«الموظف» سهو يحمّل «الوزير» مسؤولية العبث بإدارة «الكرة»!

يشيد بدعم منظمة «فاسدة» ويطلب الاجتماع مع «الهيئة» لإيجاد حل للإيقاف

نشر في 25-08-2016
آخر تحديث 25-08-2016 | 00:05
No Image Caption
تراجع اتحاد الكرة عن كلامه العنتري، وتحدث بعقلانية حينما طالب بالاجتماع مع الشيخ سلمان الحمود ومسؤولي الهيئة، لإيجاد حل لرفع تعليق النشاط، في المقابل حمّل سكرتير الاتحاد سهو السهو الحمود مسؤولية العبث بمجلس إدارة الاتحاد المنتخب.

في خطوة غريبة وغير متوقعة، وتعد ترجيحا لصوت العقل، تراجع اتحاد الكرة عن مواقفه السلبية، وطالب بعقد اجتماع مع وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، ومع مدير الهيئة العامة للرياضة الشيخ أحمد المنصور، لمناقشة المتطلبات والالتزامات المترتبة على رفع تعليق النشاط، يأتي ذلك في الوقت الذي كان رئيس الاتحاد الشيخ طلال الفهد يصف خلال مؤتمراته الصحافية وتصريحاته المسؤولين بغير العقلاء.

وتأتي هذه الخطوة المتأخرة لتتزامن مع التوجه الى اتخاذ قرار بحل مجلسي إدارة اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحاد الكويتي لكرة القدم، وفي الوقت الذي باتت تصريحات المنتفعين من الرياضة الموجودين في اللجنة الأولمبية الكويتية والاتحادات الرياضية في الفترة الأخيرة صورة طبق الأصل، إلى درجة يمكن وصفها بأنها معممة مصدرها شخص واحد يحرك هؤلاء كأنهم دمى أو عرائس متحركة، ويملي عليهم ماذا يقولون ومتى، وربما التصريح "المعمم" لا يراه الشخص المنسوب إليه التصريح إلا من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي!

آخر هذه التصريحات المعممة التي صدرت على لسان سكرتير عام اتحاد الكرة سهو السهو، الموجود حاليا في لندن، في رحلة متابعة علاج نجله، شفاه الله، وبدلا من أن يهتم السهو ورئيسه الشيخ طلال الفهد بأمور الاتحاد الذي مات إكلينيكا منذ فترة ليست قصيرة، انبرى للإدلاء بتصريحات لا طائل من ورائها، وهي أشبه بـ"العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر"!

خدش الديمقراطية!

على أي حال، تصريح السهو جاء ليعلن من خلاله على الموقع الإلكتروني لاتحاد الكرة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم حذر من مغبة خدش الديمقراطية في مجتمع اللعبة بالكويت، مؤكدا "أي الفيفا" انه لن يعترف إلا بالشيخ د. طلال الفهد وزملائه أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المنتخب عام 2014.

الغريب في الأمر أن سيلا من الكتب أرسلتها لنا اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الدولي للسباحة، تضمنت تحذير الحكومة من المزيد من العقوبات في هذا الوقت الذي ستقبل خلاله على اتخاذ قرارها بحل اللجنة الأولمبية والاتحاد، استنادا الى القانون 34 لعام 2016، في هذه المدة الزمنية القصيرة، رغم أن القانون ذاته المعدل للقانون 42 لعام 1978 وافق عليه مجلس الأمة في 13 يونيو الفائت، بينما تم نشره في "الجريدة الرسمية" 18 يونيو، أي منذ أكثر من شهر، فلماذا تذكرت الهيئات الرياضية حاليا انتقاد القانون ورفضه؟!

التدخل الحكومي

وقال سهو السهو: "لم يخرج خطاب فيفا المرسل اليوم عن المضامين الرئيسية لخطاباته السابقة، ولم يخرج عن الإطار العام المعمول به مع دول أخرى في مثل حالات التدخل الحكومي، وأكد اعترافه بنا كجهة مسؤولة عن كرة القدم في الكويت".

ويأتي حديث السهو ليدلل على أن تصريحات المنتفعين من الرياضة أشبه بالأخبار المعممة، فها هو يواصل العزف المنفرد على التدخل الحكومي، واعتراف الفيفا بالاتحاد كجهة مسؤولة عن كرة القدم، مثلما اعترفت "الأولمبية" الدولية بنظيرتها الكويتية كجهة مسؤولة عن الرياضة، إلى جانب اعتراف الاتحاد الدولي للسباحة بالاتحاد المحلي كجهة مسؤولة عن السباحة... "سبحان الله" على هذا الكم من الاعترافات!

تحميل الحمود مسؤولية العبث!

وأضاف السهو: "جاء دعم فيفا لنا استناداً الى الأنظمة الأساسية والاحكام القضائية في محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، والتي حصنت مجالس الادارة وأعضاء الجمعية العمومية".

