بعد مسيرة درامية طويلة... هل حقّق الممثلون طموحاتهم؟

نشر في 20-08-2016
آخر تحديث 20-08-2016 | 00:00
منذ دخولهم عالم الدراما، يحمل النجوم طموحات وأحلاماً كثيرة، ويثابرون في سبيل تحقيقها خلال مسيرتهم. إلا أن الرياح تجري أحياناً بما لا تشتهي السفن، فيعجز البعض عن تحويل الحلم إلى واقع، بينما يبقى الإصرار على الاستمرار السلاح الوحيد لأجل إثبات الذات والحفاظ على مكانة مرموقة في قلوب الناس.
في سؤال طرحته «الجريدة» في هذا الشأن، تبيّن أن الحرب منعت نجوماً كباراً كثراً من لبنان من تحقيق أحلامهم، وأن الحلم بالبطولة المطلقة ما زال يدغدغ مخيلة بعض الممثلين في العالم العربي، وما انفكت الغيرة الفنية الإيجابية تعزّز حماستهم لتقديم أفضل الشخصيات وتجسيد أدوار مركبة ترضي الجمهور.

البطولة... والأدوار المركّبة

طيف

لا تشعر الممثلة طيف بأنها حققت كل ما كانت تصبو إليه، كما تصرّح لـ«الجريدة»، والسبب في رأيها أن المنتجين والمخرجين يحصرونها في أدوار محددة، خصوصاً الأم، وتكون الشخصية عادية، «فيما تذهب الأدوار المؤثرة للأسف إلى الفنانات الشابات». تتابع: «لست ضد منحهنّ مزيداً من الأدوار، ولكن لا بد من الاهتمام أكثر بشخصيتي الأم والأب من حيث تأثيرهما الدرامي، فلا يكون محور الأحداث حول بطولة الممثلين الجدد فحسب، وهو أمر يشعرنا بظلم كجيل فني كبير أعطى الكثير لفنه ولجمهوره».

تشعر طيف بالإحباط بسبب عدم التقدير من المنتجين والمخرجين واختيارهم لها ولغيرها من زملائها في أدوار تقليدية. أما أكثر الأمور المحزنة في هذا الشأن، فتقول: «أصبحت اختيارات المنتجين والمخرجين للفنانين الشباب تعتمد للأسف على حجم الجماهيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهل صارت الأخيرة المقياس الذي تقدّر على أساسه موهبة الفنانين؟ علماً أن أي فنان يستطيع شراء المتتبعين وإيصالهم إلى رقم المليون».

وتؤكد طيف قلقها وشعورها بالإحباط بسبب هذا الأمر، لكنها في الوقت نفسه تعوّل على أن يكتشف المنتجون والمخرجون أنهم كانوا على خطأ كبير».

مشاري البلام

«لا أزال أبحث عن تحقيق المزيد من أهدافي وطموحاتي في التمثيل، وهو نهج الفنان الحقيقي الذي يشعر دائماً بأنه لم يقدم شيئاً بعد، ليظلّ بحاجة إلى التفكير والعمل والإبداع»، يذكر الممثل مشاري البلام، ويتابع: «أي فنان يشعر بأنه حقق أهدافه يصل إلى خط النهاية. وأنا على مدار مشواري قدمت أدواراً كثيرة متنوعة ومتجددة تركت فيها بصمة على مستوى الشخصيات المركبة الصعبة، ولكن رغم ذلك ما زلت بحاجة إلى تقديم المزيد لإطلاق موهبتي كلها وإمكاناتي الفنية».

يشير البلام إلى أن الأمر الملح عليه راهناً رغبته في الاتجاه إلى تقديم أدوار كوميدية، خصوصاً تلك النابعة من مواقف درامية تعتمد على نص مكتوب بحرفية عالية، وبعيداً عن الكوميديا اللفظية التي تستند إلى السخرية من الآخرين بلا رسالة فنية واضحة.

لدى البلام، كما يوضح، عروض ونصوص درامية عدة يقرأها لاختيار أفضلها والبدء في تصويرها خلال الفترة المقبلة، و«أنا مصرّ على النصوص الجديدة والمختلفة عما قدمته لأنني لا أحب تكرار تجاربي».

