دعيهم يخوضون معاركهم الخاصة!

نشر في 11-08-2016
آخر تحديث 11-08-2016 | 00:03
No Image Caption
قد يبدو الدفاع عن أولادنا ضد أي شكل من التنمر جزءاً طبيعياً من التربية، لكن يحذّر الخبراء من تحويل الأولاد إلى أهداف سهلة إذا خضنا معاركهم بدلاً منهم.
في البداية، قد يتجادل ابنك مع طفل مجنون آخر في ملعب المدرسة. فتتدخلين وتسحبين ابنك من الموقف!

أو ربما تُضايِق فتاة فظة ابنتك بسبب صندوق غدائها الجديد الذي يحمل صور الأميرات لأن الأميرات جزء من مخيّلة الأطفال بحسب رأيها. تدفعك حادثة التنمّر هذه للاتصال بالمعلمة.

أخيراً، قد يتعرّض ابنك للمضايقة لأنه يعرف جميع الأجوبة في صف العلوم. فتأخذين موعداً مع المدير لأن الأولاد الأذكياء يجب أن يتلقوا التهنئة بدل التعرّض للمضايقة.

يقول مايكل برادلي، طبيب نفسي متخصص بالمراهقين في فيلادلفيا ومؤلف كتابWhen Things Get Crazy With Your Teen (حين يصبح الوضع جنونياً مع ابنك المراهق): {إذا تدخّل الأهل دوماً، لن تنتهي هذه الدوامة: سيعلّمون أولادهم بهذه الطريقة أنهم سيحلّون مشاكلهم في الحياة دوماً. إنه موقف كارثي لكننا نتبنّاه اليوم أكثر من أي وقت مضى. زاد قلق المراهقين وسلوكياتهم الانتحارية خلال خمسة عقود بنسبة 400 أو 500 %، ويتعلق جزء من السبب بتطبيق أسلوب تربوي متعدد الاتجاهات: إما أن يمتنع الأهل عن التدخل بالكامل وإما أن يخوضوا جميع معارك أولادهم، وتُعتبر المقاربتان كارثيّتَين}.

قال برادلي إن العلاج السحري يكمن في إيجاد حل وسطي.

لكن يصعب أن يكتشف الأهل ذلك الحل لأن التغيرات الوسطية تتوقف على عمر الأولاد والمرحلة التي يمرّون بها.

يقترح برادلي أن يبدأ الأهالي بتعليم أولادهم الدفاع عن نفسهم بالكلام في أسرع وقت ممكن. إذا واجهوا أي مشاكل، لا تهرعوا لمساعدتهم بل اسألوهم عن ما يجب فعله لمعالجة الوضع.

يوضح برادلي: {يجب أن نسمح لهم باكتشاف الأجوبة بنفسهم ونطرح عليهم أسئلة إضافية}.

إذا ظن ابنك أن الحل الفاعل يقضي بِلَكْم ولد آخر، يجب أن يقول له أحد والديه: {ماذا سيحصل برأيك إذا لكمته؟}.

يتعلم الطفل اكتشاف أفضل طريقة للدفاع عن نفسه خلال معاركه الخاصة مع والديه بحسب رأي لوسي هيمين، طبيبة نفسية عيادية في كاليفورنيا ومؤلفة كتاب Parenting a Teen Girl (تربية فتاة مراهقة).

قد يتجادل الأولاد معك جزئياً لأنهم يطبّقون مهارة جيدة ويجب أن يبرعوا فيها.

توضح هيمين: {بدل أن نعطيهم حلاً تربوياً فورياً، يجب أن نتناقش معهم عن الخطط الفاعلة والفاشلة على مستوى التواصل مع المراهقين}.

قالت هيمين مثلاً إنها تضطرب حين يطرح عليها أولادها أسئلة متكررة وتَصُدّهم فيشعرون بالإحباط. لا تصغي إليهم لأنها تشعر بأن عنادهم يزعجها. لكنها تقول لهم إنهم إذا منحوها المعلومات التي تحتاج إليها لتقييم طلبهم وأعطوها الوقت للتفكير بالموضوع، قد يحصلون على الإجابة التي يحتاجون إليها.

يكون تلقين مهارات النقاش في جميع الأعمار نهجاً ممتازاً، لكن قد يتدخل الأهالي أحياناً للسيطرة على الوضع بطريقة ملموسة بحسب قول جورج غلاس الذي شارك في كتابةThe Overparenting Epidemic (وباء الإفراط في التربية).

حين يتعرّض الطفل لمضايقات مستمرة أو يصبح ضحية أولاد آخرين في المدرسة ويجرّب مقاربات مختلفة، قد يحين الوقت للتدخل والتحدث مع المسؤولين في المدرسة لمعرفة ما فعلوه لتقديم المساعدة.

قال غلاس: {يقضي الرد الطبيعي في هذا العصر بتدخّل الأهل والاتصال بالمعلمين. لكن يجب أن نساعد أولادنا على تعلّم طلب المساعدة أو التحدث مع الأولاد الآخرين أولاً. إذا لم ينجح تدريبنا لهم ولم نستفد من الإصغاء إلى ردود أفعالهم بعد محاولات عدة، يمكننا التفكير بالتحدث مع المعلمين}.

قد يصبح الوضع مقلقاً مثلاً حين يحاول الطفل إصلاح وضعه لكنه يفشل في مساعيه، فيشعر الأهل بأن المدرسة لا تأخذ المسألة على محمل الجد ولا ينجح الراشدون في تخفيف الضغوط التي يواجهها الأولاد.

أضافت هيمين: {لا تكون بعض البيئات مناسبة. إذا شعر ابنك بانعدام الأمان العاطفي أو الجسدي وبغياب الدعم من الراشدين، لا بد من التفكير بإنشاء بيئة جديدة له}.

back to top