بسبب آرائهم السياسية

العالمية تنقذ فناني الثورة المحاصرين

نشر في 14-08-2016
آخر تحديث 14-08-2016 | 00:04
«العالمية هي المنفذ»... عبارة تلخص حال نجوم أجبرتهم آراؤهم السياسية على البحث عن منافذ أخرى لتحقيق حضور بعدما حوصرت موهبتهم وجُمّدت لأجل غير مسمى، إذ اضطرتهم الظروف للسفر والإقامة بعيداً عن أرض الوطن.
في مقدمة هؤلاء النجوم بسمة زوجة السياسي الدكتور عمرو حمزاوي والكاتب والسيناريست بلال فضل الذي قدم أعمالاً فنية تبين العوار في أنظمة المجتمع المصري، كذلك عمرو واكد وخالد أبو النجا... هؤلاء وغيرهم شاركوا في الثورة وكانوا من المتمركزين في ميدان التحرير، إلا أن ما شهد مسلسل «أهل إسكندرية»، كتابة بلال فضل وبطولة بسمة مع عمرو واكد، من منع ومصادرة، حسم في ما يبدو الأمر فقرروا الهجرة بحثاً عن منافذ أخرى يقدمون من خلالها فنهم.

اتجهت بسمة إلى الولايات المتحدة الأميركية برفقة زوجها عمرو حمزاوي، بعدما اصطدمت آراؤها مع النظام الحالي، وشاركت في المسلسل الأميركي «الطاغية» الجزء الثالث (على فضائية «إف إكس» الأميركية) بالتعاون مع خالد أبو النجا ومجموعة من النجوم العالميين.

وكانت بسمة صرحت لوسائل إعلامية، أنها سافرت إلى الولايات المتحدة لتتابع دروساً في التمثيل لصقل موهبتها، لكنها حتماً ستعود إلى مصر في وقت ما.

إدانة وردّ

في تصريحات خاصة لـ «الجريدة» قال خالد أبو النجا إن خير ردّ على حملات التشويه الظالمة هو النجاح الذي حققه مسلسل «الطاغية».

كان أبو النجا تعرض لحملات تشويه بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو واتهم بإهانة المؤسسة العسكرية وبالخيانة العظمى، وقدم المحامي سمير صبري بلاغات ضده، في المقابل ركز خالد أبو النجا نشاطه على الأعمال الخارجية أكثر من المصرية، وأدى دور ضابط بالجيش السوري في الفيلم الإماراتي من {ألف إلى باء}، وشارك في الفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية»، كذلك يشارك في الجزء الثالث من المسلسل الأميركي «الطاغية»، وقد قوبل بحملة هجومية أيضاً واتهم بالمشاركة مع كاتب إسرائيلي، لكنه نفى ذلك وقال إن الكاتب أميركي.

وفي تصريحات صحافية سابقة أكد خالد أنه مستمر في إدانة كل ما هو ضد الإنسانية أو أي مواقف خارجة يرتكبها النظام، وعلى الفنان الصادق ألا يبتعد عن تلك المشكلات بل يتدخل ويحاول نصرة المظلوم .

عمرو واكد من الفنانين الذين يتصدرون القائمة التي لا يحبها أصحاب الأبواق الإعلامية المناهضة لأي فكرة ثورية، ونال هو الآخر حظه من التشويه والتخوين واتهامه بأنه فلسطيني وليس مصرياً، وثمة من طالب بسحب الجنسية منه.

بعد ثورة 25 يناير شارك واكد في أفلام عالمية من بينها: «لوسي» مع النجمة العالمية سكارلت جوهانسون، «صيد السلمون في اليمن» لماركو بولو ، ومن المقرر أن يشارك في Geostorm المقرر عرضه العام المقبل مع الفنانين جيرارد باتلر وكاثرين وينيك وإد هاريس وآبي كورنيش وجيم ستورجس.

الكاتب والسيناريست بلال فضل الذي اضطر إلى ترك مصر في الفترة الأخيرة والاستقرار في الولايات المتحدة الأميركية بعد آرائه السياسية المناهضة للنظام الحاكم، وبعد وقف عرض مسلسله الأخير {أهل إسكندرية}، الذي قيل إنه يناهض جهاز الشرطة وليس مناسباً للعرض في هذه الفترة، صرح بأنه بصدد كتابة عمل مسرحي عالمي، ويقدم برنامجه «الموهوبون في الأرض» على شاشة التلفزيون العربي، مؤكداً أنه لجأ إلى ذلك بعدما توقفت المشاريع التي كان يعمل فيها، وأن جهات الإنتاج ابتعدت عنه خوفاً من مصير «أهل إسكندرية» الممنوع من العرض حتى الآن.

يبدو أحمد مالك هو الآخر في طريقه إلى العالمية، وذلك بعد مشكلته الأخيرة مع مجندي الشرطة، وصرح بأنه تلقى عرضاً للمشاركة في فيلم عالمي جديد من دون الإفصاح عن تفاصيله ليلحق بالفنانين الآخرين في المهجر.

لوم وتخوّف

يلوم الناقد السينمائي طارق الشناوي الدولة في إقصاء هؤلاء الفنانين حتى لو كانت بقرارات غير مكتوبة، مشيراً إلى وجود شبه اتفاق لدى المنتجين المصريين بعدم التعامل معهم، ورافضاً محاسبة أي فنان على آرائه السياسية، على غرار محاسبة بسمة بسبب مواقف زوجها الدكتور عمرو حمزاوي، ولا بد من أن تتاح لهؤلاء فرص الحضور من خلال أعمال فنية مصرية.

بدورها توضح الناقدة السينمائية ماجدة خير الله أن «الحالة السياسية العامة في مصر تجعل المنتجين يتخوفون من مشاركة بعض الأسماء صاحبة آراء سياسية في أعمالهم، ولا يوجد فصل بين صاحب الرأي المناهض وعمله، بل يتم تقييمه ككتلة واحدة».

تضيف أن بعض هؤلاء الفنانين بدأ يتخذ طريقاً إلى الأعمال العربية والعالمية على غرار خالد أبو النجا حتى يتغير الظرف السياسي، تماماً كما حصل مع الفنانين الذين وضعوا في القائمة السوداء مع رحيل مبارك وعودتهم لاحتلال الساحة.

المنتج محمد حفظي الذي أنتج أعمالا عدة لخالد أبو النجا يشير إلى أنه لا يصنف الفنانين حسب الآراء السياسية، ولو بادر كل هؤلاء الفنانين إلى تقديم أعمال تلاقي استحسان الجمهور ستكون عودة جديدة لهم.

back to top