شهاب حاجيه

«ثمة طموحات وأهداف فنية كثيرة لم أحققها بعد رغم سنواتي الطويلة في مجال الفن»، يرى الفنان شهاب حاجيه، ويتابع: «نعم، قدمت على مدار مشواري معظم الأدوار التي يسعى إليها كل ممثل سواء كوميدية أو تراجيدية، كذلك كنت الأب والابن والزوج. لكن ثمة حلم أو هدف ما زلت أسعى إليه، وهو تجسيد البطولة المطلقة مسرحياً أو تلفزيونياً، وأشعر بأن الوقت حان لتحقيق هذه الرغبة، مع الحفاظ على المستوى الفني الذي وصلت إليه».

من هذا المنطلق، يرفض حاجيه راهناً، حسب قوله، أدواراً عدة تُعرض عليه بسبب تكرارها وتشابهها مع شخصيات جسدها سابقاً.

الأمر المفرح بالنسبة إلى حاجيه ويحقق حلمه الذي يصبو إليه منذ دخوله مجال الفن هو استعداده «لبطولة فيلم سينمائي جديد»، يكشف عن تفاصيله خلال الفترة المقبلة، كما يقول.

ويضيف: «تتملّكنا كفنانين أحلام وطموحات كثيرة، خصوصاً في بداياتنا، ومع الوقت نكتشف أننا لم نحقق منها شيئاً».

عبدالله الطراروة

«ثمة أحلام وطموحات كثيرة أشعر بأنني لم أحققها حتى الآن، فليس كل ما يتمناه الممثل يدركه»، يذكر عبدالله الطراروة، متابعاً: «الفنانون، خصوصاً الشباب، في حالة سباق دائم مع الحلم والطموح، وثمة أدوار كثيرة نحلم بتجسيدها، ولكن للأسف نجد أن الكتّاب والمخرجين لا يلتفتون إليها مثل بعض الشخصيات التاريخية والأدبية والفنية المؤثرة في تاريخنا الكويتي، كالدكتور يوسف دوخي». ويوضح أنه يحلم بتجسيد هذه الشخصية في عمل فني، خصوصاً أنه يملك كثيراً من تفاصيلها الدقيقة كالطول ولون البشرة، كما يقول، والتي ستثري العمل الفني بلا شك، مع الاستعانة بالماكياج طبعاً.

كذلك يشير الطراروة إلى طموحه في تجسيد شخصية الشاعر فهد العسكر، «وهو رجل مبدع ومؤثر في الحياة الثقافية الكويتية وأرى أنه شخصية جديرة بتقديمها في فيلم سينمائي. ويتابع: «بالطبع، لم أكن أتوقع أن أجسد شخصية مهمة مثل الشاعر الشهيد الراحل فائق عبدالجليل عندما قدمت دوره وهو صغير السن في الفيلم السينمائي «حبيب الأرض»، ما أفرحني وأمتعني كثيراً لأنه يحقق بعضاً من طموحاتي. لكنني لا أزال أحلم بتجسيد المزيد من هذه الشخصيات العظيمة التي يجب أن نقدمها للجمهور».

الحرب والتراجع

جورج شلهوب

لم يحقق الممثل اللبناني جورج شلهوب، كما يقول، ما كان يحلم به في بداياته الفنية، خصوصاً أن الحرب التي مرّت على لبنان لسنوات طوال أثرت في مجال الدراما إلى حدّ كبير وأعادته سنوات إلى الوراء، فيما الدراما العربية تقدّمت وغدت أكثر مشاهدة وانتشاراً بين الناس.

ويشير إلى أنه عندما عاد من هوليوود، اعتقد أنه سيقدم سنوياً فيلماً أو مسلسلاً، ولكنّ «الحرب اللبنانية قضت على هذا الحلم».

