أنقرة لن توقف «درع الفرات»... والفصائل على مشارف حماة

• طهران تحذر وموسكو تطالب بالتنسيق
• إردوغان لفرض هدنة في حلب
• سورية محور لقاء بوتين وأوباما
• «الحرس الثوري» خسر جنرالاً
• النظام للمعضمية: الاستسلام أو الحرق
• تدخل روسي لإخلاء حي الوعر

نشر في 01-09-2016
آخر تحديث 01-09-2016 | 00:05
سوريون يغادرون أمس طيبة الإمام مع احتدام المعارك فيها (أ ف ب)
سوريون يغادرون أمس طيبة الإمام مع احتدام المعارك فيها (أ ف ب)
كذبت تركيا المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل جون توماس بنفيها وجود أي اتفاق للتهدئة مع القوات الكردية في سورية، واستدعت سفير واشنطن وأبلغته استمرار عمليات "درع الفرات" لحين زوال جميع التهديدات، في حين وصلت طلائع المعارضة إلى مشارف مدينة حماة، في إطار هجوم واسع تمكنت خلاله من السيطرة على عدة مدن استراتيجية آخرها صوران وطيبة الإمام.
رفضت الحكومة التركية بشكل قاطع الإعلان الأميركي عن وقف إطلاق النار مع المقاتلين الأكراد شمال سورية، واستدعت سفير واشنطن لديها جون باس للتعبير عن استيائها من تصريحات أكد فيها المتحدث باسم القيادة الوسطى الكولونيل جون توماس أنه جرى الاتفاق على هدنة وتركيز الجهود على محاربة تنظيم "داعش".

وشدد رئيس الوزراء بن علي يلدريم على أن أنقرة ستواصل عملية "درع الفرات" في شمال سورية لحين زوال جميع التهديدات، بما يكفل الأمن القومي لتركيا.

وقال وزير الشؤون الأوروبية عمر تشيليك، لوكالة "الأناضول" الحكومية: "لا نقبل في أي ظرف تسوية أو وقفاً لإطلاق النار بين تركيا والعناصر الكردية"، مؤكداً أن "الجمهورية التركية دولة شرعية وذات سيادة"، ولا يمكن وضعها على قدم المساواة مع "منظمة إرهابية".

وبعد مرور ساعات على تأكيد توماس أن الأتراك وقوات سورية الديمقراطية، الموالية لوحدات حماية الشعب الكردي، فتحوا اتصالات بينهما، وأخرى مع الولايات المتحدة، بهدف وقف الأعمال القتالية، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيتش عن استدعاء السفير الأميركي للتعبير عن استياء الحكومة من هذه التصريحات، مؤكداً أنها "غير مقبولة نهائياً، ولا تنسجم مع علاقة الشراكة والتحالف بين أنقرة وواشنطن".

جهود رئاسية

وإذ شدد المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين على أن وحدات حماية الشعب الكردية ستظل هدفا للقوات التركية ما دامت متمركزة في غرب الفرات، أعلن عن قلق الرئيس رجب طيب إردوغان من تزايد الهجمات قرب مدينة حلب، كاشفاً عن قيامه بجهود دبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ثاني أكبر مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية السابقة.

وعلى هامش قمة العشرين المقرر عقدها في مدينة هانغتشو بالصين الأربعاء والخميس المقبلين، من المقرر أن يلتقي خلالها إردوغان بنظيريه الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس أن بوتين وأوباما سيتبادلان وجهات النظر بشأن سورية.

تعقيد الوضع

إلى ذلك، طلبت إيران من تركيا أن توقف "بسرعة" عملياتها لتجنب مزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهمن قاسمي، في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي أمس، إن "استمرار الوجود العسكري لتركيا في سورية يزيد من تعقيد الوضع واستمرار المواجهات تؤدي إلى مقتل أبرياء ومن الضروري أن يوقف الجيش بسرعة تحركاته العسكرية".

