جيف بريدجز: فخور بأداء دور «الرجل المتأنق» طوال حياتي

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:00
جيف بريدجز في مشهد من  الفيلم
جيف بريدجز في مشهد من الفيلم
لا شكّ في أن تحويل مشروع يشبه فيلماً تجارياً عادياً عن اللصوص والشرطة إلى فيلم ترفيهي من الطراز الأول ليس بمهمة سهلة. تتطلّب هذه الخطوة سرداً مميزاً وتمثيلاً بارعاً. وهذا بالتحديد ما يقدّمه فيلمHell or High Water، علماً أن ميزة واحدة من ذلك كله تتجلّى بوضوح في ملصقاته الإعلانية.
يؤدي جيف بريدجيز دور البطولة في فيلمHell or High Water. في هذه الإضافة الأحدث إلى مسيرته الحافلة، هو جوال في تكساس يُدعى ماركوس هاميلتون: رجل قانون حاد الطباع يلاحق أخوين ينفذان مجموعة من الجرائم في بلدات صغيرة. يمثّل ماركوس بشخصيته المليئة بالعيوب ولسانه السليط الصراع النموذجي في الغرب بين الرجال الصالحين الأخيار وأمثاله. يقدّم بريدجز أداء مميزاً، خصوصاً خلال المواجهات العنيفة في فيلم التشويق هذا.

بالإضافة إلى ذلك، لا يكف ماركوس عن إزعاج زميله المتحدر من أصول أميركية مكسيكية وهندية بسخريته الإثنية المتواصلة، كما لو أنه متنمّر في مدرسة ثانوية يصبّ جام غضبه على طالب أصغر منه سناً.

خلال دردشة معه عبر الهاتف، أكد بريدجز أن عائلته التي تحبّ هذا النوع من السخرية سهّلت عليه تجسيد شخصية مماثلة منذ طفولته، ما منحه في حياته مثالاً يستند إليه لأداء هذا الدور.

قال الممثل متحدثاً عن والد أمه: {أتحدّر من عائلة تهوى السخرية. اعتاد جدي فريد سيمبسون من ليفربول السخرية منا جميعاً. كذلك كان أخي البكر بو يسخر مني باستمرار خلال نشأتنا}.

تابع مخبراً: {هذا أمر مثير للاهتمام لأن الطرف الآخر يعاني كثيراً من الألم والجراح. لكنك تكتشف بمرور الوقت أن هذا النوع من السخرية يشكّل أيضاً أحد مظاهر الحب والحميمية. أعرفك حق المعرفة وأستطيع استفزازك بسهولة. لكن هذه المعرفة تقوم على الحب أيضاً. حاولت أن أعكس هذا الواقع من خلال شخصيتي، واستندت إلى تجربتي في هذا المجال}.

علاوة على ذلك، استعدّ بريدجز لهذا الدور بمشاركته في أعمال كثيرة أدى فيها شخصيات من الغرب الأميركي منذ صغره، مرتدياً أزياء رعاة البقر طوال حياته.

يخبر: { شارك والدي لويد بريدجز في كثير من أفلام الغرب الأميركي خلال نشأتي، مثل High Noon. كنت أفرح كثيراً حين كان يعود من عمله إلى المنزل بزي رعاة البقر، حتى إنني كنت أعتمر قبعته، أرتدي سترته، وأنتعل حذاءه وأروح أتجوّل في الأرجاء. وهكذا نما حبي لأفلام الغرب الأميركي. لذلك، كلما تسنّت لي فرصة المشاركة في فيلم كبير من هذا النوع، لا أتردد، فهذه أعمال رائعة}.

خلال تصويره فيلمه الأخير، وطّد بريدجز، على حد تعبيره، علاقته بمستشار شؤون جوالي تكساس في هذا العمل. ذكر: {أطلتُ البقاء معه في موقع التصوير لأتشرب قليلاً من شخصيته كجوال. هذا ما يقوم به الممثل: يتشرب إلى حد ما تلك الشخصيات حين تكون قريبة منه، كما لو أنها عطر أو نكهة. عليك استغلال الفترة التي تمضيها معهم لتتمكّن من إتقان شخصياتهم}.

تتأرجح شخصية بريدجز في هذا العمل بين الدعابة المزعجة والمواجهات المسلحة الخطيرة. لكن موازنة هذين النقيضين ليست بالأمر الصعب. أوضح بريدجز: {بدا لي ذلك الأمر سهلاً. لا يختلف هذا الدور عن الواقع، الذي تكثر فيه التقلبات. وتشمل مهمات الممثل عكس هذا الواقع. لذلك لمستُ مدى واقعية هذا النص عندما قرأته. ولاحظتُ أن كاتب السيناريو كان يعرف عما يتحدث لأن عمله يروي تجربة واقعية}.

تعلّم الكاتب تايلور شيريدن، الذي ألّف السنة الماضية فيلم Sicario عن الجريمة، الكثير من عمه، وهو مارشال أميركي في تكساس، وفق بريدجز.

تابع موضحاً: «لا يبدو الحد الفاصل بين الصواب والخطأ واضحاً. يسرق هذان الرجلان المصارف، وهذا خطأ بالتأكيد. في المقابل، تقرض المصارف المال إلى أناس تدرك جيداً أنهم لن يتمكنوا من سدادها، وهدفها من ذلك كله الاستيلاء على أراضيهم التي تحتوي على النفط. شدتني هذه الفكرة أيضاً». فلا يقتصر حافز المجرمَين على المال، بل «يشمل أيضاً حبهما لعائلتيهما وسعيهما إلى ضمان أمنهما ومستقبلهما».

لكن بريدجز يعتبر أبرز وجه في تصويره هذا العمل توطيده علاقته بجيل بيرمينغهام، الذي يؤدي دور زميله الماكر. أخبر بريدجز: «نلعب كلانا الغيتار، فصرنا نعزف معاً وأقمنا أمسية ساهرة. يشكّل العزف وسيلة لتوطيد العلاقات والتقريب بين الناس. طلب منا المخرج (ديفيد مكانزي) التجول بالسيارة طوال ثلاث ساعات وصوّر ذلك. وبما أننا في عصر الابتكارات الرقمية، لم نضطر إلى التوقف، فشكّل ذلك أطول مشهد مرتجل أديته. استمر إلى ما لانهاية. تشاهد مقتطفاً قصيراً منه. ولكن قد يدرجونه كاملاً في قرص الـDVD}.

أهم إنجازاته
يعتبر كثيرون من محبي بريدجز أداءه المميز في دور جيف «الرجل المتأنق» ليباوسكي أهم إنجازاته. ولكن هل يأمل بريدجز أن يتفوق دوره في فيلمه الأخير هذا أو في Starman، The Fisher King، Fearless، Crazy Heart، أو True Grit على ما قدّمه في فيلم الأخوَين كوين الكلاسيكي ذاك؟ أو على عمله ككاتب، موسيقي، مغنٍّ، رسام، نحات، أو مصوّر؟

يجيب: {أحبّ هذه الأدوار كافة. لكنني أؤكد لك أنني فخور بليباوسكي بقدر فخري بمشاركتي في هذا العمل. يتقن هذان الأخوان إعداد الأفلام. ولا أعتقد أنني أرغب في أن أشتهر بشخصية مختلفة. فخور بارتباط اسمي بهذه الشخصية}.

إذاً، ما زالت شخصية {الرجل المتأنق}الأفضل.

التجوّل بالسيارة طوال 3 ساعات أطول مشهد مرتجل أديته
back to top