«أولاد حارتنا»... سيرة رواية «ملعونة» «5 - 7»

صلاح نصر يستجوب محفوظ في مقر المخابرات

نشر في 01-09-2016
آخر تحديث 01-09-2016 | 00:03
زادت حدة الجدل، عقب نشر «أولاد حارتنا» في صحيفة «الأهرام»، في عهد أشهر رؤساء تحريرها وأهمهم، الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، بين المنحازين إلى الفكر الجديد، ومن يريدون العودة إلى الماضي، ومعهم مخاوف قطاع كبير من الجهات الأمنية، التي يعتقد أنها كانت تشكك في أهداف رواية نجيب محفوظ، غير المسبوقة هذه.
حوصر محفوظ، بين جبهتين، وسط صراع كبير يعيشه المجتمع بين الانحياز إلى التجديد، والميل إلى القديم والموروث، الأمر الذي وضع الرجل والصحيفة والمجتمع كله، ولا يزال، أمام أسئلة كثيرة تصلح لإثارة الدهشة.
كانت الرواية في أحد تأويلاتها تحمل رسالة سياسية واضحة، فهي في ترتيبها الزمني، كانت بداية مرحلة إبداعية جديدة في حياة الروائي، مرحلة ما بعد الواقعية التي انتهت بالثلاثية التي شعر بعدها أن «الإطار الواقعي استنفد كل ما لديه من طاقة فنية». يرى غالي شكري أن النهاية الحزينة للثلاثية تقول بصراحة وجرأة إن ثمة أزمة في المجتمع، وإن هذه الأزمة هي أزمة الحرية والتخلف الحضاري».

بدأت المرحلة الجديدة مع «أولاد حارتنا»، وانتهت هذه المرحلة مع هزيمة 1967، وحسب غالي شكري: «نستطيع أن نتلقف معظم الأفكار الواردة في «أولاد حارتنا» حول الوقف والبيت الكبير والجبلاوي والنظار والفتوات وأخيراً عرفة والحنش، في بقية الأعمال التالية ابتداء من «اللص والكلاب» وحتى «ميرامار». ولكننا حين نتلقف هذه الأفكار الرئيسة سنشهد ما طرأ عليها من تغيير كبير يحول دون التعرف إلى الأصل البعيد».

الرسالة السياسية للعمل يؤكدها أيضاً محمود أمين العالم: «جوهر الرواية في تقديري هو النقد القيمي الفكري الرمزي للسلطة الناصرية، للتناقض بين شعاراتها ومبادئها وبين بعض ممارساتها، خصوصاً تلك المتعلقة بالديموقراطية السياسية. إلا أن الرواية في الوقت نفسه تسعى إلى تقديم رؤية تبشيرية تزيل بها هذا التعارض بين المثال والواقع، بين السلطة والمجتمع، بين السياسي والأخلاقي، بين النظري والعملي، بين الموضوعي والذاتي في مصر، بشكل عام».

أزعج تعدد التفسيرات والتأويلات الخاصة بالرواية السلطة نفسها، خصوصاً أن «الجناح اليميني» للسلطة الناصرية، كان في حالة صعود، فعقدت مؤتمرات عدة بهدف «تعبئة الفن والثقافة لمكافحة الاستعمار والشيوعية». ويرصد شريف يونس في كتابه «نداء الشعب» إجراءات عدة تمت لتحقيق ذلك، سواء في مؤتمرات أو بيانات صادرة من جمعيات الأدباء أو عن لجنة «التوجيه القومي» التي أصدرت في أعقاب نشر «أولاد حارتنا»، «ميثاق شرف» للأدب والعلم والفن، أعلنت فيه الاستمرار في دورها التوجيهي، والمشاركة بما تملك من طاقات فنية وعلمية في بناء المجتمع الاشتراكي الديمقراطي التعاوني»، وأخيراً «صون الإنتاج الفني والفكري من عوامل الهدم والانحراف والعمل على جعله وسيلة إيجابية وإعلاء شأنه». هذه الإجراءات كافة، حسب تعبير شريف يونس، كانت تهدف إلى «إدماج فروع الفن والأدب فضلاً عن المؤسسة الدينية الإسلامية بالذات في الآلة الدعائية للنظام». وسط إجراءات التوجيه والتعبئة وقف النظام حائراً ماذا يفعل تجاه نجيب محفوظ، و«أولاد حارتنا»؟