وفي حين أكد قاسمي أنه "على كل الدول احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها"، مؤكداً أن "مكافحة الإرهاب يجب ألا تضعف الحكومة الشرعية"، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، تركيا الى تجنب استهداف الاكراد والالتزام بالقانون الدولي والتنسيق مع دمشق في أي عملية.

وأكدت زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، أنه "لا بد من حل مسألة التفريق بين الإرهابيين والمعارضة المعتدلة"، مشيرة الى أن المجتمع الدولي يدعو الى تسوية الأزمة السورية والتخلي عن الأعمال القتالية.

خسارة إيرانية

وعلى الأرض، أعلنت كتائب الجيش الحر طرد "داعش" من قرى حفيرة وزوغرة والكلية غرب مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، في إطار عملية "درع الفرات"، بالتزامن مع خسارة "الحرس الثوري"، الإيراني للجنرال السابق أحمد غلامي في معارك حلب، بحسب وكالة "فارس" شبه الرسمية وموقع "مشرق نيوز"، الذي أوضح أنه ذهب "طواعية" إلى القتال في سورية وأيضاً في العراق، وأصيب في الرأس قبل أن يفارق الحياة متأثرا بجروحه.

مدينة حماة

وغداة تمكنها من السيطرة على مدينة طيبة الإمام وقرية الناصرية بالريف الشمالي، انتزعت فصائل حماة أمس بلدة صوران الاستراتيجية، وبات يفصلها عن مركز المدينة مسافة 12 كم.

وواصلت الفصائل تقدمها في ريف حماة في إطار عملية واسعة، سيطرت خلالها على مدينة حلفايا وقرى المصاصنة والبويضة والناصرية وتلتها شمال مدينة خطاب وعدد من الحواجز منها السمان والإسكان وخزان المياه ومشفى الجواش المعقل الرئيسي لعناصر الأسد، كما تم تحرير قرية الناصرية جنوب شرق مدينة حلفايا، بعد السيطرة على حاجزي "بيت صبيح والبطيش" جنوب المدينة.

الاستسلام أو الحرق

وعلى غرار التهجير القسري في داريا، تم التوصل الى اتفاق بين مندوبي النظام والمعارضة بحضور ضباط روس على إخلاء بلدة المعضمية من المقاتلين وتسليم سلاحهم وتسوية أوضاع المدنيين خلال الأيام القليلة المقبلة.

وخلال الاجتماع، رفض النظام مناقشة أي بند وهدد بحرق المدينة في حال لم تستجب المعارضة للبنود التي اشترطها، وأبرزها، دخول مؤسسات الدولة وحل كل المؤسسات الثورية على رأسها المجلس المحلي لمدينة المعضمية، وتشكيل كتيبة تحمل اسم الشرطة الداخلية بقيادة مشتركة من أهالي المعضمية وقوات النظام.

حي الوعر

وفي حمص، أوقف النظام قصفه لحي الوعر في بادرة لخروج المسلحين باتجاه إدلب، بحسب مصدر رسمي سوري، أشار إلى "مفاوضات بين وفد حكومي وممثلين عن المعارضة بوساطة من رجال دين كبار في حمص، من بينهم مفتي المدينة وإمام جامع خالد بن الوليد الشهير لإخراج 300 مقاتل مع عوائلهم على غرار ما وقع في الحي في ديسمبر الماضي، عندما تم نقل نحو 750 مسلحاً قبل أن يتوقف تنفيذ الاتفاق".

ويقطن داخل الحي، القريب من مصفاة حمص، والذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة منذ أكثر من 3 سنوات، قرابة الـ50 ألف شخص، حيث تفرض عليه القوات الحكومية حصاراً خانقاً وتنشب بين الفترة والأخرى اشتباكات بين مقاتلي الحي والقوات الحكومية وتطورت نهاية الاسبوع إلى قصف الطيران الحربي للحي.

أنقرة تستدعي السفير الأميركي لإبلاغه استمرار «العمليات» حتى زوال التهديدات
back to top