مهرجانات لبنان... «صيدا» و«طرابلس» بعد توقف

أمسيات موسيقية وحفلات غنائية تنفض غبار التعصّب

نشر في 02-09-2016
آخر تحديث 02-09-2016 | 00:01
موسم المهرجانات في لبنان لم ينتهِ بعد، بل تحفل روزنامة سبتمبر بمحطتين في مدينتين، غابت عنهما المهرجانات نحو ست سنوات لأسباب أمنية وسياسية هما طرابلس وصيدا، فنفضتا عنهما غبار الأزمات إلى غير رجعة، وانضمتا إلى لائحة المهرجانات، بإصرار منهما على أن تكونا من الآن فصاعداً واحة فرح لا ساحة موت وأزمات ترتع فيها الأفكار المتشددة والهدامة. ورغم أن أصواتاً كثيرة تعالت في صيدا رافضة المهرجانات ومطلقة شعار «صيدا لن ترقص»، تستمر لجنة مهرجاناتها في التحضير مؤكدة أن الفن وجه حضاري لا آفة يجب مكافحتها.
صور بدورها انضمت إلى لائحة المهرجانات بعد غياب ست سنوات لأسباب أمنية وسياسية، وأحيت «مهرجانات صور الدولية} في يوليو.
تندرج هذه المهرجانات ضمن 70 مهرجاناً على جميع الأراضي اللبنانية تشكل لوحة من الحياة في مواجهة التطرف بأشكاله كلها.
تعتبر صيدا من أقدم المدن في العالم، وهي ثالث أكبر مدينة في لبنان، وتشهد آثارها على دورها الحضاري عبر التاريخ، هذا الدور أرادت لجنة مهرجاناتها إحياءه عبر تنظيم يوم سياحي في 4 سبتمبر مفتتحة به المهرجانات، يتضمن زيارة أهم المعالم التاريخية في المدينة، لإلقاء الضوء على مسارها عبر العصور والبطولات التي سطرتها في وجه الغزاة الذين حاولوا السيطرة عليها...

ولأن المدينة تضطلع بدور حضاري مميز، يتضمن برنامج المهرجانات حفلتين في 16 سبتمبر و17 منه على واجهة صيدا البحرية خلف مدينة رفيق الحريري الرياضية وقبالة قلعة صيدا البحرية وجزيرتها، الأولى تحييها نانسي عجرم، والثانية يحييها المؤلف الموسيقي والعازف اللبناني غي مانوكيان، وتختتم المهرجانات في 25 سبتمبر بمهرجان «صيدا بالألوان» الذي يضمّ نشاطات رياضية وثقافية وفنية من بينها: رالي-بيك، مهرجان الألوان على أنغام الموسيقى...

لا شك في أن المهرجانات في صيدا تتخذ طابعاً خاصاً في هذا التوقيت بالذات، فهي منذ سنوات ست لم تشهد تظاهرات فنية نظراً إلى الأحداث التي عصفت بها وما رافقها من تطرف وعصبية، وها هي اليوم تثور ثورة حضارية وتحارب بالكلمة الحلوة والنغم والريشة كل الحركات الغريبة عن أجواء المدينة، لذا تؤكد المهرجانات هذا العام استمرارية دور صيدا المنفتح على الثقافة والفنون، رافضة الأصوات التي رفعت شعار «لا لصيدا ترقص» على مواقع التواصل الاجتماعي وتبرأت منها فاعليات المدينة بأطيافها كافة. يذكر أن اللجنة الوطنية لمهرجانات صيدا الدولية أسستها النائب بهية الحريري سنة 1999.

من أبرز الآثار في مدينة صيدا: القلعة البحرية، سوق النجارين، قصر دبانة، بيت صاصي، كنيسة الروم، المسجد العمري، مدرسة عائشة حيث مركز علا، متحف الصابون، والمتحف التاريخي، القلعة البرية، قصر الرئيس رياض الصلح.

طرابلس

طرابلس، عاصمة شمال لبنان، من أقدم المدن في العالم، عانت على غرار صيدا، طيلة السنوات الماضية من فتنة طائفية ذهب ضحيتها كثر من أبنائها، وبعد عودة الهدوء إليها وإزالة الحواجز بين بعض مناطقها وأحيائها، أرادت تعزيز روح الوحدة بين مواطنيها، فقررت جمعية «طرابلس حياة» بالتعاون مع شركة Double8production لصاحبها ميشال حايك، تنظيم مهرجانات طرابلس الدولية، بعد خمس سنوات من التوقف، تزامناً مع عيد الأضحى (12-16 سبتمبر)، في معرض رشيد كرامي الدولي، يعود ريعه لمكافحة ظاهرة التسرب المدرسي في المدينة، بهدف نشر التعليم وإعطاء الأولاد حقهم الطبيعي في التحصيل العلمي.

يطغى على الحفلات الطابع اللبناني، وغايتها إعادة الحياة والفرح إلى أهل المدينة الذين عانوا سنوات طويلة من عبثية المؤامرات التي حيكت ضدهم، ومن شعارات رفعت في أحيائها تنادي بالطائفية والتعصب... ما أثر على حركة السياحة والاقتصاد فيها.

يتضمن البرنامج: 12 سبتمبر يحيي راغب علامة حفلة يقدم فيها مجموعة من أغنياته الجديدة فضلاً عن أغنياته القديمة، 14 سبتمبر موعد مع عاصي الحلاني في حفلة يقدم فيها مجموعة من أغانيه اللبنانية، 16 سبتمبر يختتم كاظم الساهر المهرجانات، بأمسية يقدم فيها باقة من أجمل أغنياته القديمة والجديدة.

صور
بعد سنوات ست من التوقف القسري، احتضن الملعب الروماني في مدينة صور مهرجانات صور الدولية رافعة شعار عودة التواصل الثقافي والاجتماعي مع أبناء صور والجنوب، والوقوف في وجه الهجمة الممنهجة لتدمير الأماكن الأثرية والتراثية في العالم، لا سيما في سورية والعراق وأفغانستان، على حد تعبير المدير الفني للمهرجانات الفنان نعمة بدوي.

أحيا ليالي المهرجانات أبرز الفنانين اللبنانيين والفرق الفنية العربية والدولية ونخبة من الشعراء اللبنانيين والعرب. افتتحت فرقة {إنانا} السورية للرقص المسرحي المهرجانات (7 يوليو) في عملها {الملكة ضيفة خاتون}، تلتها حفلة لعاصي (9 يوليو)، وأمسية شعرية (14 يوليو) شارك فيها الشعراء: غسان مطر وشوقي بزيع من لبنان، وبلقيس حسن من العراق، وعبد الله العريمي من سلطنة عمان، والمنصف المزغني من تونس، وعلاء الجانب من مصر. أيضاً قدمت فرقة روسية مسرحية استعراضية (15 يوليو)، واختتمت المهرجانات في 16 يوليو مع الموسيقار ملحم بركات.

يطغى على الحفلات الطابع اللبناني وغايتها إعادة الحياة والفرح إلى أهل المدينة
back to top