تركيا تكثف قصفها لتنظيم داعش والأكراد في سورية

نشر في 23-08-2016 | 14:05
آخر تحديث 23-08-2016 | 14:05
المجلس العسكري الأعلى يجتمع للمرة الثالثة خلال شهر
المجلس العسكري الأعلى يجتمع للمرة الثالثة خلال شهر
قصفت المدفعية التركية الثلاثاء مواقع لتنظيم داعش في سورية رداً على سقوط قذائف هاون على أراضيها بينما يستعد مئات من المعارضين السوريين المسلحين المدعومين من أنقرة في الجانب التركي لشن هجوم على الجهاديين في جرابلس.

وهذه البلدة السورية هي آخر معبر يُسيطر عليه تنظيم داعش على الحدود السورية التركية.

وسقطت قذيفتا هاون في مدينة كركميش التركية (جنوب شرق) قرب الحدود السورية قبالة مدينة جرابلس السورية التي يسيطر عليها المتطرفون كما أفادت شبكة «سي ان ان-ترك».

وسقطت حوالي 60 قذيفة قرابة الساعة 3,30 ت غ على أربعة مواقع لتنظيم داعش في جرابلس بحسب الشبكة التلفزيونية.

ويأتي هذا القصف فيما يحتشد المئات من عناصر الفصائل المقاتلة المدعومة من أنقرة على الجانب التركي من الحدود تحضيراً لهجوم لطرد تنظيم داعش في مدينة جرابلس السورية، آخر المعابر الواقعة تحت سيطرة الجهاديين في المنطقة الحدودية مع تركيا، وفق مصادر معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال مسؤول تركي أن هذه العملية ناجمة عن رغبة تركيا في منع القوات الكردية من أن تتمكن من السيطرة على البلدة «وفتح ممر للمسلحين المعتدلين».

وصرّح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «القصف التركي على شمال سورية هدفه منع تقدم القوات المدعومة من الأكراد (قوات سورية الديموقراطية) باتجاه جرابلس»، لافتاً إلى أن القصف تركز إلى جانب جرابلس «على المنطقة الفاصلة بين منبج وجرابلس».

وقوات سورية الديموقراطية هي تحالف لفصائل من العرب والأكراد يُقاتل تنظيم داعش.

وكانت المدفعية التركية قصفت مساء الأثنين مواقع لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي وتنظيم داعش في جرابلس ومحيطها.

وتعتبر تركيا تنظيم داعش والوحدات الكردية على أنها منظمات إرهابية وتحاربها وهي بذلك على خلاف مع حليفها الأميركي حول الأكراد، حلفاء واشنطن في الحملة ضد الجهاديين في سورية.

صفحة جديدة

مساء الأثنين، دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، وتركيا وايران والسعودية إلى العمل معاً من أجل فتح «صفحة جديدة» بشأن الأزمة في سورية دون إضاعة الوقت، بينما أكد وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو ضرورة «تطهير» الحدود السورية التركية (900 كلم) من المتطرفين.

وكان اعتداء وقع السبت في مدينة غازي عنتاب التركية (جنوب شرق) بالقرب من الحدوج أسفر عن سقوط 54 قتيلاً بينهم عدد كبير من الأطفال خلال حفل زفاف كردي.

وصرّح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الأثنين أنه ليست هناك «أي معلومات» عن الجهة التي تقف وراء التفجير، وذلك بعدما رجح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن يكون تنظيم داعش يقف وراءه.

وقال «لا نعرف من هم منفذي الاعتداء»، مشيراً إلى أن «المعلومات بشأن منفذي الاعتداء وامس منظمتهم ليست دقيقة مع الأسف»، بينما قال اردوغان أن شاباً يبلغ من العمر بين 12 و14 عاماً نفذ الهجوم الذي يقف وراءه «على الأرجح» تنظيم داعش.

ورأى الكاتب الصحافي عبد القادر سيلفي في صحيفة حرييت الواسعة الانتشار أن الهجوم دبره تنظيم داعش كتحذير من الهجوم المقبل على جرابلس.

فاعلية

من جهة أخرى، تستقبل أنقرة الثلاثاء وفي إطار حملة مكافحة تنظيم داعش، رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.

وكان يلديريم صرّح في نهاية الأسبوع الماضي أن بلاده ستلعب دوراً أكثر فاعلية في النزاع في الأشهر الستة المقبلة لمنع تقسيم سورية بين مختلف المجموعات.

وهذه القضية مثل تسليم الداعية فتح الله غولن الذي يقيم في الولايات المتحدة والمتهم بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية التي جرت منتصف يوليو في تركيا سيشكلان محور زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إلى أنقرة.

وسيزور بايدن البرلمان التركي الذي قصفته مقاتلات خلال المحاولة الانقلابية ويتحدث إلى الصحافيين مع يلديريم قبل أن يلتقي الرئيس اردوغان.

وأثار الانقلاب الفاشل توتراً بين أنقرة وواشنطن التي لا تبدو على عجلة من أمرها في تسليم غولن العدو اللدود لرجل تركيا القوي، ويقوم وفد أميركي بزيارة إلى أنقرة للتحقيق في شبكة غولن.

وتقوم تركيا بحملة تطهير غير مسبوقة منذ الانقلاب، تستهدف أنصار غولن.

وفي حدث غير مسبوق، يعقد المجلس العسكري الأعلى الثلاثاء اجتماعه الثالث خلال شهر للبحث في عملية إعادة هيكلة الجيش الذي سرّح أو سجن حوالي نصف جنرالاته.

back to top