معركة بهاء الدين

كانت «أولاد حارتنا» جزءاً من معركة أكبر في ذلك الوقت، معركة السلطة للهيمنة على المجتمع، دينياً وسياسياً وثقافياً. هذه معركة جرت وقائعها حسب شريف يونس في كتابه «باسم الشعب» وسط صدام قديم بين الإسلاميين الجدد والعلمانيين غير الشيوعيين، فخاض الآخرون الذين سيصبحون لاحقاً مفكري يسار النظام، معارك متواصلة ضد رجال الدين ومطالباتهم بنوع من الحصانة والقداسة لهم ولمهنتهم. يرصد يونس كثيراً من الوقائع الدالة: «هاجم أحمد بهاء الدين استغلال منابر المساجد في الهجوم على المتحررين أو المطالبين بحقوق المرأة، وقرر أن الخطباء باعتبارهم موظفين لدى الدولة لا يجوز لهم أن يستغلوا منابرهم لعرض آراء يستنكرها سواهم، كذلك رفض فكرة «الحكومة الدينية» التي نادى بها آنذاك حزب «التحرير» الأردني، مؤكدا أن الدولة الإسلامية لم تخل خلال ألف سنة من صور بشعة من الظلم والفسق والتهتك، وأن الخلفاء الإسلاميين لم يكونوا كلهم عمر بن الخطاب، وهاجم بهاء مجلة «المساجد» الصادرة عن وزارة الأوقاف، على أساس أنها تعادي جهود الدولة برفضها فكرة التأمين على الحياة والممتلكات وغيرها من أفكار الحداثة».

اتهم الشيخ محمد أبو زهرة من جانبه بهاء بالانحلال لدفاعه عن فكرة مساواة الرجل بالمرأة، فردّ عليه الأخير بعنف، وتدخّل صلاح الدسوقي، أحد الضباط الأحرار، محاولاً إيقاف ردود بهاء!

وفي الوقت نفسه، استنكر فتحي غانم الاحتفال بالإمام أبي حامد الغزالي واصفاً إياه بأنه فقيه معاد للاشتراكية والعقل، ورد عليه الشيخ أحمد الشرباصي بأن الدين لا يعادي العقل، وأن ثمة محاولات بادية أو مستورة لهدم الدين والسخرية من المتدينين، ودعا الشرباصي إلى إيقاف نشر الكتب المخالفة ومصادرتها، واستنكر غانم دعاوى الشرباصي إلى المصادرة والحجر على الأفكار المخالفة، متهماً إياه بأنه يفكر بعقلية موظف في الأمن العام.

ويؤكد شريف يونس أن «المعركة لم تكن مجرد معركة بين صحافيين ومشايخ، فقد ظهر أيضاً صحافيون موالون لفكرة سيطرة القيم المحافظة التي دافع عنها رجال الدين، فظهرت حملات في الصحف على «الأغاني الخليعة»، وغير ذلك بتشجيع من كمال الدين حسين، عضو مجلس قيادة الثورة».

 ويرى يونس أن قوة الإسلام الفقهي أخذت تتعافى منذ أواخر الخمسينيات، وعبرت عن نفسها في مناقشة الشيخ الغزالي مع عبد الناصر في 1962، التي طلب فيها صراحة الحصانة لرجال الدين من النقد. ولا ننسى أيضاً المعركة الشهيرة بين الشيخ الغزالي وصلاح جاهين على صفحات «الأهرام». في مناقشة بنود الميثاق تحت قبة البرلمان طالب الغزالي بتحرير القانون المصري من التبعية الأجنبية، وتوحيد الزي بين المصريين، وهي آراء اعتبرها جاهين غير معبرة عن روح العصر، فخصص رسوماته الكاريكاتيرية مفنداً آراء الغزالي. كانت الرسمة الأولى للشيخ وهو يخطب في الجماهير ويقول: «يجب أن نلغي من بلادنا القوانين الواردة من الخارج كلها كالقانون المدني وقانون الجاذبية الأرضية».

