العمر مجرّد رقم في فيلم Older Than Ireland!

نشر في 06-08-2016
آخر تحديث 06-08-2016 | 00:01
لقطة من الفيلم
لقطة من الفيلم
إنها فكرة بسيطة على نحو مثالي ومثالية على نحو بسيط: جمع مخرج الأفلام الوثائقية الإيرلندي ألكس فاغان 29 شخصاً مُعمّراً ووجّه كاميرا على كل واحد منهم وطرح عليهم أسئلة عن حياتهم. هكذا نشأ فيلم Older Than Ireland (أكبر من إيرلندا) الذي يقدّم وصفاً ساحراً ومؤثراً ودقيقاً لذلك البلد، ويفسّر معنى أن يعيش الفرد حياةً أطول من العمر المتوقّع.
يعرض فيلم «Older Than Ireland» جزءاً كبيراً من الحنكة الإيرلندية المتوقعة: تقول كاثلين سنافلي (113 عاماً) مازحة إنها كانت تعمل في الدعارة سابقاً بعدما تعبت من الأشخاص الذين يسألونها دوماً عن سر عمرها المديد! وتقول كيتي فينغلتون عند سؤالها عن سبب بلوغها عمر المئة: “لم آكل حبة خضار في حياتي. أظن أنه السبب في عمري الطويل”. يسترجع الآخرون أمام الكاميرا ذكريات عن الحرب الأهلية الإيرلندية (1923-1922) ويتذكرون ظروف الفقر في أولى سنوات حياتهم، حين كانوا يكتفون بدهن الزبدة على الخبز، كما يتذكّرون المرحلة التي غادر فيها الشباب إيرلندا بأعداد كبيرة (كانت حفلات الوداع تُسمّى “اليقظات الأميركية” لأن شيئاً لم يكن يضمن أن يعود المسافر يوماً).

لكن يركّز الفيلم في معظمه على المراحل البسيطة التي تُشكّل حياة كاملة. يجيد هؤلاء الناس الذين تجاوزوا عمر المئة (يبدو بعضهم نشيطين فيخبزون ويتسوّقون ويركبون الحافلة أو يقودون في إحدى الحالات) إشعال النار وتمرير كرة الغولف وتصفيف شعرهم وقراءة الصحف، ويجلسون مع الأصدقاء وأفراد العائلة. أصبح العمل بدوامٍ كامل ذكرى بعيدة مع أن طبيباً بيطرياً لم يتقاعد قبل عمر الثامنة والتسعين!

يشعر بعضهم بالوحدة (يقول أرمل بكل هدوء: “حين ماتت زوجتي، متُّ معها”) ويحب البعض الآخر رفقة الناس. يقلّ عدد الأشخاص الذين يتفوهون بكلمات حكيمة ومؤثرة لكن يبقى وجودهم وحضورهم مصدر إلهام للمحيطين بهم. يشعر معظمهم بالتفاؤل. قال أحدهم: “لا أحمل هاتفاً خليوياً لكني مسرور جداً لأنني أستطيع التحرك وحدي حتى الآن”. وقال آخر بإيقاع إيرلندي سعيد: “أتطلع إلى الحياة الأخرى”!

back to top