«صالون الخريف» في متحف سرسق في دورته الـ 33 مساحة حوار وتفاعل بين الفنانين الشباب والجمهور

نشر في 25-08-2016
آخر تحديث 25-08-2016 | 00:04
من أعمال شفيق عبود
من أعمال شفيق عبود
بين 17 نوفمبر و13 فبراير 2017 ينظّم متحف سرسق في بيروت «صالون الخريف» في دورته الـ 33، وهو تقليد درج المتحف على تنظيمه منذ 1961، بهدف توفير مساحة للفنانين الشباب لعرض نتاجهم أمام جمهور واسع والتفاعل معه.
يعتبر «صالون الخريف» بانوراما للفن التشكيلي في لبنان، ويستقبل التيارات الفنية المختلفة والمدارس. ومع تطوّر التكنولوجيا ودخولها الفن التشكيلي، ضمّ الصالون في السنوات الأخيرة أعمالاً منفذة بواسطة الكومبيوتر والفيديو وتجهيزاً...

رواد الحركة التشكيلية

في دورته الأولى عام 1961، احتضن «صالون الخريف» في متحف سرسق أعمالاً لفنانين شباب، أضحوا في ما بعد من أبرز رواد الحركة التشكيلية، ليس على الساحة المحلية فحسب بل العالميّة أيضاً، وأعمالهم معروضة في متاحف عالمية وضمن مجموعات خاصة...

من بين هؤلاء عارف الريّس (1926 - 2005) الذي اكتنه سر اللون وأنسن الحجر، فجالت أعماله في المشرق والمغرب وارتفعت النصب التي نفذها في الساحات اللبنانية والخارجية، من بينها المملكة العربية السعودية. حاز جوائز عدة من بينها جائزة معرض نيويورك الدولي عن منحوتته «الفينيقي».

كذلك من الرسامين الذين أطلوا من صالون الخريف إلى العالمية، شفيق عبود (1926-2004)، الذي عرف كيف يقيم معادلة بين تعلقه بطبيعة لبنان واستلهام معظم أفكار لوحاته منها وبين التيارات الغربية التي اطلع عليها خلال إقامته في باريس واعتماده التجريدية وسيلة تعبير.

ومن الفنانين أيضاً سلوى روضة شقير التي احتفل متحف سرسق في يونيو بمئوية ولادتها، وتعتبر من أبرز رواد التجريدية في العالم العربي سواء في الرسم أو النحت، وتتوزع أعمالها في معارض ومتاحف في لبنان وفي الخارج.

تبرز خصوصية سلوى روضة شقير بمنحوتاتها المركبة من قطع عدة تتفكك، وإضفاء أجواء من الصوفية على فنها، وحرصها على أن تتفاعل أعمالها سواء اللوحات أو المنحوتات مع محيطها فلا تبدو غريبة عنه...

جوائز

هذا العام يعاود متحف سرسق هذا التقليد بعد إعادة افتتاحه في أكتوبر 2015، بعد ثماني سنوات من الإغلاق بسبب أعمال الترميم، ومن المتوقع أن يكون “صالون الخريف” تظاهرة تشكيلية ضخمة في قلب بيروت، تبرز تطوّر الفنون التشكيلية ومدى مجاراتها الفنون العالمية، فضلاً عن خصوصيتها في حفاظها على هويتها وكيانها وعدم ذوبانها في التيارات العالمية.

خلال السنوات الثماني التي أغلق فيها المتحف، نُظمت دورتان لصالون الخريف في مركز بيروت للمعارض وكانت الثانية في 2012. أما في دورته الجديدة فقد عدلت إدارة متحف سرسق الموعد بحيث يُجرى كل سنتين وليس كل سنة، كما كان متعارفاً عليه.

يشترط أن تكون الأعمال مستوحاة من لبنان، وتختار لجنة محايدة من الاختصاصيين الأعمال الفائزة بجائزة {صالون الخريف}، وفق معايير ثلاثة: أهمية العمل مقارنة مع العالم اليوم، والابتكار والجودة بالطبع.

المجال مفتوح للمشاركة في “صالون الخريف” أمام الفنانين سواء المقيمين فيه أو الذين يعملون على أرضه، مبتدئين أو محترفين، شباباً أو أكبر سناً، المهم أن تكون لديهم مسيرة فنية مميزة.

تتألف لجنة التحكيم من شخصيات من عالم الفن والثقافة، سوف تعلن أسماء أعضائها بعد إعلان النتيجة، وتمنح ثلاث جوائز: جائزة المتحف، جائزة المواهب الشابة تقدمها هند سنو، وجائزة الجمهور.

مساحة تفاعلية

صالون الخريف مساحة مهمة تفسح في المجال أمام الفنانين الشباب بعرض أعمالهم أمام شريحة واسعة ومتنوعة من الناس، وتمنحهم فرصة لتعريف الجمهور إليها... وقد حاز فنانون كثر جائزة “صالون الخريف” التي تشكل عنصراً مهماً ضمن سيرتهم الفنية... بالفعل في كل دورة يتمّ اكتشاف فنانين شباب يساهمون في تجديد الحركة التشكيلية اللبنانية وينطلقون من “صالون الخريف” إلى آفاق رحبة ويسيرون على خطى الكبار الذين أدهشوا العالم بأعمالهم، سواء في الشرق أو في الغرب.

يذكر أن متحف نقولا سرسق يعنى بالفن الحديث والمعاصر، مهمته جمع الأعمال الفنية والحفاظ عليها والمشاركة في تظاهرات فنية عالمية، بهدف تعريف الفن اللبناني وتطوره، فضلاً عن إفساحه المجال أمام عرض تيارات فنية مختلفة ومدارس ومناقشتها، من خلال تنظيم ورش عمل ومعارض فردية وجماعية وغيرهما... كلها تلبي ذوق الجمهور إلى الاطلاع والمعرفة.

back to top