المرضى أصبحوا لا يحبّذون جراحة «ليزك»!

نشر في 16-08-2016
آخر تحديث 16-08-2016 | 00:02
No Image Caption
كان نظر هيذر شيري جيداً نسبياً لكن سئمت هذه الأم التي تلازم منزلها في نيفادا من البحث عن نظاراتها حين تريد رؤية المسافات البعيدة أثناء التنزه أو الاستمتاع بمنظر الأحصنة البرية التي تتجوّل على جانب الطريق. ثم أعطتها جراحة «ليزك» لتصحيح النظر الأمل باسترجاع رؤية سليمة بالكامل. وحين قصدت مركزاً لجراحة العيون في شهر يناير، قيل لها إنها مرشّحة ممتازة للجراحة.
لكنها حصلت في المرحلة اللاحقة على استمارة الموافقة التي شملت تحذيرات من الآثار الجانبية المحتملة مثل ضعف النظر الليلي واشتداد حساسية العين.
تصفّحت هيذر شيري الإنترنت واكتشفت موقعاً عن مضاعفات جراحة «ليزك» وقرأت تعليقات تشتكي من ألم مزمن في العين واختلال النظر بدرجة حادة، فقالت حين ألغت جراحتها: «لا أشعر بالارتياح. لا أظن أنه خيار مناسب لي».

اليوم يتراجع احتمال أن يلجأ المرضى إلى جراحة «ليزك» مقارنةً بذروة رواجها بين عامَي 2000 و2007، حين انتشرت الإعلانات وإجراء أكثر من مليون جراحة سنوية لا تتطلب المبيت في المستشفى.

تراجع عدد جراحات تصحيح النظر بالليزر سنوياً (تشمل هذه الفئة جراحة «ليزك» وجراحة اقتطاع القرنية الضوئي الانكساري) بأكثر من %50، من مليون ونصف جراحة في عام 2007 إلى 604 آلاف في عام 2015، وفق موقع Market Scope الذي يشمل بيانات خاصة برعاية العين.

تفسيرات

تتفاوت التفسيرات بشأن تراجع عدد الجراحات بشدة ويلوم جراحو العيون الانكماش الاقتصادي ويذكرون أن بعض الممارسات الأخرى سجّلت زيادات في السنوات القليلة الماضية.

يقول الدكتور كيري سولومون، رئيس «الجمعية الأميركية لداء الساد والجراحة الانكسارية»: «لا يمكن أن أؤكد السبب الذي يفسّر تراجع جراحات «ليزك»، لكن يُطرَح بعض الأفكار والنظريات في هذا المجال. يتعلق السبب الأول بعدم تعافي الاقتصاد بالكامل. على صعيد آخر، نحن نتعامل مع جيل مختلف: إنه جيل الألفية الذي يتخذ قراراته بطريقة مختلفة وربما لديه أولويات مختلفة. قد لا يؤيد جيل الألفية تقنية «ليزك» بالمستوى الذي أيّده جيل الطفرة السكانية. أو ربما سيفعل لكن يجب أن نتواصل معه بطريقة مختلفة».

كذلك، تراجعت الحملات التسويقية مقارنةً بعامَي 2006 و2007 وانخفض عدد الأطباء الذين يجرون جراحة «ليزك».

يقول المدافعون عن المرضى الذين يرفضون هذه التقنية إن المرشّحين المحتملين يجدون صفحات إلكترونية مثل موقع «مضاعفات ليزك» ويقرأون قصصاً مؤلمة عن المرضى الذين يتحمّلون آثاراً جانبية مريعة.

ربما أعطت الأقاويل المتناقلة أثرها أيضاً بحسب قول باولا كوفير، مديرة مجموعة «مضاعفات ليزك» على «فيسبوك».

بلغ الاهتمام بتقنية «ليزك»، حيث يستعمل الجرّاح الليزر لإعادة تشكيل القرنية، ذروته في أواخر التسعينات.