غضب الغزالي وهاجم جاهين في جلسات الميثاق: «مهاجمة العمامة البيضاء أمر يستدعي أن يمشي العلماء عراة الرأس إذا لم تحم عمائمهم»، وأضاف: «يعطي هذا المؤتمر الحق لكل فرد ليقول الكلمة الأمينة الحرة التي يجب ألا يرد عليها بمواويل الأطفال في صحف سيارة ينبغي أن تحترم نفسها».

هجوم الغزالي استفز هيكل الذي كتب في «كلمة الأهرام» مؤكداً احترام الأهرام للدين، ولكن: «نرفض محاولة الشيخ الغزالي أن يجعل من الخلاف في الرأي بينه وبين صلاح جاهين، رسام الجريدة، قضية دينية، وأن الجريدة تؤمن بحرية الرأي، لذلك تنشر نص كلمة الغزالي احتراماً لحقه في إبداء رأيه مهما كان مختلفاً مع رأي الجريدة، مع إعطاء الحق لصلاح جاهين لأن يبدي رأيه هو الآخر في ما يقوله الشيخ». ونشر جاهين رسومات جديدة ذيلها بقوله: «ملابس الشيخ الغزالي لا تعطيه حصانة تجعل آراءه فوق النقد». كذلك كتب شعراً ناقداً للشيخ: هنا يقول أبو زيد الغزالي سلامة/ وعينيه ونضارته يطقو شرار/ أنا هازم الستات ملبسهم الطرح/ أنا هادم السينما على الزوار/ أنا الشمس لو تطلع أقول إنها قمر/ ولو حد عارض، يبقى من الكفار/ ويا داهية دقي لما أقول ده فلان كفر/ جزاؤه الوحيد الرجم بالأحجار/ فأحسن لكم قولوا (آمين) بعد كلمتي/ ولو قلت! الجمبري ده خضار!

انتقلت المعركة إلى منابر المساجد هجوماً على جاهين و«الأهرام»، حتى تدخل كمال الدين حسين وطلب من هيكل تجاوز موضوع الخلاف بين الجريدة والشيخ الغزالي، وضرورة الانصراف إلى مناقشة الميثاق، كذلك أكّد أن احترام الدين وإجلاله أمر يحرص عليه الجميع». ويبدو أن معركة جاهين- الغزالي واحدة من توابع «أولاد حارتنا» التي جاءت في الاتجاه العكسي، مما تريده الدولة كما يقول شريف يونس: «فوضعت حارتنا بين الحارات، وحوّلت الأديان إلى أفكار، وتعالت على التعصب، كارهة الفتونة سواء كانت علينا أو لنا، وفتحت بذلك أفقاً عريضاً للإبداع».

مسلسل إذاعي ومسرحية

سألت الأستاذ هيكل: هل توقعت استغلال الرواية سياسياً أيضاً وليس دينياً فحسب؟ أجاب: «كان واضحاً هجوم محفوظ على السلطة، ولكن كان لديّ مبدأ واضح في «الأهرام»، وهو أن أي نظام لا بدَّ من أن يكون له نقاد، وإذا لم يتحمل النقد يفقد مبرر وجوده كنظام، ويتحول إلى «زنزانة». ثانياً، ثمة كتاب لا يمكن أن تضع عليهم رقابة أو وصاية حتى من رئيس التحرير نفسه، ومن بينهم نجيب محفوظ، وهو صاحب تجربة عريضة، وهو وحده من يتحمّل مسؤولية ما يكتب أمام الرأي العام!».

