«داعش» يقلص نفقاته بـ «الذئاب المنفردة»

«الإفتاء»: مُشكلات نفسية واجتماعية سبب ظهور عناصر التنظيم

نشر في 20-08-2016
آخر تحديث 20-08-2016 | 00:01
No Image Caption
حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المُتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من خطورة ما يُسمى مجازاً في أوساط الباحثين المُهتمين بأنشطة الجماعات الإرهابية بـ"الذئاب المنفردة".

ولفت المرصد، في تقرير نشره أمس الأول بعنوان "الذئاب المنفردة تضرب شرقاً وغرباً"، إلى أن تنظيم "داعش" يعتمد بشكل رئيس على استراتيجية "الذئاب المنفردة" كوسيلة سهلة لضرب عمق الدول دون أن يوجد التنظيم نفسه على الأرض، في إشارة إلى سعيه نحو ترشيد نفقاته.

المرصد حرص على إضفاء تعريف "الذئاب المُنفردة"، حيث أكد أنهم مجموعة تنفذ عمليات قتل بشكل انفرادي دون وجود بنية تنظيمية توجههم أو تخطط لهم، مشيرا إلى أن تلك المجموعات تتحرك بتأثير من دعاية تنظيم ما، لكنهم ليسوا مكلفين بهذه المُهمة من قبل قيادته بأية طريقة، وغالباً ما يكون هؤلاء أشخاصاً عاديين لا يثيرون ريبة في حركاتهم وسلوكهم. وأوضح أن مُنفذي العملية يعتمدون على إمكانات ذاتية وأدوات بسيطة غالباً تكون سيارة أو سكينا أو سلاحا شخصيا، مرجعا الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى تبني استراتيجية "الذئاب المُنفردة" إلى أن "غالبية هؤلاء الذئاب أفراد يتعرضون لضغوط حياتية كبيرة تسبب لهم مشكلات نفسية واجتماعية تصل إلى حد الاكتئاب، إلى جانب ضعف ثقافتهم الدينية والشرعية، مما يجعلهم وسيلة سهلة للتأثر بتلك التنظيمات".

وأكد أن الشباب المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة هدف دائم لدعاية التنظيمات التكفيرية لضرب الدول الغربية، مطالبا دول الاتحاد الأوروبي بتبني سياسات وبرامج تهدف بالأساس إلى تقوية الروابط الاجتماعية للشباب المسلمين.

وسلط المرصد الضوء على العمليات الإرهابية التي تبناها "داعش" أخيراً، واعتمد فيها استراتيجية "الذئاب المنفردة"، موضحا أن "في ألمانيا قام مهاجر من أصل أفغاني بالهجوم على مسافرين على متن قطار في مقاطعة بافاريا الجنوبية باستخدام سكين وفأس، أصاب فيه 4 أشخاص بجروح بالغة، كذلك في فرنسا التي شهدت عملية إرهابية راح ضحيتها 84 شخصاً، في مدينة نيس، بعد قيام أحد الإرهابيين بدهسهم بحافلة أثناء الاحتفال بالعيد الوطني".

الباحث في الحركات الأصولية، ياسر سعد، قال لـ"الجريدة"، إن "داعش" لديه قدرة عالية على التأثير على الشباب، خاصة الذين يعانون مشاعر الإحباط، لأن التنظيم قادر على الوصول إلى شرائح كبيرة عبر شبكة الإنترنت، مؤكداً أن معظم العمليات التي وقعت في أوروبا وبعض دول آسيا تعتمد بالأساس على "ذئاب منفردة".

وأوضح سعد أن حركة "حسم" التي تبنت المحاولة الفاشلة لاغتيال المفتي السابق لمصر علي جمعة، وحركتي "ولع - مولوتوف" من أشكال جماعات "الذئاب المُنفردة" في مصر، لكنها تقع تحت تأثير "الخطاب الإخواني المُسلح".

back to top