طلال يشيد ويدافع ويهاجم... ويطالب بمحاسبة نفسه!

استغل حُكم «الشق المستعجل» المتوقع لانتقاد المختلفين معه

نشر في 04-08-2016
آخر تحديث 04-08-2016 | 00:05
No Image Caption
طالب الشيخ طلال الفهد، في بيان أصدره أمس، بمحاسبة المتسببين في تعليق النشاط الرياضي! مواصلاً هجومه على المختلفين معه، على الرغم من أن القاصي والداني يعرفان من هم المتسببون.
واصل رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ طلال الفهد هوايته في إطلاق التصريحات الجوفاء التي تعتمد على الكلام الإنشائي، باحثاً عن كسب ود رجل الشارع الرياضي، من خلال دغدغة مشاعره، دون العمل مثقال ذرة على حماية الحركة الرياضية من تعليق النشاط، حتى ولو من باب التكفير عن الذنوب والخطايا التي اقترفتها لجنته الأولمبية واتحاد الكرة الذي يترأسه بحق الرياضة وتسببه بشكل مباشر في تعليق النشاط الرياضي، غير مرة، وكذلك نشاط الكرة على المستوى الخارجي.

لم يشهد بيان طلال الذي أصدره أمس، جديداً، حيث ألقى من خلاله اللوم على وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ونائبه سليمان العدساني على خلفية حكم المحكمة المدنية السويسرية، أمس الأول. ويبدو أنه نسى، أو بالأحرى تناسي، دوره السلبي والمثير للاشمئزاز ليس فقط في عدم الدفاع عن الرياضة الكويتية ضد القرار الظالم بتعليق النشاط من أصدقائه في اللجنة الأولمبية الدولية، بل والتحريض أيضاً، علما بأن حكم أمس الأول في الشق المستعجل كان متوقعاً، ويتبقى الشق الموضوعي الذي قد يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح والسليم، كما أنه من المعلوم أن محكمة «كاس» جهة غير محايدة تابعة بشكل مباشر للأولمبية الدولية.

البداية جاءت من كوانزو

وعرّج طلال خلال بيانه على مشاركة الرياضيين الكويتيين ولأول مرة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية تحت العلم الاولمبي في اولمبياد ريو 2016، وتناسي أيضا أنه «وربعه» أول من وضع حجر الأساس بالمشاركة تحت علم اللجنة الأولمبية، حينما شارك الرياضيون في «الآسياد» التي استضافتها مدينة غوانزو الصينية عام 2010، بجانب تسببهم المباشر في تعليق النشاط سواء في 2010 أو 2015 من خلال الكتب الملغومة وإرسال أوجه التعارض بين القوانين الرياضية والميثاق الأولمبي الدولي كما يزعمون!

وقال: «عمد القائمون على ملف الإيقاف الرياضي إلى استعداء المنظمات الرياضية الدولية، بمسارات تفتقر للحكمة والخبرة، لا على نحو مضحك فحسب، بل على نحو أصاب هذه المنظمات بالضجر من هذه الأزمة، بالرغم من النصائح التي قدمناها لهم على مدار هذه الأزمة شفاهة وكتابة».

والحقيقة الراسخة التي لا تقبل الشك تتمثل في مواصلة طلال تنصله من المسؤولية وتحميلها الآخرين، ومواصلة محاولاته اللعب على وتر العاطفة لدى رجل الشارع الرياضي، على الرغم من تسببه ومعه المنتفعون من الرياضة في تعليق النشاط الرياضي وفقا للكتب الصادرة والواردة من اللجنة الأولمبية الدولية، والتي وثقت غير مرة في وسائل الإعلام، ليصيب هو الرياضيين بالضجر من نزعاته ورغباته التي لا نهاية لها، الرامية إلى فرض واستمرار سطوته هو وأزلامه على الرياضة.

واستكمالاً لدغدغة المشاعر استذكر الفهد في بيانه شهداء الكويت في الذكرى السادسة والعشرين للغزو العراقي الغاشم، وقال «نفخر نحن كرياضيين بتقديم 36 شهيدا رياضيا أرواحهم فداء لهذه الأرض» وهي المرة الأولى بعد مرور 26 عاما على الغزو الغاشم التي يذكر أن الرياضة قدمت 36 شهيدا للكويت، على الرغم من حديثه ومعه المنتفعون طوال هذه المدة عن شهيد واحد، لم يتركوا مناسبة أو بطولة أو جائزة إلا وأطلقوا عليها اسمه إلى جانب العديد من المنشآت الرياضية، متناسين أسماء بقية الشهداء الذين وجدوا حاجة لذكرهم الآن!

طلال يبرئ نفسه

ولم يكتفِ طلال بمحاولة تبرئة نفسه وإلقاء اللوم على الغير، بل أقحم ومن غير مناسبة المجلس الأولمبي الآسيوي في بيانه، وذهب إلى حد الإشادة بالدور الذي لعبه في تخليد ذكرى شهداء الكويت، ويبدو أنه لا يدرك أن الشهداء هم من خلدوا ذكراهم العطرة بأعمالهم البطولية وحفروا أسماءهم في عقول وذاكرة الكويتيين، ولا ينتظرون تخليداً من المجلس الأولمبي أو غيره للتخليد ووضع أسمائهم على نصب قبضة الشهيد.

واستكمل طلال إشادته الميمونة بالمجلس الأولمبي الآسيوي بالإشارة إلى أنه قدم خدمات تجاه قضايا الكويت الرياضية والمجتمعية، وفي الواقع لا نعلم أي خدمة قدمها المجلس الآسيوي للرياضة والمجتمع الكويتي، وعلى طلال الفهد ذكر فضل واحد للمجلس على الكويت ورياضتها ومجتمعها، إلا إذا كان يرى تحول الموقع الذي يشغله المجلس من مجرد مقر إلى مجمع تجاري فخم و»تأجير» عدد من المحلات على شركات كويتية وتحصيله القيمة الإيجارية لحسابه فضلاً وخدمة مجتمعية.

في المقابل، لم يذكر طلال ما قدمته الكويت للمجلس والمتمثل في تأسيسه ومنحه قطعة كبيرة من الأرض في موقع استيراتيجي، هذا غير الإغداق عليه بأموال طائلة كمساعدات سنوية، ومقارنة بما قدمه كل طرف للآخر، فالمجلس الأولمبي الآسيوي مدين للكويت وحكومتها وشعبها بالكثير، ولم يكن له فضل يوما ما.

محاسبة المتسببين

ورغم أن بداية البيان كانت «كُفرا»، إلا أن ختامه جاء مسكاً، حيث قال طلال «إذا أردنا إصلاحا حقيقيا فإن أولى خطواته تبدأ بمحاسبة كل من تسبب في خلق هذه الازمة، ومن بعد ذلك سيكون الحوار مع المنظمات الدولية هو طريقنا لاستنهاض الرياضية من كبوتها». فمطالبته بمحاسبة المتسببين في الأزمة الرياضة هو الأمر الوحيد الصحيح الذي تحدث عنه، فنحن ننتظر محاسبته ومحاسبة اللجنة الأولمبية الكويتية وبعض الاتحادات الرياضية وأصحاب المناصب المرموقة في الهيئات الرياضية الدولية والقارية والمنتفعين والذين حاربوا القوانين بلا هوادة، وتفننوا في ارسال الكتب الملغومة إلى الأولمبية الدولية والاتحادات المملوءة بالمغالطات وتزوير الحقائق.

back to top