تركيا تبدأ عملية «درع الفرات» لتطهير حدودها مع سورية

• دمشق تدين «الخرق السافر»
• «الائتلاف»: «الحر» يتولى العمليات
• «الوحدات» و«الاتحاد»: إعلان حرب
• قوة خاصة مهدت توغل 1500 مقاتل معارض
• جاويش أوغلو للكرد: العودة إلى شرق نهر الفرات

نشر في 25-08-2016
آخر تحديث 25-08-2016 | 00:05
غداة تسليم الرئيس السوري بشار الأسد معظم مقراته الإدارية والأمنية في الحسكة لألد أعدائها داخلياً وخارجياً ممثلة في وحدات حماية الشعب الكردي و(الأسايش)، أطلقت تركيا عملية واسعة في سورية هدفها المعلن دعم فصائل الجيش الحر وتطهير حدودها من «داعش»، والخفي قطع الطريق أمام طموحات الأكراد في ضم تركة التنظيم المتطرف إلى مشروع الفدرالية المعلن من جانبهم في مارس الماضي.
مع وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد رئيس وزرائه بن علي يلديريم لإجراء محادثات تتناول بصورة خاصة الملف السوري، أطلق الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية المعتدلة بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عملية واسعة النطاق فجر أمس، في سورية أطلق عليها اسم "درع الفرات" وشاركت فيها طائرات حربية وقوات خاصة لطرد تنظيم "داعش" من مدينة جرابلس الحدودية.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء التركي في بيان رسمي، أن "القوات المسلحة التركية والقوات الجوية التابعة للتحالف الدولي بدأت عملية عسكرية تهدف إلى تطهير منطقة جرابلس بمحافظة حلب من تنظيم داعش الإرهابي".

وقبل إطلاق المرحلة الأولى من "درع الفرات"، توغلت مجموعة صغيرة من القوات الخاصة التركية بضعة كيلومترات داخل سورية لتأمين المنطقة.

وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد تظهر دبابات متوجهة إلى الحدود، مشيراً إلى أن طائرات "إف-16" تركية وطائرات تابعة للتحالف الدولي ألقت قنابل على أهداف للتنظيم في جرابلس، آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة "داعش" في المنطقة الحدودية مع تركيا.

وفي أول هجوم من نوعه منذ أن أسقطت القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية في نوفمبر الماضي فوق الحدود التركية السورية، أكدت وكالة أنباء "الأناضول" أنه من أصل 12 هدفاً قصفتها الطائرات تم تدمير 11، فيما دمرت المدفعية دمرت سبعين آخرين.

هدف وتوغل

وأوضحت "الأناضول" أن العملية هدفها "تعزيز أمن الحدود وحماية وحدة أراضي سورية". وتحرص تركيا على منع تقدم قوات سورية الديمقراطية (قسد) الكردية المدعومة أميركياً برياً جوياً من منبج الى جرابلس وإنهاء تمركز الأكراد بشكل أكبر على حدودها وترفض بشدة تشكيل وحدة جغرافية ذات حكم ذاتي على طول حدودها.

وتوغل مقاتلو فصائل المعارضة، الذين ناهز عددهم 1500 عنصر، مسافة ثلاثة كيلومترات داخل الأراضي السورية بإسناد جوي ومدفعي في اتجاه مواقع يسيطر عليها تنظيم "داعش" في بلدة جرابلس الحدودية وتمكنوا خلال الساعات الأولى من دخول قرية كيكليجا على بعد 5 كلم إلى الغرب من جرابلس دون مقاومة وبعدها الحجلية الواقعة على مسافة كيلومترين فقط من المدينة، في حين قتل 46 من مقاتلي "داعش" في عملية السيطرة على قريتين أخريين.

وحدة سورية

وأوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، أن عملية "درع الفرات" تهدف إلى "إنهاء" المشاكل على الحدود التركية وتستهدف جهاديي "داعش" والمقاتلين الأكراد.

وقال إردوغان، في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة: "منذ الساعة الرابعة فجراً، أطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) الإرهابيتين"، مشيراً إلى أن "تركيا مصممة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنها ستتولى الأمر بنفسها إذا اقتضى الأمر لحماية وحدة أراضي سورية وأنها لا تريد سوى مساعدة شعب سورية وليست لها نوايا أخرى".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم إن المقاتلين الأكراد السوريين يجب أن يعودوا إلى شرقي نهر الفرات وإلا فإن تركيا "ستفعل ما هو ضروري"، مشدداً على أن أنقرة لن تسمح بدخول أحد من الخارج واستقراره في بلدة جرابلس السورية.