شلهوب استعاد نشاطه الفني، كما يذكر، عام 1983، حين قدّم أول فيلم بعنوان «شبح الماضي». أما درامياً، فكان «موعدي مع أول مسلسل عام 1986 بعنوان «سجين بين الأصابع». كان الأول في مجاله حينها الذي يُصوّر خارج الإستوديو، وتألّف من ثماني حلقات، بينما اليوم يأتون بفيلم سينمائي ويحولونه إلى مسلسل من 30 حلقة، فتخيّل كم الحشو الذي يتضمّنه!».

يعود شلهوب ليؤكد أنه لم يحقق كل ما كان يصبو إليه، ويوضح: «لدي نصوص سينمائية وتلفزيونية مرمية الآن في الأدراج، لكن من يريد الإنتاج فليأتِ إليّ».

إلسي فرنيني

التوترات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي عاناها لبنان منذ اندلاع الحرب إلى يومنا هذا أثّرت سلباً في الدراما، في رأي الممثلة اللبنانية إلسي فرنيني، «من ثم لم يتمكّن من كان يملك شغفاً في هذه المهنة من تحقيق طموحاته وأحلامه». لكنها في الوقت عينه تشير إلى أن الممثل اللبناني سابقاً كان له وقعه وانتشاره: «في الماضي، كان الإنتاج الدرامي أقل وكان تلفزيون «لبنان» وحيداً في الساحة، لذا لاحظ الجمهور أبسط التفاصيل واشتهر الممثل بطريقة أسرع. ولكن مع وفرة المحطات المحلية والفضائية وكثرة الأعمال أصبح الممثل الجديد بحاجة إلى جهد أكبر لأن الجمهور يغربل الممثلين وفق الأداء والطاقة والمقومات، ليحقق النجومية من يثبت نفسه في أدوار مميزة ومقنعة، ويؤدي بمهنية عالية».

وتذكر أن الممثل يحافظ على حضوره ومستواه مع مرور الوقت عندما يُحسن اختيار أعماله، وعن تجاربها تقول: «أعمالي قليلة لأنني أرفض المشاركة في نصّ أراه ضعيفاً، كذلك أرفض الشخصية غير المقنعة برأيي، حتى إن كلفني ذلك الابتعاد لفترات عن الشاشة، فأنا لا أمثل بهدف الربح المادي أو التجاري».

رولا حمادة

«لم أحقق بعد ما أطمح إليه، فمسيرتي الفنية كانت مبتورة كوننا نحيا في بلد، لا يزال كل شيء مبتوراً فيه، حيث يعيش اللبنانيون مظاهر الفرح للتمويه عن نفسهم، فيما نحن في الحقيقة شعب حزين»، تقول الممثلة اللبنانية رولا حمادة مشيرةً إلى أن «الدراما اللبنانية تعيش تخبطاً ومحسوبيات في وقتنا الراهن، ولا ننسى أن الحرب منعت الجيل الماضي من تحقيق أحلامه».

وتؤكد حمادة أنها لم تستسلم يوماً، بل أصرّت على الاستمرار رغم صعوبة الاختيار بين الأدوار: «الدور الذي يرضي الممثل معنوياً يرضيه فنياً ومهنياً. إنما السؤال الذي يطرح نفسه: هل ثمة دور يرضي الممثل مادياً رغم أنه أقل مهنياً؟ أو هل ثمة دور يرضيه معنوياً وفنياً وهو أقل مادياً؟».

لا تكتفي حمادة بالسؤال، بل تجيب أيضاً قائلةً: «ثمة ممثلون يضطرون إلى أداء شخصيات غير مقنعة بهدف الربح المادي، فيما يشارك آخرون أحياناً في أعمال لا ترضيهم مادياً إنما فنياً ومعنوياً وتشكل إضافة إلى مسيرتهم».

لا سقف للأحلام الفنية

ترى الممثلة ياسمين صبري أن وجودها على الساحة الفنية لا ينحصر بفترة زمنية محددة، لذلك تتمنى تقديم الأدوار كافة، مشيرة إلى أن بعض الأعمال لفنانات أخريات يثير غيرتها الفنية، خصوصاً إذا كانت الشخصية مميزة، ولاقت استحسان الجمهور.

