وفاء عامر: لا أخشى تقديم أي دور

نجوم الدراما... أي شخصيات يخشون تجسيدها؟

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:00
بين الشخصيات الشريرة والخيرة، والجميلة والقبيحة، والأم والشابة، والأب والحبيب، والغني والفقير، والمتعلّم والجاهل، تتعدّد طبيعة أدوار نجوم الدراما. وبينما يحرص كثير منهم على تجسيد الشخصيات كافة، يرفض بعضهم أدواراً معينة لأسباب تختلف بين ممثل وآخر أو تتشابه أحياناً، أبرزها التكرار والعري.
ويبقى همّ الممثلين إرضاء المشاهد وتجسيد الشخصية بطريقة مقنعة.

مراعاة التقاليد

أميرة محمد

قالت أميرة محمد «أبتعد كثيراً عن تجسيد أي دور أو عمل فني يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا الخليجية». وأضافت محمد «كفنانة بحرينية، أجد صعوبة في تجسيد الأدوار التي تتعدى الخطوط الحمراء التي تربينا عليها، خصوصاً أن الجمهور من الصعب أن يتقبلها. ليس معنى ذلك أنني أخشى أداءها، فالفنان الحقيقي يملك القدرة على تجسيد الشخصيات كافة، ولكن هو حرص مني على مشاعر الجمهور ومراعاة لعادات مجتمعنا».

وتابعت: «يحتاج الفنان إلى أدوار غير نمطية كي يخرج مواهبه كافة، أما الأدوار العادية فأي ممثل قادر على أدائها بسهولة». وتتأسف قائلة: «خلال السنوات الأخيرة، صارت النصوص والأدوارالجديدة قليلة، وأصابت ظاهرة التكرار كثيراً من الأعمال الفنية. ومثل هذا الأمر يُسأل عنه الكتّاب بالدرجة الأولى، فيجب أن يجددوا في أفكارهم وأطروحاتهم كي نتطوّر بالدراما الخليجية}.

حسين المهدي

يؤكد حسين مهدي أنه يخشى تجسيد الأدوار النسائية، «رغم أننا لو تحدثنا عن الفن والإبداع لا أجد فيها ما يمنع تقديمها. ولكن للأسف، نظرة المجتمع إلى الممثل الذي يجسد هذه الشخصيات تكون سلبية. بل قد ينظرون إليه نظرة غير أخلاقية ويطعنون في كرامته».

ويشير مهدي إلى أن هذه النظرة غير صائبة، موضحاً أنه في السابق، أبدع فنانون كثر في تجسيد هذه الأدوار، أبرزهم الفنان الكبير الراحل عبد العزيز النمش في شخصية «أم عليوي»، ومن الجيل الحالي الفنانان عبد الناصر درويش وحسن البلام. كذلك الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس والنجم عادل إمام على مستوى الوطن العربي.

ويختم: «ليس الخوف من نظرة الناس فحسب هو ما يبعد الفنان عن تجسيد هذه الأدوار، إنما ثمة دافع قوي أيضاً وهو الحفاظ على سمعة وكرامة الأهل».

دانة المساعيد

«الفنان الحقيقي والموهوب لا يخاف من تجسيد أي عمل  فني»، كما توضح دانة المساعيد، «بل على العكس يجد في كل عمل أو دور جديد متعة وتحدياً له. ولكن أحياناً أرفض بعض الأدوار الفنية من منطلق آخر، إذ تتعارض مع أخلاقيات مجتمعنا، أو لأن الشخصية لا تناسب عمري أو هويتي الفنية. وتتابع: «لا بد من أن أشعر بالارتياح خلال تجسيدها وإلا فأنني أرفضها. على سبيل المثال، أرى أن الأدوار الكوميدية غير مناسبة لي، فيما أجد نفسي في الدراما التراجيدية، وفي أدوار «الأكشن» كما في أحدث مسلسل لي «بعد النهاية».

وتختم قائلة: «لا يخيفني أي دور مهما كان. بل على العكس، أفضل في كل مرة أوقع فيها على عقد عمل جديد أن أقدم شخصية غير مكررة في مشواري، لأنني أحب خوض تجارب فنية أكتسب من خلالها وأتعلم أموراً جديدة تضيف إلي وتكسبني المزيد من الخبرة والنضج الفني».

فهد البناي

قال فهد البناي إن «أي دور يتخطى الخطوط الحمراء في مجتمعنا لا شك في أنه يخيف الفنان، خصوصاً إذا كانت الشخصية تخدش الحياء العام»، وتابع البناي: «الخوف هنا يكون على المصلحة العامة للمجتمع، وليس خوفاً من الدور في حد ذاته. على العكس، يسعى الفنانون الشباب إلى تجسيد الشخصيات الصعبة كافة لوضع بصمة بارزة لهم في الفن الخليجي. ثمة أدوار قد تخيفني، ولكن يبقى شعوري تجاهها داخلياً فلا أظهره أمام أحد، خصوصاً ما يتعلق بأعمال الحركة والمطاردات. ولكنني كفنان، أعشق مهنتي لذا تجدني أتحدى نفسي وأقوم بالأمور الصعبة والخطيرة».

