورغان بالعلماء: قائدة الفريق الدكتورة تشينغ (ميشال يوه)، عالمة السلوك المتحررة إيمي (روز ليسلي)، عالم الجينات المثالي (توبي جونز)، منسق الأعمال الصعب المراس تيد (مايكل يار)، والطبيبان اللطيفان دارين (كريس سوليفان) وبرندا (فينيت روبنسون)، فيرفض بعض هؤلاء العلماء القضاء على مورغان، رغم تنامي العنف الذي تُعرب عنه عندما تُستفز. ومع استفحال الخلاف بين أعضاء الفريق وانتشار الفوضى المميتة، تستطيع لي وحدها السيطرة على هذا الوضع. تقول لخبير التغذية سكيب (بويد هولبروك) وهي تضع بندقية على كتفها استعداداً للانطلاق وراء مورغان بعد فرارها: «هذا ما أقوم به».

لا ضوابط

يحتلّ Morgan مكانة بارزة في مجموعة أفلام الخيال العلمي المذهلة التي تؤدي فيها نساء الدور الرئيس، مثل Alien أو T2. لا تُعتبر لي أو مورغان بطلة أو شريرة بالكامل: تحاول لي أداء عملها فحسب والحفاظ على أصول الشركة، في حين تسعى مورغان، التي طورت الإحساس بالذات، إلى الحفاظ بدورها على هذه الأصول: نفسها. تدور بينهما مواجهات قوية بالغة العنف تُسدَّد خلالها اللكمات وتتطاير الدماء. وهكذا يشكّل العمل نظرة مذهلة إلى مقدرات الذكاء والمشاعر الاصطناعيَين وحدودهما، ويطرح أسئلة عن حقوق هذه الكائنات واستقلالها، تماماً على غرار المواضيع التي غاص فيها أخيراً فيلم Ex Machina.

لا يعود إخفاق Morgan إلى افتقاره إلى الضوابط، فالجزء الأول منه مضبوط انضباط العمل في مختبر، وقد ضُمِّن بإتقان عالٍ لحظات عابرة تنبئ بما سيحدث لاحقاً، وإن بدت واضحة. أما الجزء الثاني، فيتحوّل إلى حمام دم عنيف، وتُكشف علانية وبوضوح الحبكات في القصة، التي تكمن تحت السطح ويُفترض أن يستشفها المشاهد من خلال التطورات. هكذا تتحوّل من نظرية إلى واقع. إلا أنها تكون أكثر متعة عندما تظلّ نظرية. نتيجة لهذه المغالاة في التوضيح، ينتقل Morgan من عمل عميق غريب إلى فيلم تشويق خيالي تافه، لأنه يحرمك فرصة طرح الفرضيات بعد الانتهاء من مشاهدته.

إنه نوع الغموض الذي جعل Blade Runner فيلماً كلاسيكياً، لكن غيابه في Morgan يسلبه تميزه رغم أفكاره العميقة.

back to top