وتلفت ياسمين إلى أن حلمها يتمثّل في تقديم عمل عالمي، تكون فيه صاحبة الريادة كأول فنانة مصرية تصل إلى العالمية، مشيرة إلى أنها تضع هذا الهدف نصب عينيها ولن تتنازل عنه.

زميلتها ناهد السباعي تكشف أنها منذ بدايتها في عالم التمثيل تتمنى تقديم عمل لوالدها الراحل السيناريست والمخرج مدحت السباعي، لارتباطها بشخصيته المؤثرة رغم وفاته، موضحة أنها توشك على تحقيق ذلك في فيلم «اللعبة شمال»، الذي تنتجه والدتها ناهد فريد شوقي. وتذكر أن الفيلم من بطولة غادة عبدالرازق وأحمد الفيشاوي، وعدد من النجوم، وبدأت فعلياً في تصويره.

وتشير السباعي، إلى أنها تطمح في تقديم أدوار كوميدية إلى جانب ما تؤديه من أعمال أخرى.

يقول الممثل حسن الرداد إن أمنيات الفنان يجب أن تكون متوازنة بين طموحه الشخصي، ودوره في المجتمع لكونه يؤثر في وعي الناس، وإنه يجب أن يكون حريصاً على تقديم الجيد والمفيد في آن.

ويعرب الرداد عن رضاه عن مشاركاته الفنية، مع التأكيد على أن أعمالاً وأحلاماً عدة تداعب خياله، ويضيف: «أتمنى تجسيد شخصية لأحد ذوي الاحتياجات الخاصة، كونها تتميز بصعوبة تقديمها وتتضمن تفاصيل كثيرة».

كوميديا وتمرّد

انتصار تؤكد بدورها أنه على رغم تنوع الأدوار التي قد يقدمها الفنان، فإنه يجب أن يظل مشغولاً بكل شخصية لم يجسدها باعتبارها هدفاً يتمنى تحقيقه، معتبرة أنها كانت حريصة ومحظوظة في الوقت نفسه بتقديم أدوار تنوعت بين الكوميديا والتراجيدية سواء سينمائياً أو تلفزيونياً.

ولفتت انتصار إلى أن ترجيح البعض لوجود شبه يقربها من الفنانة ميمي شكيب، يدفعها إلى التفكير في تقديم شخصيتها، سواء في عمل عن سيرتها الذاتية، أو ضمن مسلسل تظهر في سياقه.

وتابعت انتصار، أنها تحرص على البحث عن المختلف قبل اختيار أي دور، كي تترك بصمة في كل شخصية.

وتعتبر أن سنوات العمل في الدراما تكسب الفنان الطموح، فيتغير نمط تفكيره ويبدأ البحث عن أدوار أكثر تعقيداً ومركبة، واضعاً نفسه في تحدٍ مع نفسه وسنوات خبرته وما اكتسبه من مهارات.

تعتبر الممثلة داليا البحيري أن تحقيقها حلم البطولة في مسلسل كوميدي، ونجاحها في ذلك يجعلها واثقة من تحقيق بقية أحلامها الفنية وراضية تماماً عما قدمته في مسيرتها الفنية، مشيرة في ذلك إلى نجاح «يوميات زوجة مفروسة أوي» خلال موسمين متتاليين.

وتعتبر أن طموحات الفنان تزداد ويرتفع سقفها بعد زيادة الأعمال التي يشارك فيها.

أخيراً، ترى نهال عنبر أن نجاح الفنان لن يستمر، إلا إذا كان لديه طموحات يسعى إلى تحقيقها متغلباً في سبيلها على الصعاب.

وتشير إلى أن تمرده على قالب معين من الأدوار حصره فيها عدد من المخرجين، هو أهم طموح يسعى إليه الفنان، بعد أن يصل إلى مرحلة معينة من الخبرة في حياته الفنية، ويرى بعدها أن عليه كسر هذا القالب كي لا يملّ منه الجمهور ويصبح حضوره أمراً نمطياً وروتينياً لا تجديد فيه.

back to top