واعتبر جاويش أوغلو تطهير جرابلس نقطة تحول في المعركة مع التنظيم المتشدد وستعجل باستئصاله من منطقة حلب.

وكتب على حسابه الرسمي على "تويتر": "لا نريد مكافحة البعوض. هدفنا هو إزالة المستنقع والقضاء على التهديدات ضد تركيا".

دعم ائتلاف

وعلى الفور، أكد ائتلاف المعارضة السورية دعمه للعملية في بيان جاء فيه، إنه "يؤكد دعمه للجيش السوري الحر الذي بدأ، بمشاركة عدد من الفصائل المقاتلة في حلب، هجوماً على مدينة جرابلس لتحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، ولإبعاد خطر الإرهاب وتنظيمات حليفة للنظام عن تلك المنطقة".

ورحب الائتلاف بالدعم، الذي تقدمه تركيا والتحالف الدولي للعملية، معتبراً أن "الوجود العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، وأن مقاتلي الجيش الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية".

دعم أميركي

ولاحقاً، صرح مسؤول أميركي رفيع المستوى أن الولايات المتحدة تدعم العملية التركية في جرابلس بغطاء جوي ومستشارين. وقال المسؤول، الذي رافق بايدن إلى أنقرة، إنه تم إبلاغ القوات الكردية في شمال سورية بأنه ليس بإمكانهم التقدم في جرابلس، مضيفاً أن واشنطن تريد تجنب حدوث اشتباكات مباشرة بين تركيا وأكراد سورية.

موسكو ودمشق

وفي حين باركت وزارة الخارجية الروسية العملية بتأكيدها على أن "مكافحة الإرهاب على الحدود السورية التركية أمر مهم جداً"، مشددةً على "ضرورة أن تنسق أنقرة مع دمشق"، ندد نظام الأسد بعبور الدبابات التركية إلى أراضيه، معتبراً ذلك "خرقاً سافراً".

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر وزارة الخارجية السورية قوله: "سورية تدين عبور دبابات ومدرعات تركية عند الحدود السورية التركية الى مدينة جرابلس تحت غطاء جوي من طيران التحالف الأميركي الذي تقوده واشنطن، وتعتبره خرقاً سافراً لسيادتها".

وأضاف المصدر: "محاربة الإرهاب على الأراضي السورية من أي طرف كان يجب أن تتم من خلال التنسيق مع الحكومة السورية والجيش العربي السوري، الذي يخوض هذه المعارك منذ أكثر من خمس سنوات"، مبيناً أن "محاربة الإرهاب ليست في طرد داعش وإحلال تنظيمات إرهابية مكانها مدعومة مباشرة من تركيا".

إعلان حرب

وأدان الأكراد العملية التركية، ووصفوا الأمر بأنه "إعلان حرب". وقال القيادي في حزب "الاتحاد الديمقراطي" آلدار خليل، إن "التوغل التركي في جرابلس انتهاك للسيادة السورية وإعلان حرب على الإدارة الذاتية الكردية والنظام الفدرالي"، الذي أعلنه الحزب في مارس الماضي.

بدوره، اعتبر المتحدث باسم وحدات الحماية ريدور خليل، أن التدخل العسكري التركي "اعتداء سافر على الشؤون الداخلية السورية"، وهو ناجم عن اتفاق بين تركيا وإيران والحكومة السورية، مشدداً على أن المطالب التركية بانسحاب الوحدات شرقي الفرات لا يمكن تلبيتها إلا من قبل تحالف قوات سورية الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة والذي تمثل الجماعة الكردية جزءاً رئيسياً منه.

المستنقع السوري

وحذر الرئيس المشترك لحزب "الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم "أنقرة من أنها ستفقد الكثير في المستنقع السوري، ستصبح تائهة مثل داعش"، متوقعاً "أن يتكبد الجيش التركي خسائر كبيرة في هذه الحرب".

واتهم مسلم تركيا بـ"أنها كانت تشارك في الحرب بالوكالة في سورية طوال السنوات الخمس، وحاربت بأيدي مرتزقة داعش وجبهة النصرة والسطان مراد وفصائل مسلحة أخرى".

back to top