ما أهمية تحديد الحاسة الطاغية لدى طفلك؟

نشر في 11-08-2016
آخر تحديث 11-08-2016 | 00:00
No Image Caption
من خلال التعرّف على الحاسة الطاغية لدى الأولاد، ستتمكنين من فهمها بعمق وستحصلين على أدوات يمكن استعمالها للتواصل معهم وتحسين تفاعلاتك اليومية. ستدركين حينئذ ما يجعلهم يتفاعلون بطريقة إيجابية أو سلبية وتتعلّمين تفسير ما يريدونه بأسلوب يفهمونه.
من خلال التعرّف إلى تلك الحاسة واستعمالها، ستعملين على سدّ فجوة التواصل مع أولادك وإنشاء علاقة متناغمة وقوية معهم.
يتواصل الطفل الذي تطغى لديه حاسة النظر مع العالم عبر ما يشاهده. يتعلّم هذا الطفل عبر مشاهدة تصرفاتك وتقليدك ويميل إلى تعلّم القراءة بسهولة مقارنةً بأصحاب الحواس الطاغية الأخرى ويتفاعل جيداً مع البطاقات التعليمية. يسهل أن يلتهي بأي مواد بصرية مثل التلفزيون والحاسوب والحشود والأجواء الفوضوية، فضلاً عن أي تغيرات في مسار النشاطات المألوفة. يفهم هذا الطفل الرسالة التي يشاهدها، فيخاف إذا شاهد وجهاً غاضباً ويفرح إذا شاهد وجهاً سعيداً... كما أنه يحبّ النظام ويستمتع بترتيب ألعابه بحسب اللون أو الشكل أو الحجم أو أي معايير أخرى من اختياره مع أنّ المحيطين به قد لا يلاحظونها.

يبدو أن الطفل الذي تطغى لديه حاسة الذوق والشم يجمع المعلومات بطريقة غير واعية، وكأنه يُشغّل حدسه، لكن يرتكز جزء من ما يستوعبه على حواسه. يحمل كل شخص رائحة معينة وغالباً ما يتفاعل هذا الطفل بقوة مع روائح الناس، ما قد يؤدي إلى تلوين مشاعره تجاههم، مع أن تلك الروائح قد تكون سلسة جداً لدرجة أنّ الآخرين لا يلاحظونها. يقسم هذا الطفل فطرياً الناس بين أخيار وأشرار ولطفاء وكريهين، ويصعب أن يغيّر رأيه بشأنهم. قد يحب بعض الأشخاص ولا يحب البعض الآخر لكنه لا يحمل مشاعر معتدلة تجاه الناس عموماً.

يختبر الطفل الذي تطغى لديه حاسة اللمس العالم بطريقة ملموسة. يحتاج إلى شكل من التحفيز الجسدي لجمع الذكريات: قد يتأثر بحافز خارجي كلمسة أو عنصر من اختراعه مثل الزحف. إذا كان سعيداً قد لا يحتاج إلى اللمسات، لكن إذا كان حزيناً قد يحتاج إلى عناق، وإذا كان غاضباً أو متحمساً، قد يصدّ المحيطين به. يميل هذا الطفل إلى تعلّم المشي والزحف في مرحلة مبكرة مقارنةً بأصحاب الحواس الطاغية الأخرى وتتفوق مهاراته الحركية على نظرائه أيضاً. يحتاج هذا الطفل إلى مستوى مرتفع من التواصل الجسدي والدعم. تكون المعانقة واللمسات الجسدية ضرورية كي يشعر بالأمان. على صعيد آخر، يحب أن ينام بالقرب من والديه لأنه يكره الوحدة ويميل إلى التعلّم بهذه الطريقة.

بالنسبة إلى الطفل الذي تطغى لديه حاسة السمع، تكون الأصوات أول مؤشر يتكل عليه لتقلي المعلومات عن البيئة المحيطة به (أشخاص، أماكن، أغراض...). يلاحظ نبرة أصوات الناس ويحب بعض الأماكن ويكره غيرها بسبب مستوى الضجة فيها ويميل إلى اختبار الأصوات ويتجاوب مع الموسيقى. يعبّر هذا الطفل عن جميع مشاعره عبر الأصوات أو بالكلام في مراحل متقدمة من نموه: إذا غضب يصرخ، وإذا حزن يبكي بصوت مرتفع، وإذا فرح يقهقه بقوة. يكون تسلسل الأحداث مهماً بالنسبة إلى هذا الطفل الذي يبحث دوماً عن النظام والأنماط الواضحة. كما يحبّ أن يعرف مسار التطور التدريجي لأي نشاط ويريد أن يطّلع على الجدول اليومي. على صعيد آخر، يحب هذا الطفل الرياضيات ويستعمل التفكير المنطقي.

لا يقتصر تأثير الحاسة الطاغية لدى الطفل على روتينه اليومي في المرحلة الانتقالية من أشهر الطفولة الأولى إلى السنوات التي تسبق المدرسة، بل تؤثر أيضاً على طريقة تعبيره عن حاجاته والتحكّم بمشاعره. تؤثر الحاسة الطاغية أيضاً على مسار اكتشاف العالم وطريقة اللعب والتفاعل مع الآخرين. من خلال معرفة التوجه الحسي لدى طفلك ستتمكنين من فهم سلوكه وتوجيهه بفاعلية لتجاوز التحديات المتعددة في أولى سنوات حياته وستكسبين في الوقت نفسه ثقة متزايدة بالنفس فيما يستعد أولادك لمواجهة العالم.

back to top