سألته: هل كان الهجوم على «أولاد حارتنا» مقصوداً به نجيب محفوظ أم محمد حسنين هيكل؟ ابتسم: «بل «الأهرام»، ليس شخصي ولا محفوظ. ثمة داخل السلطة من أزعجهم نجاح «الأهرام». لم نكن في طوع الاتحاد الاشتراكي، ولا الحكومة، ولم نكن نطلب مساعدات منهم، بل كنا نحقق أرباحاً، لذلك عندما اشتكى علي صبري الصحيفة للرئيس، أجابه عبد الناصر قائلاً: والله، هيكل لم يطلب مني شيئاً على الإطلاق، ولا يوجد مليم واحد دخل «الأهرام» من الدولة، حتى في الفترة الأولى، على عكس «الجمهورية» التي كانت تطلب دائماً مُساعدة الدولة».

قلت لهيكل: لم تكن السلطة الناصرية مجرد جناح واحد منسجم إذاً، بل كانت جناحين، أحدهما يميني والآخر يميل إلى اليسار؟

أجاب: «بل أجنحة عدة. لم يكن الاتحاد الاشتراكي فقط ضد «الأهرام»، بل الحكومة أيضاً، وأذكر أن سعد زايد، محافظ القاهرة آنذاك، أهان أحد محرري الجريدة في اجتماع عام، فأصدرتُ قراراً بألا تنشر أية أخبار عنه حتى يعتذر، وشكاني لعبدالناصر ولكني صممت على موقفي، حتى اعتذر في النهاية. ومن المفارقات أن «الأهرام» التي كنت أرأس تحريرها وإدارتها، وأنا أقرب الناس إلى جمال عبد الناصر، كانت الصحيفة التي تعرّضت بانتظام لهجوم لم تمرّ به صحيفة أخرى، لذلك تقرّر اعتقال عدد من محرريها، هذا كله وأنا فيها، هذا كله وأنا القريب إلى جمال عبد الناصر».

جرّت رواية «أولاد حارتنا» على محفوظ مشكلات كثيرة، إذ شنّ وزير الاقتصاد آنذاك حسن عباس زكي هجوماً شديداً على وزير الثقافة ثروت عكاشة لأنه أسند مهمة الرقابة إلى رجل «متهم في عقيدته الدينية». المدهش أن حسن عباس زكي، نشر في «الأهرام»  بعد يومين من نهاية نشر «أولاد حارتنا»، تحديداً يوم 27 ديسمبر 1959، مقالاً بعنوان «الفن الذي نريده»، وتلاه عشرون مقالاً نشرت بين «الأهرام» و«الأخبار»، تحدث فيها عن نظريته «الاشتراكية الإسلامية»، مؤكداً أن علة المجتمع المصري هي ضعف المعاني الروحية»، واقترح توظيف الإمكانات كافة لتربية المواطنين تربية صالحة، بما فيها الفن: «من حقنا عليه (الفنان) أن يتجه بفنه إلى الأفكار التي رسمتها الدولة لحياتنا»... وأضاف: «أما الحرية فيجب ألا تكون أداة تجريب وتضليل أو تكون مبعثا لزيغ العقائد!».

مبنى المخابرات

لاحظ  محفوظ  أنه يخضع للمراقبة. في ندوته الأسبوعية التي كانت تتردد عليها، أخبرته بنت شقيقة الدكتور حسن صبري الخولي، زميله في جهاز الرقابة، أن «سيارة محملة بمجموعة من العساكر ومعهم ضابط برتبة كبيرة توجهوا إلى بيت محفوظ لاعتقاله، ولكن صدرت لهم أوامر بالعودة وعدم إكمال المهمة».