يقول الدكتور دانيال دوري، أستاذ عيادي في طب العيون في المركز الطبي التابع لجامعة كانساس، إنه سعيد جداً لانحسار تلك الظاهرة: «في الماضي، أتذكّر أن الناس كانوا يخضعون لهذه الجراحة في مراكز التسوق وكان الآخرون يشاهدونهم. كانت شاحنة تتّجه إلى ما يشبه متجر البقالة حيث يتجوّل الناس في منطقة معينة ثم يخضعون لجراحة «ليزك» ويخرجون من منطقة أخرى وكأنهم في مناسبة ترفيهية».

قالت كوفر التي خضعت لجراحة «ليزك» منذ 15 سنة إنها بدأت تختبر آثاراً جانبية مزعجة خلال أيام.

في الليل، تحوّلت الأضواء العادية إلى خطوط ضوئية ضخمة وكانت الإشعاعات تنبثق نحو الخارج من مركز ساطع. استمرّت التشوهات البصرية بحسب قولها وكانت تمتصّ أجزاءً كبيرة من مجال رؤيتها وتجعل القيادة مستحيلة ليلاً.

تقول كوفر التي تعيش بالقرب من «تامبا»، فلوريدا: «يمكن أن أشاهد ثمانية أقمار في السماء ليلاً وتبدو كلها مشوّهة ومتداخلة».

كذلك تختبر ألماً يومياً في العين يشبه الحرقة التي نشعر بها عند دخول الصابون في عيوننا.

لا يشكك كثيرون بمضاعفات جراحة «ليزك» لكن لا يزال حجم المشكلة مثيراً للجدل، إذ يقول معارضو جراحة «ليزك» إن المضاعفات الخطيرة شائعة بينما يعتبر جراحو العيون أن النتيجة ترضي المرضى في %95 من الحالات على الأقل وتبقى المضاعفات الخطيرة نادرة.

خطوات لازمة

تتخذ «إدارة الغذاء والدواء» الخطوات اللازمة للتعامل مع مضاعفات الجراحة عبر «مشروع نوعية الحياة بعد جراحة «ليزك»»، لكن لم تُنشَر النتائج بعد في المجلات. عند طرح النتائج الأولية التي عرضها موقع «إدارة الغذاء والدواء»، تحدثت مديرة قسم طب العيون وأجهزة الأذن والأنف والحنجرة في «إدارة الغذاء والدواء»، مالفينا إيدلمان، عن أكثر من 400 مريض أجروا جراحة «ليزك» وملؤوا الاستمارات بعد الخضوع لها بثلاثة أشهر.

حتى %4 من المشاركين في الدراسة اختبروا أعراضاً بصرية مزعجة «كثيرة» أو «فائقة» بعد ثلاثة أشهر على الجراحة (من دون تصحيح بصرهم). وحتى %45 من المرضى الذين لم يواجهوا أي أعراض بصرية قبل جراحة «ليزك» اختبروا أعراضاً بصرية جديدة بعد ثلاثة أشهر على الجراحة.

في وقت سابق قال دوري، باحث عيادي شارك في دراسة «إدارة الغذاء والدواء»، خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لداء الساد والجراحة الانكسارية، إن مريضاً من أصل 551 شخصاً شاركوا في الدراسة واجه أعراضاً بصرية صعّبت عليه أداء نشاطاته الاعتيادية بعد ثلاثة أشهر. تساوي هذه النسبة %0.2.

يوضح دوري أيضاً أنّ 1.4 إلى %2.3 من المرضى عبّروا عن استيائهم من نتيجة جراحة «ليزك» بعد ثلاثة أشهر على إجرائها وأنّ %64 من المرضى الذين واجهوا أعراضاً بصرية قبل الجراحة لم يختبروا أي أعراض بصرية بعد مرور ثلاثة أشهر. ووفق حساباته، واجه %23 من المرضى الذين لم يختبروا أي أعراض بصرية قبل جراحة «ليزك» مشكلة بصرية على الأقل بعد ثلاثة أشهر على إجرائها.

حين سُئل دوري عن التناقض بين نسبته وأرقام «إدارة الغذاء والدواء»، أجاب أن أرقامه مستحدثة أكثر من أرقام إيدلمان. يقول المتحدث باسم «إدارة الغذاء والدواء» إن نسبة %45 التي توصلت إليها إيدلمان صحيحة لكنها تنطبق على جزء واحد من الدراسة.

back to top