فعلاً، يؤدي البناي في مسلسل» الوداع» دور شاب يقود دراجة نارية، رغم أنه ليس بارعاً في قيادتها، كما يقول، لكنه أصرّ على تعلمها واتصل به القيمون على العمل للبدء بتصوير المشاهد، «فذهبت وتعرّضت لحادث وأخبرتهم أن من حبي للدور قبلته رغم خطورته».

ويكشف الممثل خوفه الحقيقي بقوله: «ثمة دور أخشاه فعلاً، ورفضته في عملي التلفزيوني بعنوان «عيشها صح»، وهو دور جثة تُغسل قبل الدفن. أنه مشهد صعب جداً ويمثل رعباً بالنسبة إلي».

النص هو الأهم

ورد الخال

تقول الممثلة اللبنانية ورد الخال إنها تتروى جداً في اختيار شخصياتها الفنية، وإنها في كل مرة تنجح في تجسيد شخصية معينة تجد نفسها أمام تحدٍ جديد لتقديم المختلف للناس في المستقبل. وتتابع: {لا أرفض شخصيات بالمطلق}، هي التي عالجت مواضيع مختلفة خلال مسيرتها الدرامية عبر أدوار عدة، فكانت بائعة الهوى والأم والشخصية الخيّرة والشريرة وغيرها...

انطلاقاً من هنا، تشدد على أن تركيزها ينصبّ حول كتابة الشخصية وطريقة تقديمها للمتلقي وضرورة أن تكون بعيدة عن الابتذال مهما بلغت درجة جرأتها وقالت: {ثمة شعرة صغيرة بين الجرأة والوقاحة، وكوني أحب تقديم شخصيات مختلفة أقرأ جيداً النص وأحرص على تجسيد الشخصية كما يجب من دون مبالغة ولا فلسفة. من هنا، ليس لدي رفض مطلق لتجسيد أي شخصية كانت في حال كانت تمتلك العناصر الفنية الجيدة والمتكاملة}.

باميلا الكك

ترفض باميلا الكك حصرها في خانة تقديم الأدوار الجريئة، وتعتبر أن الجرأة لا تعني الوقاحة، بل هي معالجة موضوع حياتي ووضع الإصبع على الجرح، لذلك تحرص على تقديم شخصيات مختلفة من الواقع، شرط أن تكون ذات رسالة هادفة إنسانياً أو اجتماعياً.

فخورة الكك بمسيرتها الفنية، وهي قدمت من خلالها أدواراً متنوعة تركت بصمة في كثيرين، واستطاعت أن تكون رقماً صعباً في عالم الدراما العربية عموماً واللبنانية خصوصاً. وشددت على أنها لا تستسهل أي دور يعرض عليها بل على العكس، يرافقها القلق والخوف في كل مرة تقرر خوض تجربة درامية جديدة: {ينبع ذلك من مسؤولية أشعر فيها تجاه نفسي وتجاه الجمهور. أرفض القيام بأي خطوة ناقصة، لذلك حين يعرض علي تجسيد شخصية معينة، ومهما بلغت نسبة جرأتها أقبلها وأغوص بطريقة كتابتها وصياغتها وتقديمها للناس. وعندها أقرر إما أن أخوض التجربة أو أرفضها}.

جويل داغر

{أرفض حصر نفسي بشخصية أو وجه واحد}، توضح جويل داغر، {فالتنويع ضروري والشخصيات المركبة هي التي أبحث عنها}.

تجد داغر نفسها أقرب إلى شخصيات تحمل بعداً إنسانياً، خصوصاً أن شكلها لا يوحي بالشر، حسبما توضح. وهي تحب خوض غمار الأدوار كافة كي تثبت إمكاناتها وقدراتها الفنية: {لا أرفض أدواراً بالمطلق، فكل شخصية تحمل رسالة أو قضية اجتماعية معينة أجد نفسي قريبة منها ومتحمسة لتجسيدها، شرط ألا تقدم بطريقة مبتذلة ووقحة، وللكاتب الدور الأهم والأبرز في تقديم الدور، مهما كان نافراً أو قويّاً، إلى الجمهور بشكل محبب}.

وعن تنويعها على صعيد الكتّاب، تشير إلى أن هذا الأمر مهم جداً، فلكل كاتب روحية خاصة تجعله مختلفاً عن سواه، فضلاً عن أن كلاً منهم يرى الممثل بطريقة مختلفة وبشخصيات متعددة، وينطبق ذلك على مجال الإخراج حيث لكل مخرج نظرة معينة ينطلق منها في إدارة الممثل.

الإغراء والتكرار

لا تعتبر لقاء الخميسي رفض تجسيد شخصية أو دور نوعاً من الخوف، ما دام الممثل واثقاً في قدراته وأدواته. غير أنها تؤكد أن لدى البعض توازنات تجب مراعاتها، وتتعلق بظروف شخصية واجتماعية، لا علاقة لها بالخوف من الدور.

