أسرار قُمرة القيادة... معلومات مشوقة!

يتربع كتاب «أسرار قمرة القيادة» لمؤلفه باتريك سميث على قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً ولأكثر من عام، وقد ترجم إلى ثماني لغات.

نشر في 26-08-2016
آخر تحديث 26-08-2016 | 00:07
لم يزعج باتريك سميث مؤلف كتاب «أسرار قمرة القيادة» قراءه بالمواصفات التقنية المضجرة عن الطائرات، فكتابه ليس عن الطيران، وليس لعشاق التكنولوجيا أو للاشخاص المولعين بأمور الطائرات، بل للمسافر العادي الذي يعتبر أن السفر الجوي رحلة مخيفة يشوبها الإرباك وغير مريحة .

من هذا المنطلق يسرد المؤلف المغالطات لأن {كل شيء تظن أنك تعرفه عن الطيران هو خطأ}، فيشرّح الحقائق ويخبرك كل شيء تريد معرفته.

معلومات أولية

السفر الجوي مسألة معقدة للملايين من الأشخاص ومغطاة في الوقت عينه بعباءة من السرية. وغني عن القول إن شركات الطيران  ليست الكيانات الأكثر صراحة إذ تحجب نفسها خلف جدار من المصطلحات المبهمة بينما تظهر للمسافرين بأن الأمور سهلة وتجري بكل بساطة. وهكذا فإن أذكى المسافرين الدائمين هم عرضة في الواقع لإساءة فهم معظم ما يجري من حولهم.

في عرضه الواضح والبسيط يتطرق المؤلف إلى هموم المسافر الأساسية ويشرح له كل ما يتعلق بعملية السفر الجوي وأهمية محطاتها، ومن بينها: 

• كيف تطير الطائرات مع نظرة مفصلة عن القبطان، رجلاً أو امرأة، الذي يقودها.

• مناقشة صريحة حول المطبات الهوائية التي تثير خوف الركاب أحياناً، وعن تدريب الطيارين ووسائل السلامة.

• القصة الحقيقية حول الازدحام والتأخير، والضعف الوظيفي للمطارات العصرية. 

• الخرافات والأساطير المتداولة بشأن هواء مقصورة الركاب والقيادة الآلية للطائرات. 

• الإرهاب تحت المجهر، ونظرة انتقادية للأمن في المطارات.

• أسعار تذاكر السفر، ومشاكل توزيع المقاعد، والصعوبات التي تعانيها أقسام خدمة العملاء.

• ألوان وثقافات شركات الطيران التي نحب أن نكرهها.

• تشويق السفر إلى بلدان أخرى للمتعة والثقافة.

وقد اخترنا من هذه الأسئلة والأجوبة المتعلقة بالطيران ما هو مفيد وشيق للقارئ:

السائل والمجيب

عمد المؤلف إلى تبسيط شرحه من خلال طرحه الأسئلة وإجابته عنها بأسلوب رشيق وممتع، مما جعل الكاتب ستيفن دبز يقول: «أتمنى لو كان بإمكاني توضيب باتريك سميث في حقيبة أمتعتي».

لماذا ومتى يرمي الطيارون الوقود في الجو؟

يرمي الطيارون الوقود في الجو لتخفيف الوزن. ولنفترض الآن أن شيئاً حصل بعد إقلاع الطائرة ويجب أن تعود إلى المطار. فإذا كانت المشكلة عاجلة فلن يكون ثمة وقت كاف تقريباً لكي تصبح الطائرة ضمن حدود الهبوط بالنسبة إلى وزنها، وبدلاً من قذف الركاب أو الحمولة من الطائرة، يكون أسهل حل هو رمي الوقود من خلال أنابيب السمكرة في الأجنحة. وتتم عملية رمي الوقود على ارتفاع كاف يسمح للكيروسين بالتحول إلى رذاذ والتبدد قبل فترة طويلة من وصوله إلى الأرض.