واردف: "نحن نحمل وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب والمسؤولين في الهيئة العامة للرياضة مسؤولية العبث بمجلس إدارة منتخب وبطريقة ديمقراطية ووفق القوانين المحلية".

ولفت الى ان كرة القدم الكويتية عانت كثيرا في السنوات التسع الاخيرة، وتعرضت لتجارب قاسية بسبب تشريعات الرياضة المخالفة لقوانين الاتحاد الدولي ونظامه الأساسي.

الغريب في الأمر أن سهو، الموظف في الاتحاد، يحمل الشيخ سلمان الحمود ومسؤولي الهيئة، التي يتقاضى منها راتبه الشهري، من خلال الدعم المالي الذي تقدمه للاتحاد، مسؤولية العبث بمجلس إدارة الاتحاد المنتخب، في الوقت الذي طلب الاتحاد الاجتماع مع الحمود ومسؤولي الهيئة لإيجاد حل لرفع تعليق النشاط، بينما يشيد السهو بدعم "الفيفا" وهو منظمة ينخر فيها الفساد على أشده!

وبالطبع عرج السهو على أحكام المحكمة الرياضية الدولية "كاس" على غرار الأولمبية واتحاد السباحة، موجها الانتقادات إلى القوانين الوطنية كعادة المنتفعين، دون التطرق الى معلومات جديدة، فالكلام أصاب الجميع بالملل.

أطراف لا تحب الخير للكرة

وقال: "وكأننا لم نستفد من كل تلك التجارب، لقد عزلنا دوليا في 2007 و2008 و2015، من الواضح ان هناك أطرافا لا تود خيرا بالكرة الكويتية".

وزاد: "لقد نالوا من الأزرق وتسببوا في خروجه من تصفيات كأس العالم، وهو في طريقه للإقصاء من بطولات أخرى مثل كأس الخليج وكأس آسيا، ونسي من يدفع إلى العزلة الدولية والتأزيم ان هذا هو منتخب الكويت الوطني ممثل الدولة، كما أن هذا التأزيم ألحق أضرارا باهظة بالمدرب والحكم والإداري".

واللافت في كلام السهو هنا، لا فض فوه، "ولا أسكت الله له حسا"، تطرقه إلى الحديث عن أطراف لا تود الخير للكرة الكويتية دون أن يحددها أو يسميها، ونسي "الموظف" سهو السهو أن مجلس الإدارة الحالي تسبب في إلحاق خسائر تاريخية بالأزرق وجميع المنتخبات الرياضية، فالأزرق على يده خرج من كأس آسيا التي استضافتها أستراليا عام 2015 من الدور الأول بثلاث خسائر، كما أن الفريق ودع كأس آسيا 2011 بقطر من الدور الأول بثلاث خسائر أيضا، إضافة إلى الخروج من البطولة العربية التي استضافتها السعودية بـ"فضحية"، إلى جانب الخروج من الدور الأول لـ"خليجي 22" بهزيمة مذلة أمام المنتخب العماني قوامها خمسة أهداف دون رد، أما تصفيات كأس العالم 2018 فقد لقي الفريق الهزيمة على أرضه أمام كوريا، ثم التعادل مع لبنان، وفرصته في التأهل كأفضل ثوان في المجموعات العشر كانت صعبة جدا، فعلى أي خروج يتحدث هذا "الموظف"!

منهج واحد وشخصنة الأزمة

وقال السهو: "المنظمات الرياضية الدولية ذات منهج واحد عندما يتعلق الأمر باستقلالية الحركة الرياضية، لذلك لم يكن مستغرباً موقف فيفا اليوم المتناغم مع موقف اللجنة الاولمبية الدولية مطلع هذا الأسبوع، ومع موقف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في كتابه اليوم"، مناشدا في ختام تصريحه تدخل العقلاء لمصلحة اللعبة، والتخلي عن شخصنة القضايا والتوقف عند هذا الحد، وفتح حوار مشترك بين الاتحاد والوزارة والهيئة.

وأخيرا وليس آخرا، تحدث الموظف السهو عن شخصنة الأزمة على غرار كلام اللجنة الأولمبية واتحاد السباحة (تصريح معمم)، مطالبا بفتح حوار مشترك بين الوزارة (يقصد وزارة الشباب والهيئة العامة للرياضة) مع الاتحاد (نفس الكلام)، ولا نعلم لماذا يتحدث المنتفعون والمطبلون عن شخصنة الأمور دون الحديث عن شخص معين، على عكس الهيئة العامة للرياضة التي تتكلم عن شخصنة الأزمة من قبل المنتفعين مع ذكر الأشخاص وفقا لمواقفهم التي ذكرتها كتب الأولمبية الدولية و"كاس" وغيرها!

كتاب «فيفا» استكمال لسيل كتب اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للسباحة

هزائم تاريخية غير مسبوقة للأزرق في عهد اتحاد الكرة الحالي
back to top