Sausage Party... فيلم أنيمايشن مختلف

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:00
لا شكّ في أن كلاً من سيث روجن وإيفان غولدبيرغ أفضل مَن يستطيع أخذ أفلام الأنيمايشن إلى عالم مختلف: عالم الأفلام التي يحتاج فيها الأولاد تحت سن السابعة عشرة إلى مرافقة الأهل. ولا يخرج عن هذا الإطار فيلمهما Sausage Party.
يشكّل Sausage Party لمحة فظة، قوية، وقاسية عن {حياة الوجبات الخفيفة السرية} لا يمكن أن يبتكرها أحد غير سيث روجن وإيفان غولدبيرغ، اللذين حلما بهذه الفكرة منذ عشر سنوات. احتاج كاتبا السيناريو إلى هذه الفترة كلها ليُقنعا الاستوديوهات في Annapurna Pictures وSony Pictures بتحويل هذه الفكرة الجريئة إلى فيلم، فجاءت النتيجة مختلفة عن كل ما شاهدناه سابقاً، ولن يتمكّن أحد على الأرجح من تكرار هذه التجربة بالطريقة عينها.

نقانق وخبز

كتب Sausage Party كل من روجن، غولدبيرغ، جوناه هيل، كايل هانتر، وآريل شافير، وأخرجه كونراد فيرنون وغريغ تيارنان (أحد أشهر أعمالهThomas & Friends). أما شخصيتاه الرئيستان، فهما حبة نقانق (هوت دوغ) تُدعى فرانك (روجن) وصديقته قطعة خبز جميلة تُدعى برندا (كريستن ويغ) يعيشان داخل سوبرماركت Shopwell، حيث يأملان أن يختارهما {الأسياد} (المتسوقون) لينتقلا إلى العالم الأسمى.

لكنّ هاتين الشخصيتين لا تعلمان حقاً ما يدور خارج أبواب السوبرماركت، بما أن المنتجات الغذائية تنشد كل يوم أغنية سعيدة عن مدى روعة أن يتمّ اختيارها. لكن فرانك لا يصدق الأغنية وتساوره شكوك كثيرة حول هذه الخرافة. وعندما يروي مرطبان خردل بالعسل معاد (داني ماكبرايد) قصصاً مطوَّلة عن عمليات القتل والتدمير المريعة في المطبخ، يُطلق فرانك خطة ليُنقذ نفسه وبرندا من هذا المصير. وتبدو حبة النقانق وقطعة الخبز متحمستين جداً لاكتشاف مدى تلاؤم جسميهما.

حماسة

بعدما تناولنا العلاقة الرئيسة في الفيلم، لا بد من الإشارة إلى أن ما تبقى من Sausage Party لا يقلّ حماسة. منذ اللحظات الأولى، يحفل هذا العمل بالكلام المبتذل، السباب، والأحكام النمطية المهينة كافة التي قد تراها في متجر للمواد الغذائية. حتى إننا نشهد نقاشاً جيو-سياسياً عن الشرق الأوسط بين قطعة بايغل (إدوارد نورتون، مَن كان يعلم أنه يبرع في تقليد وودي آلن؟) وقطعة من خبز اللافاش (ديفيد كرومولتز).

بالإضافة إلى ذلك، يتناول Sausage Party بمرح مواضيع تُعتبر محرّمة في عالم تقليدي. لكن هذا العمل ينجح في التطرق إلى مسائل مماثلة لأنها تخرج من فم حبة نقانق متكلمة أو خبز تاكو أو مرطبان خردل.

صحيح أن الفيلم يشمل بعض التلاعب المميز على الكلام المرتبط بالطعام، إلا أن الدعابات تبقى مبتذلة. فنلاحظ تركيزاً مفرطاً على جسم المرأة، خصوصاً من شرير لا يكفّ عن السباب وتوجيه اللكمات، علماً أنه عبوة غسول للمرأة (نيك كرول). في المقابل، لا يحتوي الفيلم على إشارات كثيرة إلى جسم الرجل.

يعجز إطار الفيلم المفهومي الضعيف عن احتواء جرأة العمل الفظة كلها. نتيجة لذلك، يفقد السيطرة بوضوح خلال ذروته بما تشمله من حركة ومغامرة، ويبدو غريباً إلى درجة تفرض على معدّيه نهاية أكثر غرابة، فتذكّرنا مشاهده الأخيرة بأبرز لحظات فيTeam America: World Police.

لكن تميُّز Sausage Party لا يمتدّ على طول الفيلم. لذلك كان من الأفضل لو اقتصر على ثلاثين دقيقة. رغم ذلك، هذه الضربات القاضية للأخلاق الحميدة مفاجئة وغريبة، وممتعة أحياناً.

Sausage Party يتناول بمرح مواضيع تُعتبر محرّمة في عالم تقليدي
back to top