Jason Bourne... مستوحى من أحدث التطورات

نشر في 07-08-2016
آخر تحديث 07-08-2016 | 00:03
مات دايمون
مات دايمون
تبين أن العلم لا يقتصر على الصغر، وخصوصاً إذا كان التلميذ الجندي الخارق وعميل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق جايسون بورن (مات دايمون) والمخرج المبدع بول غرينغراس، الذي قدّم لنا بورن في جزءيه Supremacy وUltimatum. بعد إخفاق The Bourne Legacy، الذي شكّل محاولة غير مدروسة لتسليم هذه السلسلة إلى جيرمي رينر، نجح دايمون وغرينغراس في تصحيح مسار السفينة، مقدمَين جزءاً جديداً لا يختلف عن الأفلام التي عشقناها في السابق.
يحتوي فيلم Jason Bourne (جايسون بورن) على كل ما نتوقعه مع سلسلة مماثلة. نرغب في رؤية دايمون وهو ينقض بسرعة وعنف على أعدائه، مسدداً لكمات قوية ومحوّلاً أغراضاً عادية إلى أسلحة فتاكة. ونود أيضاً أن نراه وهو يقود السيارة مسرعاً في الشوارع الأوروبية الضيقة، مشعلاً إطارات أي مركبة آلية يستولي عليها. كذلك نريد أن نشاهد كبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية وهم يتأملون صور المراقبة أمام شاشات الكمبيوتر الكبيرة ويصيحون: “زد الصورة وضوحاً!” لتعتريهم بعد ذلك المفاجأة: “هذا بورن”. ولا شك في أنك ستستمتع بكل هذا في الجزء الجديد والمميز من هذه السلسلة.

تتمحور الحبكة في هذا الجزء حول القرصنة على شبكة الإنترنت. يصيح العميل جيفرز (أتو إساندو) مخاطباً رئيسه مدير وكالة الاستخبارات المركزية دوي (تومي لي جونز): “هذه الأزمة أسوأ من أزمة سنودن”. تحتوي الملفات المفقودة معلومات عن كل العمليات المشبوهة، بما فيها Treadstone (برنامج التجنيد الذي حوّل ديفيد ويب إلى جايسون بورن) وخطة Iron Hand، التي تهدف إلى تنفيذ عملية مراقبة وطنية شاملة ودقيقة.

كان دوي يسعى للتغلغل في وادي السليكون لتحقيق هذا الهدف، مستعيناً خصوصاً بمؤسس أحد مواقع التواصل الاجتماعي ونجم موسيقى التيك روك آرون كالور (ريز أحمد)، الذي يرغب في إبقاء صفقاته مع الحكومة سراً. لكن كل ما في هذا الفيلم يبدو جديداً على نحو مفاجئ كما لو أنه استُوحي لتوه من عناوين الأخبار: من الجدل القائم حول الخصوصية الرقمية إلى المواجهة الكبرى خلال مؤتمر للتكنولوجيا في فيغاس، حيث يحاول عميل مارق في وكالة الاستخبارات المركزية (فنسنت كاسل) الانتقام من بورن بسبب سجنه في سورية. فيستخدم آلية تابعة لفرقة التدخل السريع ويقتحم بها الشارع المزدحم بالسيارات.

من المفرح أن يعود دايمون إلى دور مماثل يعتمد على قواه الفطرية. فبما أنه يظهر بمظهر البطل الأميركي الحقيقي، يسهل علينا الوثوق تلقائياً بسمو أخلاق بورن، مع أنه مقاتل وحيد لا يتردد في استخدام العنف. ولا تعود هذه الثقة إلى معرفتنا ببورن فحسب، بل أيضاً إلى صفات المواطن الصالح التي يعرب عنها دايمون بدون جهد يُذكر.

في فيلم Jason Bourne، تعود جوليا ستيلز في دور نيكي، صديقة دايمون التي يثق بها. لكننا نتعرف أيضاً إلى خبيرة تقنية جديدة فائقة الذكاء تعمل في وكالة الاستخبارات المركزية وتُدعى هيزر لي (أليشيا فيكاندر). صحيح أن فيكاندر الحائزة جائزة أوسكار تبدو أحياناً غير ملائمة لهذا الدور، إلا أنها تنجح في تحويل هيزر الطموحة والانتهازية إلى شخصية بالغة التعقيد لا تُعتبر عدواً ولا حليفاً.

تبدو كاميرا غرينغراس مضطربة، قلقة، ودائمة الحركة، فضلاً عن أنه لا يتردد في تعاونه مع المحرر كريستوفر روز في إضفاء حركة سريعة على مجريات هذا الفيلم. يطالعك في مستهل Jason Bourne مشهد مليء بالحركة تستمتع فيه بمطاردة على دراجة نارية وسط تظاهرة احتجاج سياسية في اليونان. فيعكس هذا المشهد أفضل ما يضفيه غرينغراس على سلسلة الأفلام هذه: مشهد مدروس بدقة تعمه الفوضى التي تكاد تكون مطلقةً والتي تُقدَّم على مستوى نظرك وعلى نطاق مصغّر.

يتيح هذا النطاق لصانعي هذا الفيلم معالجة مشاكل عالمية من خلال الممثلين كأفراد. فيقدّمون شخصيات لها تاريخها الخاص، تسعى لتحقيق أهدافها المتنافسة، وتتخذ قراراتها هي بنفسها. لطالما واجه بورن صعوبة في تحديد دوافعه. نتيجة لذلك، يحاول جاهداً التعمق في ماضيه، الذي شوهته برمجة الحكومة، بحثاً عن جزء من هويته. فيحتاج بورن إلى ماضيه ليعرف ما القضية التي يحارب في سبيلها. ولا شك في أن Jason Bourne يزودنا بقطعة إضافية من هذه الأحجية.

back to top