لماذا يحط بعض الطيارين بنعومة أكثر من غيرهم؟

لا يهبط الطيار بين الحين والآخر بهدوء مثلما كان ينوي أن يفعل. وبرغم أن الركاب يهتمون كثيراً لنعومة ملامسة الأرض، إلا أن هذه المسألة لا يمكن اعتبارها مقياساً دقيقاً للمهارات. فالحكم على الرحلة بناءً على هبوطها يشبه الحكم على فقرة باكملها بناءً على كلمات أو علامة تنقيط واحدة مربكة.

إنه جزء صغير، حتى لو كان لا ينسى من وقت لآخر من صورة أكبر بكثير. والهبوط الصارم أو {الملتوي} هو ما يسعى إليه الطيّار في أغلب الأحيان. فالأولوية على المدارج القصيرة هو إنزال الطائرات على الأرض بأمان ضمن منطقة ملامسة الأرض ، وليس اعتماد الرقة في العملية. والأسلوب الصحيح عندما تكون هناك رياح جانبية في محاذاة الطائرة بشكل منحرف قليلاً، مع ملامسة مجموعة من الاطارات الأرض قبل غيرها.

لماذا نوافذ المقصورة صغيرة جداً ولا توفر رؤية أفضل؟

يجب أن تكون نوافذ المقصورة صغيرة ومستديرة لكي تتحمل قوى تكييف الضغط وتشتتها بشكل أفضل. كما أن هذا الحجم والشكل يساعدان في استيعاب ليّ وانحناء هيكل الطائرة اللذين ينتجان عن القوى  الانسيابية وتغيرات الحرارة. 

أما نوافذ قمرة القيادة فهي أكبر بكثير ومربعة الشكل، لكنها مصنوعة أيضاً من زجاج متعدد الطبقات أسمك من زجاج أمين الصندوق في المصرف ومدعمة بأطر ذات قوة عالية، ومرنة بشكل لا يصدق عند اختلاف الضغط، وتساقط البرد، وارتطام العصافير بها. لذا فإن كلفة تبديل لوح واحد من زجاج قمرة القيادة يمكن أن تصل إلى آلاف الدولارات.

ما هي احتمالات نجاح شخص ليس طياراً بجعل طائرة ركاب نفاثة تهبط بأمان؟

فقط راكب شجاع إن كان طياراً خاصاً يستطيع إنقاذ مثل هذا الموقف. سيهرع إلى الجلوس على مقعد القبطان، ويحاول الحط بالطائرة بمساعدة هادئة من شخص غير منظور عبر اللاسلكي، لكن فرصة نجاح شخص لا يمتلك أي معرفة أو تدريب في هذا السيناريو هي صفر.

مع ازدحام السماء بالطائرات كم درجة خطورة حصول اصطدام في الجو؟

ثمة تدابير وقائية لتقليل منسوب هذا الخطر. فالطائرات راهناً تتضمن نظام تجنب التصادم الجوي (TCAS)، وهي وحدة موصولة بالمرسل / المجيب في قمرة القيادة وتعطي الطيارين تمثيلاً رسومياً على الشاشة لكل طائرة قريبة منهم. فإذا تم اجتياز عتبة الارتفاع والمساحة المسموحة يصدر هذا النظام أوامر سمعية وبصرية تدريجياً.  وإذا واصلت الطائرتان التحليق نحو بعضهما البعض، ستتعاون وحدتهما معاً فتصدران تعليمات سمعية إلزامية بصوت عالٍ} {ارتفع!} لإحداهما وتعليمات {انخفض!} للأخرى.

 

العصر الذهبي

تعلم باتريك سميث الا يستخف أبداً بالازدراء الذي يكنه الأشخاص لشركات الطيران ودرجة كرههم للسفر في الجو، لكنه يعتقد أن معظم هذا الازدراء ظالم، فباستطاعة المسافر في هذه الأيام أن يحمل حقيبة على ظهره ويرتدي صندلاً ويجتاز المحيطات لقاء حفنة من الدولارات بشكل آمن كلياً تقريباً، ومع نسبة 85% من وصوله في الموعد المحدد. فهل طريقة السفر هذه سيئة حقاً ؟ 

إن عصر الطيران راهناً هو عصر ذهبي يستطيع الراكب فيه شراء بطاقات سفر بأقل مما كانت تكلفه منذ خمسين سنة!

back to top