الأهم من ذلك ذهاب محفوظ إلى مبنى المخابرات العامة لاستجوابه حول الرواية من دون أن يعرف، وهو ما حكاه لرجاء النقاش: «أتذكر أن الفنان فريد شوقي عرض على الدكتور ثروت عكاشة فكرة فيلم سينمائي يدور في إطار عمل المخابرات المصرية، وطلب تدخله لدى المخابرات كي تسهم في تمويله. وافق عكاشة وأسند إليّ مهمة كتابة السيناريو، وعندما فرغت من الكتابة استدعاني للقائه في مكتبه، وطلب مني الذهاب إلى مبنى المخابرات ومقابلة المسؤولين هناك واستطلاع رأيهم في السيناريو، ومعرفة مدى رغبتهم في تمويل الفيلم. لم أكن أعرف مكان مبنى المخابرات فحدده لي وذهبت. هناك التقيت نائب رئيس المخابرات طلعت خيري الذي كان مختصاً بمثل هذه الأمور (...) لاحظت عند دخولي مكتب نائب رئيس المخابرات وجود شخص يحدق فيَّ ثم هم بالانصراف، فاستبقاه خيري طالباً منه الانتظار لأن الحديث سيدور عن السينما، ويمكن أن يفيدنا هذا الشخص في المناقشة. لم يعرفني هذا الشخص بنفسه وفتح معي حواراً طويلاً عن الثلاثية، ثم حدثني عن «أولاد حارتنا» والمشكلات التي أثرت حولها، وسألني عما أقصده من ورائها ومدى صحة ما يقال عن وجود تجاوزات دينية فيها؟ انتهى اللقاء وانصرفت. وبعد أشهر عدة شاهدت صورة في الصفحة الأولى لجريدة «الأهرام» للرئيس عبدالناصر في إحدى جولاته الإفريقية، وتوقفت أمام شخص يظهر في الصورة خلف عبدالناصر، إنه من كان يتحدث إليّ في مكتب طلعت خيري، وكانت دهشتي شديدة عندما علمت أنه رئيس المخابرات صلاح نصر».

قفز في ذهن محفوظ فوراً أن اللقاء مدبر، وأن ذهابه إلى مبنى المخابرات سبقته ترتيبات ما. يشير الروائي إلى أن أصدقاء كثيرين له أخبروه أن المخابرات كان لديها اعتقاد بأن الرواية موجهة ضد النظام، وأنهم اشتموا فيها رائحة مؤامرة، وذهب آخرون إلى أن الأزمة التي أثارها الأزهر ضد الرواية كانت بتدبير المخابرات نفسها!

خلط مع «بداية ونهاية»

في أوج أزمة «أولاد حارتنا»، كادت رواية أخرى شهيرة لنجيب محفوظ هي «بداية ونهاية» أن تدفع الثمن. وقع خلط بين الروايتين، خصوصاً لدى المتابعين الذين سمعوا عن المشكلة من دون أن يقرأوا الرواية، إذ ظنوا أن محفوظ غيّر عنوان روايته المثيرة للجدل ليتسنى له ترويجها باسم جديد. في هذه الأثناء، اتصل مدير مكتب كمال الدين حسين (وزير الإدارة المحلية ونقيب المعلمين) بمحفوظ، يخبره بغضب الوزير على موافقته على تحويل «أولاد حارتنا» إلى مسرحية، وهو ما نفاه محفوظ موضحاً له أن المسرحية التي تعرض له مأخوذة من رواية «بداية ونهاية» وليست من «أولاد حارتنا». وكان الشيخ محمد أبوزهرة، الذي كان عضواً في المجلس الشعبي لمحافظة القاهرة آنذاك، اعترض على تقديم رواية «بداية ونهاية» على خشبة المسرح القومي، أعدّها أنور فتح الله وأخرجها عبدالرحيم الزرقاني، وقال أبوزهرة في أحد اجتماعات المجلس: «ها هم يعرضون «أولاد حارتنا» باسم جديد، وأين؟ في مسرح الدولة، فالبداية والنهاية هي بداية الكون ونهايته، وهذه «أولاد حارتنا»، لم تظهر في كتاب بل في ثياب الممثلين والممثلات». إزاء هذا التصيد، طلب ثروت عكاشة من محفوظ أن يترك جهاز الرقابة ويتولى مسؤولية جهاز السينما، وهو جهاز جديد مهمته إعانة نقابة السينمائيين، ودعم جوائز المهرجانات! لكن المدهش أن «بداية ونهاية» تحوّلت إلى مسلسل إذاعي عام 1970 بالاسم ذاته، وأذاعته «صوت العرب» من بطولة سميحة أيوب وتوفيق الدقن وكريمة مختار، ولم يعترض أحد.

معركة صلاح جاهين والغزالي تنتهي بصرخة من هيكل: نرفض الوصاية
back to top