الرعب يجتاح حلب الغربية... والأحياء الشرقية تتلقى المساعدات

• الفصائل تحتفل وتصعّد
• الأسد يتكبد أكبر خسائر وأبرز قادة «المظلات»
• روسيا تستهدف المشافي

نشر في 08-08-2016
آخر تحديث 08-08-2016 | 00:04
منتقبة سورية ترفع شارة النصر فرحاً بكسر الحصار عن شرقي حلب أمس الأول  (رويترز)
منتقبة سورية ترفع شارة النصر فرحاً بكسر الحصار عن شرقي حلب أمس الأول (رويترز)
مع نهاية الأسبوع الأول من المعركة المصيرية في حلب، قلبت فصائل المعارضة السورية المعادلة، وبات مقاتلوها يطوقون عملياً الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي تعرض لأكبر نكسة له منذ بدء معارك الشمال في صيف 2012، تمثلت في خسارته الكليات العسكرية ومئات القتلى، بينهم أبرز قادة وحدات المظلات.
غداة تعرض قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه لضربة كبيرة، تمكنت خلالها فصائل المعارضة، وبينها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة)، من فك الحصار عن حلب الشرقية، بدا الخوف والتوتر واضحا على سكان الأحياء الغربية الموالية للنظام، خشية الحصار، فسارعوا إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية والماء للتموين في حال استمراره.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفصائل المقاتلة والجهادية «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، بل قطعت أيضا آخر طرق الإمداد إلى الأحياء الغربية، التي باتت محاصرة»، ويقيم فيها نحو 1.2 مليون نسمة، ومن ثم انقلب المشهد تماما في ثاني أهم مدن سورية وعاصمتها الاقتصادية سابقا، وحيث تعد المعارك فيها محورية في الحرب الدائرة منذ أكثر من 5 سنوات.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها المدفعية والفنية الجوية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، الذي تمر منه طريق الإمداد الوحيدة إلى الأحياء الموالية للنظام غرب المدينة.

تصعيد ومساعدات

وللمرة الأولى منذ شهر، دخلت أول شاحنة خضار إلى شرق حلب، مرورا بحي الراموسة، لتبيع البندورة والبطاطا في أسواق هذه المنطقة المحرومة من الكثير من المواد الغذائية، لكن المرصد السوري أكد أن المدنيين لم يتمكنوا من الخروج، لأن الطريق التي فتحت لهم من الراموسة لا تزال خطيرة وغير آمنة.

وأكدت غرفة عمليات «فتح حلب» أن الخطوة المقبلة بعد فك الحصار هي التقدم نحو طريق الكاستيلو، والتركيز على محاور الحمدانية ومشروع 3000 شقة وصلاح الدين، مشيرة إلى أن المعارك لن تتوقف حتى السيطرة على مواقع جديدة غرب حلب.

اشتباكات واحتفالات

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن "اشتباكات متقطعة يرافقها غارات جوية لاتزال دائرة ولكن بدرجة أقل" في جنوب غرب مدينة حلب، التي شهدت احتفالات عارمة للأهالي بتحقيق النصر وكسر الحصار.

وبعد هجومين عنيفين الجمعة والسبت، أعلن تحالف "جيش الفتح"، بقيادة حركة "أحرار الشام" و"جبهة فتح الشام" كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 يوليو على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة ويقيم فيها 300 ألف شخص.

وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمين من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية.

كسر الطوق

ونفى الاعلام الرسمي بدوره فك الفصائل الجهادية والمقاتلة للحصار المفروض على الاحياء الشرقية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري "أن هذه المجموعات الارهابية لم تتمكن من كسر الطوق المفروض على الارهابيين فى الاحياء الشرقية من مدينة حلب". وأضاف المصدر ان القوات السورية "تواصل عملياتها القتالية على جميع المحاور الى الجنوب وجنوب غرب حلب".

اما رامي عبدالرحمن فأكد أن "قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها تعرضوا لخسارة مهمة جدا"، مشيرا الى انه "برغم اكثر من 600 غارة جوية روسية خلال اسبوع من المعارك، لم تتمكن قوات النظام من الثبات في مواقعها".

وقالت "جبهة فتح الشام" بدورها إنها صادرت عددا كبيرا من الاسلحة من الكلية المدفعية، ونشرت صورا قالت انها من داخل الكلية لصناديق اسلحة وآليات عسكرية.

وأوضح عبدالرحمن ان الفصائل المقاتلة والجهادية "لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن احياء حلب الشرقية، بل انها قطعت ايضا آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة" ويقيم فيها نحو مليون و200 الف نسمة.

خسائر المعركة

وبحسب عبدالرحمن "فإن ساعات من الحصار كانت كافية لترتفع اسعار الخضار أربعة اضعاف، وقد فقدت الكثير من البضائع في الأسواق".

وأفادت "سانا" بمقتل 10 مدنيين خلال استهداف مقاتلي المعارضة للأحياء الغربية بالقذائف.

ووثق المرصد السوري مقتل 130 مدنيا، غالبيتهم في الاحياء الغربية، منذ بدأت هجمات الفصائل المقاتلة في جنوب حلب في 31 يوليو.

كما قتل أكثر من 700 مقاتل غالبيتهم من الفصائل نتيجة "التفوق الجوي" وكثافة الغارات وأقلية من قوات النظام بينهم اللواء الركن المظلي محمود عزيز حسن القائد في القوات الخاصة وهو أكبر رتبة عسكرية يتم قتلها في حلب، بعد مقتل العميد الركن ياسر محسن ميا والعميد عمار بوتي.

تطمين الموالين

وفي وقت سابق، قدمت "غرفة عمليات فتح حلب" تطمينات لقاطني مناطق النظام، مؤكدة أن "من دخل بيته فهو آمن، ومن دخل مسجداً فهو آمن، ومن دخل كنيسة فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن".

وفي بيان، على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت الغرفة: "الثوار طلاب حريّة لا هواة قتل، ودعاة رحمة لا جَور، ومن استجاب لدعوتنا وأعاننا على حقن دماء الشعب السوري بسائر أطيافه ومكوّناته، فشكره علينا حق، ومن آثر الفرار فليفرّ، ومن أبى إلا القتال والمواجهة، فليكن على قدر قراره، فإن جحافل أبطالنا قادمة، وإن حلب الحرة لموعودة بالنصر".

تدمير المشافي

وفي إدلب، قصف الطيران الروسي بـ4 صواريخ فراغية، أمس الأول، مشفى ملس بالريف الغربي بالصواريخ الفراغية، مخلفاً مجزرة راح ضحيتها 13 مدنياً منهم 5 أطفال وامرأتان و4 من كوادر المشفى، الذي دمر بشكل كامل.

كما تعرض مشفى سرمين الطبي ومركز المعالجة الفيزيائية لقصف بصاروخ بالستي بعيد المدى مصدره البوارج الروسية في البحر المتوسط، سقط بالقرب من المبنيين، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة، أخرجتهما عن الخدمة بشكل كامل.

back to top