وتوضح أنها تضع خوفها على أسرتها واستقرارها العائلي في مقدمة أولوياتها، ما يدفعها إلى رفض أدوار مهمة جداً. وتشير إلى أنها حرصاً على مشاعر زوجها رفضت مثلاً بطولة فيلم «احكي يا شهرزاد» من تأليف وحيد حامد، وإخراج يسري نصر الله.

وتؤكد الخميسي أنها تستبعد معايير الخوف والمقارنة مع شخصيات أخرى عند اختيارها أدوارها، بل تقارنها مع أعمال سابقة قدمتها، لتعرف ما إذا كانت تضيف إلى مشوارها الفني أو تخصم منه.

بدوره يقول حسن الرداد إنه يخشى تقديم دور سبق لغيره من زملائه تجسيده وتحقيق نجاح فيه، خصوصاً أن الفنان، برأيه، يجب أن يكون واعياً لعدم تكرار نفسه، حتى ولو حقق النجاح في الشخصية ذاتها.

ويضيف أنه يضع محظوراً رئيساً لنفسه بعدم تقديم الدور عينه مرتين حتى وإن حقق فيه نجاحاً غير مسبوق، ويتابع: «أما في ما يتعلق بالأدوار المثيرة للجدل، فأعتقد أن لدى الجمهور الوعي الكافي للتفرقة بين الشخصية الحقيقية للفنان وبين ما يقدمه على الشاشة، ولا يربط بين الطرفين، وهو ما يجب أن يُغلق باب الخوف من تقديم أي عمل فني».

في السياق نفسه، تؤكد ياسمين صبري أنها لا تزال تعتبر نفسها في مرحلة البدايات الفنية، لذلك تتمنى تقديم الأدوار كافة، غير أنها تؤكد رفضها تقديم أدوار الإغراء، أو الظهور بملابس البحر، أو تبادل القبلات في أعمالها الفنية، وتقول: «تُصنّف تلك الأدوار اليوم في إطار الابتذال، بغض النظر عن مدى صحة ذلك»، مدللة بحالة الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي قدمت الإغراء من دون أن تخسر جمهورها أو يهاجمها أحد، لأن سياق عصرها كان يتقبل تلك النوعية من الأدوار».

تنويع

فرعي

إيمان العاصي ترفض أيضاً أدوار الإغراء وتخشاها، وترجع الأمر إلى عدم قبول شخصيتها هذا الشكل من التمثيل الذي يتضمن الجرأة الصادمة، لا سيما أنها أم. وتشير إلى أنها تبحث عن كل ما يضيف إلى رصيدها الفني ومن دون تصنيف، موضحة أن الأدوار أو الأفكار والسيناريوهات متعددة ومتنوعة، ولا يجب حصر الفن في مساحة معينة، رغم أهميته وقدرة البعض على تقديمه بشكل جيد. وتؤكد أن ما يصلح لفنان ليس بالضرورة مناسباً لفنان آخر.

ترى نسرين أمين نفسها في شخصيات لم يجسدها غيرها، ما يضع عليها عبء رفض أدوار قدمها زملاؤها ونجحوا فيها، وتقول: «أملك الشجاعة للاعتراف بنجاح منافسين لي في المجال بدور معين، كذلك أستطيع تقييم البعض بأنه لم يكن على المستوى، ووفق التقييمات، يمكنني قبول دور بعينه أو رفضه»، وتلخص: «ما دام غيري قدّم دوراً بشكل جيد، سيكون مرفوضاً بالنسبة إلي تجسيد الشخصية نفسها خلال عمل آخر».

وتشير نسرين إلى أنها ترفض أيضاً تقديم الأدوار السطحية التي يسميها البعض في السوق المصري «السبوبة»، وتتمثل في الظهور ضمن عمل لا يمثل قيمة للفنان، مع وجود ضعف في الدور والسيناريو والحالة ككل، وتوضح أنها ابتعدت عن أعمال عدة كانت ستظهر خلالها كأداء واجب من دون إضافة إلى مشوارها الفني، وتحذر من أن تلك الأدوار سريعاً ما تقضي على الممثل الحقيقي الذي يجب أن يملك الشجاعة لرفضها.

أما وفاء عامر فتقول: «عموماً، لا أخشى تقديم أي دور مهما كان. لكن سنوات خبرتي الفنية وتقديمي أدواراً جريئة تتضمن الإغراء، دفعاني إلى الخروج من هذه النوعية من الأدوار، لضيقي من مسألة حصري كفنانة في تلك المساحة»، معتبرة أنها حسمت أمرها بالرفض التام لتلك النوعية من الأعمال، لأن لديها موهبة وقدرات فنية تمكنها من تجسيد شخصيات أخرى».

تضيف أن قرارها هذا كان صائباً، إذ أثبتت من خلال أدوار عدة قدراتها التمثيلية، واستعادت توازنها كفنانة شاملة ضمن نجوم متعددين، منبهة إلى ضرورة أن يدرك الفنان حجم قدراته في وقت مبكر، ويوازن بين أداء أدوار جريئة وأخرى عادية في آن، وألا يسمح لأحد بحصره في دائرة واحدة يمكن أن تخرجه من أية منافسة مستقبلية.

back to top